الثقافي

واسيني الاعرج يكشف: "لا أذكر متى جاءتني فكرة كتابة سيرتي"

سيرة منتهاه.. كتبها كما اشتهته

 

 

قال الروائي واسيني الاعرج انه لا يذكر لحد الساعة من اين جاءته فكرة كتابة سيرته والتي تمثلت في روايته الاخيرة المسطرة تحت عنوان "سيرة المنتهى.. عشتها كما اشتهتني"، نافيا انه يعلم سرّ اللحظة الأولى التي دفعته إلى ما سماه بالجنون ولا بالشكل الفني الذي ارتضاه لها، مضيفا بانه لا يدري حتى لِمَ اختار شخصية ميترا لتكون رفيقته في هذا المنتهى، من بين المئات من عرف وعشق وخلقت وأبدع ليروي على مسمعها هذا الحب وهذا الخوف. وقال واسيني في حوار لإحدى المنابر العربية، بأنه حاول كثيراً أن ينجز سيرته قبل سنوات ولم يفلح أبداً، معللا ذلك بأنها ظلت لفترة طويلة هامشاً ولم تتحول إلى جوهر أو إلى انشغال مهم في حياته الكتابية، مضيفا بأنه يصعب عليه حتى اليوم تحديد اللحظة الزمنية الأولى التي نشأت فيها فكرة السيرة، حيث برر وصول الطفل الذي بداخله إلى ناطحات السحاب بلوس انجلس إلى كتاباته التي منحته فرصة لا تقدّر بثمن ليخرج من دائرة الضيق التي مات تحت ثقلها كثير من الكتاب والفنانين –حسبه-، اما في حديثه عن نص الرواية الذي اجمع الكثير ممن قراها بأنها لا تشبه السير الذاتية وانه لم يعتمد الشكل الكلاسيكي المعروف عن هذه الأخيرة اكد واسيني الامر قائلا بانه لم يتحدث عن نفسه كما هي العادة، متفادياً النزعة النرجسية التي كثيراً ما تنسحب على هذا النوع، لكنه فضل أن يرسم له صورة من خلال الآخرين لأنهم الأسبق في هذه الحياة مثل الجدة والأم والجد وسرفنتس لكنه لم يعرف عنهم الكثير لأنهم ماتوا لذا اختلق تلك الرؤية التي نقلته من الأرض إلى السماء، مشتبها بما اسماه تقليد ثقافي عربي إسلامي وإنساني معروف، كحادثة الاسراء والمعراج لسيدنا محمد "ص"، وفي المجال الادبي رسالة الغفران لأبي العلاء المعري الذي قام برحلة معراجية إلى العالم الآخر، والتقى الشعراء الذين توفوا، وفي الآداب العالمية عند الكاتب الإيطالي دانتي اليغري الذي كتب في الكوميديا الإلهية عن الحالة نفسها، لكن كلها موضوعات دينية، معقبا على ذلك بقوله: "أنا اشتغلت المعراج كنظام لكني أعطيته بعداً إنسانياً، فرحت، من خلاله، أبحث عن الذين عرفتهم، وكان لهم الدور الحاسم في حياتي"، اما عن اختياره للأسلوب الصوفي في السرد فقال واسيني بان ذلك يساعده اكثر في اتوغل إلى النفس الانسانية بعمق، وقول ما لا يمكن ان تقوله اللغة العادية، مشيرا إلى انه اختار الشعرية ايضا لأنها غير مباشرة ولأنها استعارية تتناسب مع القصة بكاملها، لأنها بدورها استعارة كبيرة من الحياة في صعوبتها ومشقاتها، اما عن الحيز الكبير الذي شغلته المراة في سيرة واسيني الاعرج فقال: "أنا شخصياً ثمرة تكونات متعددة أدت فيها المرأة الدور الحاسم في ثقافتي وحياتي. عندما فقدت والدي، اتخذت أمي صفة الأب لأنها خرجت إلى العمل لتعيل أبناءها الستة. جدتي ربتني في حضنها على هذه المرويات، لذا أجدني بين امرأتين عظيمتين: الأولى، أمي تعلمت منها المقاومة والتعامل مع الحياة، حتى في قسوتها. والثانية جدتي التي تعلمت من خلالها كيف أروي قصصي، وأكثر من ذلك، هي من دفع بي إلى تعلم العربية، أما مينا، أو كما تسمى، مومس، وأنا لا أؤمن بهذه التسمية لأننا عندما نتعرف إلى قصتها ندرك كم ظلمت ومدى قسوة المجتمع عليها، تشكل بالنسبة إلي، الحب الطفولي الأول المليء بالحنان والعاطفة، رغم أن الحياة لم تكن رحيمة معها، ولأنها ضحية وضع صنعه نفاق الآخرين وحبّهم المستشري والكبير والناظم للشكل الظاهري للحياة. لذا كل ما يتعلق بهذه الشخصية وشخصية مريم الموجودة في نصوصي يدين بالكثير إلى هذه الشخصية التي تعلمت منها السماحة والحب والخير والمحبة.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي