الوطن
فقدان المناعة الداخلية يدفع بالأحزاب للانسحاب
بدايات تفكك "الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 ماي 2012
تتداول بعض الأوساط من داخل ما بات يعرف بـ "الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية"، عن قرب انسحاب بعض الأحزاب من هذا التكتل في ظل عدم قدرتها على مجابهة مشاكلها الداخلية، على غرار جبهة العدالة والتنمية والأفانا، وما جعل بوادر تفكك تظهر في هذه "الجبهة"، عدم وضوح المواقف بشأن نتائج الانتخابات، وأن تحديات داخلية وطموحات زعماء أحزاب أساسية فيها نحو الرئاسيات قد تعصف بهذا المسعى، يضاف إليها ضعف العديد منها على العمل الجماعي في المعارضة.
وحسب ذات الأوساط، فإن جبهة العدالة والتنمية التي كانت قد احتضنت اجتماع الأحزاب الغاضبة في مقرها، ستنسحب من "الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية"، وهي مسألة وقت فقط، وستتبعها أحزاب أخرى، بما فيها تلك التي لديها نواب يصرون على الدخول للبرلمان وإبداء عدم الطاعة لرؤساء أحزابها، ويضاف إلى ذلك، فقدان المناعة الداخلية، ما يجرها نحو الخروج من تكتل المعارضة، حيث بدأت مظاهر الاختلاف تسود داخل هذا التجمع الذي ضم الأحزاب الغاضبة من نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، غير أن جاب الله يكون قد لمس خلافا في الرؤى مع بعض التشكيلات السياسية الأخرى، وهو ما يجعله في غنى عن العمل معها، كما تشير المصادر ذاتها، إلى أن مواقف الأحزاب المشكلة لهذا التكتل، لم تتضح جيدا بشأن نتائج الانتخابات التشريعية، ويتداول بعض المقربين من هذا الجبهة، أن الاختلاف بين الأحزاب حول الانتخابات بدأ يظهر بين الأحزاب التي لها مقاعد وبين تلك التي لم تحصل على شيء، وهو ما لا يشجع على بقاء أحزاب أخرى أمام تعنت تشكيلات ترى نفسها أساسية داخل هذا التكتل، حيث تسود داخلها تحديات داخلية من قبل نوابها من جهة، وتغلب هوس الانتخابات الرئاسية على طموحات زعمائها، وهو ما سيضطرها للتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته الساحة السياسية بعد التشريعيات الأخيرة، كما أن عدد المقاعد التي حصلت عليها مجتمعة لا يؤهلها للعب دور المعارضة القوية في وجه السلطة، وفي هذه الحال، ستعرف "جبهة حماية الديمقراطية" تفككا مرحليا الى غاية إعلان زوالها أو بقاء أحزاب قليلة فيها، كما أن بعض الأحزاب الصغيرة قد تعلن خروجها عن قريب، ولعل جاب الله قد تيقن بأن بعض التشكيلات السياسية داخل هذا التكتل بعيدة من أجل أن تمارس دور المعارضة القوية أو العمل الجماعي الطويل المدى، وإذا ما انسحب فسوف يبرر ذلك بفشل المعارضة وارتباطها بأطراف أخرى.
ويعزز هذا الموقف ما ذهب إليه قيادي في جبهة العدالة والتنمية في تصريحات سابقة للرائد من أن حزبه قد ينسحب في أية لحظة ويدخل البرلمان ليكون في المعارضة إذا ما فشل هذا المسعى في تحقيق مطالبه.
وحاولت "الرائد" معرفة تفاصيل أدق حول ما قيل بشأن الانسحاب الوشيك لجاب الله من جبهة حماية الديمقراطية، حيث سألت القيادي لخضر بن خلاف عن صحة خبر نية جاب الله في الانسحاب، إلا أنه نفى ذلك مكذبا تكذيبا قاطعا الخبر، وأشار في السياق ذاته الى تمسك جبهة العدالة والتنمية بمسار "جبهة حماية الديمقراطية".