الثقافي
سمير عباس يوظف مصطلح "الزمكان" في قراءة نقدي
باحث جزائري يدرس أثر الزمان والمكان في شعر السياب والمناصرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 نوفمبر 2014
عن "دار الصايل للتوزيع والنشر"، صدر كتاب "لزمكان في الشعر العربي المعاصر: بدر شاكر السياب، عزالدين المناصرة" للباحث الجزائري سمير عباس.
وهو كتاب يقع في مئة وسبعين صفحة، يتوزّع محتواه على ثلاثة فصول، يحاول من خلالها عباس الإجابة على سؤال: هل يؤدي هذا المفهوم دورا معينا في تشكيل الرؤى التي يعبّر عنها هذا الشعر؟، كما يسلط الباحث الجزائري سمير عباس الضوء على مدى تسلل مصطلح أو مفهوم “الزمكان” إلى النصوص الشعرية ومدى منحه إياها القوة الجمالية والفنية اللازمة.
ويتناول مصطلح الفضاء لما له من إشكالية في الخطاب النقدي العربي الجديد، في الفصل الأول بعنوان “الزمكان ومكوناته النظرية، هذه الإشكالية التي تكمن في النقل والترجمة من اللغات الغربية -الذين عرفتهما العرب من قبل- إلى معان عديدة منها: المكان، الفضاء، الحيز، وفي نفس الفصل يتناول الباحث مفهومي المكان والزمان من النواحي: الفلسفية، الاجتماعية، الأدبية وأيضا النفسية، وصولا إلى تناوله للمصطلح محور البحث “الزمكان” مشيرا إلى الصلة الوثيقة بين مفهومي الزمان والمكان، التي تظهر من خلال ارتباط أحدهما بالآخر بشكل قد يجعل من الصعوبة بمكان التفكير في استقلالية أيّ من المفهومين عن الآخر.
“الزمكان عند بدر شاكر السياب” و”الزمكان عند عزالدين المناصرة” عنوانا الفصلين الثاني والثالث من الكتاب ويتضمنان دراسة: “زمكان التجربة”، “زمكان الذكرى”، “الزمكان التاريخي”، “الزمكان الديني” و”الزمكان الأسطوري” عبر تناول مجموعة من قصائد الشاعرين بالدراسة والتحليل، مشيرا إلى أن النصوص الشعرية المختارة تتوفر على أشكال مختلفة من الزمان باختلاف مصادر التجربة الشعرية، وكذلك على حدود مكانية متنوعة تربط بين الكائنات التي تنتمي إليها.
ليصل الباحث إلى خلاصة أن “الزمكان” عند السياب كان مرتبطا برؤى ذات أبعاد إنسانية في الغالب، بينما عند المناصرة كان مرتبطا برؤى تعكس فكرا مقاوما، وهو الشاعر المجرّب الذي عاش قهر المنافي في أمكنة وأزمنة متعدّدة، وبأن “الزمكان” جزء مركزي من البناء النفسي والعاطفي لدى الشاعرين، حيث يشي بمعان ورؤى ينصهر فيها الحسي بالمعنوي، والواقعي بالمتخيل عبر أزمنة مشحونة بتداعيات الماضي وأرق الحاضر واستشراف المستقبل.
ليلى.ع