الوطن

جولة ثانية بين مرسي وشفيق وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات إلى الشوارع في مصر

المسيحيون متخوفون من مرشح الإسلاميين وأنصار الثورة يتوجسون من عسكري آخر

لم يعلن عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المصرية بعد، غير أن معطيات نتجت عن عمليات الفرز في معظم محافظات مصر أشارت بأن دورا ثانيا ينتظر أن يعلن عنه بين مرشحين بارزين هما محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة عن الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق العسكري السابق وآخر رئيس وزراء حسني مبارك، لكن بالمقابل، تسود المصريين مخاوف من كلا المرشحين، فالمسيحيون متوجسون من مرشح إسلامي، وأنصار الثورة يتخوفون من عودة العسكريين إلى الحكم مجددا، وهو الأمر الذي قد يدخل مصر في فوضى أخرى غير مضمونة النتائج.
وقال الإخوان المسلمون أمس الجمعة إن محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر سيخوض جولة الإعادة الشهر المقبل أمام أحمد شفيق، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي.
وأحدثت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي جرت هذا الأسبوع انقساما شديدا بين الرافضين لتسليم الرئاسة إلى رجل من حقبة مبارك ومن يخشون احتكار الإسلاميين للمؤسسات الحاكمة.
وفي حالة عدم حصول أي مرشح، كما هو متوقع، على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات، فستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين سيحصلان على أكبر نسبة من الأصوات في 16 و17 جوان المقبل.
وينتظر أن يسلم المجلس العسكري السلطة إلى رئيس مدني ينتخبه المصريون، وحدد ذلك في جويلية المقبل، وتنذر الجولة الثانية بحدوث اضطرابات، حسب تقديرات بعض المحللين، وقد بدأت بوادر قلق شعبي من إمكانية فوز شفيق، التي تعني بالنسبة للكثير العودة للنظام السابق في عهد مبارك، فيما عبر البعض عن مخاوف من احتجاجات عنيفة يمكن أن تندلع في الشوارع إذا فاز شفيق، وهو قائد سابق للقوات الجوية مثل مبارك، وكان محتجون رشقوه بالأحذية والحجارة يوم الأربعاء بعد أن أدلى بصوته في لجنة انتخابية بشرق القاهرة، وهدد معارضو شفيق بالنزول إلى الشوارع إذا فاز.
لكن مؤيدوه يقولون إنه قادر على إعادة الأمن وهو مطلب رئيسي للمصريين بعد 15 شهرا من الإطاحة بمبارك.
ويمكن أن يزيد فوز مرشح الإخوان التوتر بين الإسلاميين الذين تقوى شوكتهم والجيش القوي الذي يرى نفسه حاميا للدولة.
وسيشعر المسيحيون والليبراليون العلمانيون -الذين يخشون على حرياتهم وعلى مصير صناعة السياحة الحيوية في مصر- بالقلق من تعهد الإخوان بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وقال محمد البلتاجي وهو من قادة حزب الحرية والعدالة لرويترز إنه على المصريين أن يختاروا الآن بين "الثورة والثورة المضادة" وأن الجولة القادمة ستكون بمثابة استفتاء على الثورة.

من نفس القسم الوطن