الوطن
قلق غربي إسرائيلي من فوز الإسلاميين في مصر
خوفا من تلاشي اتفاقية السلام ومصير إسرائيل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 ماي 2012
ركزت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الأربعاء، على الانتخابات الرئاسية الجارية في مصر أمس واليوم، موضحة بأن هناك حالة من القلق الشديد والترقب تسود أوساط المسؤولين الإسرائيليين خوفا من صعود الإسلاميين، وبالتالي المصير الذي ستلاقيه ما تسمى بـ اتفاقية السلام، وفي هذا السياق قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في ملف خاص أمس الأربعاء، إن الساسة والقادة الإسرائيليين يتعاملون بحذر شديد للغاية في هذا الموضوع، ويتجنبون مهاجمة أي من الأطراف المتنافسة خوفاً على "اتفاقية السلام" التي تقف على المحك.
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من ذلكإ فإن أعضاء الحكومة الإسرائيلية وقادة الجيش الإسرائيلى يبدون خشية كبيرة من صعود حركة "الإخوان المسلمين" القريبة من حركة "حماس" في غزة وانقلاب المعادلات الإقليمية لصالحهم في المنطقة، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أنه يتنافس في انتخابات الرئاسة المصرية ثلاثة مرشحين من التيار الإسلامى، ومرشحان آخران يمثلان نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، موضحة أنه يقف في المعسكر الأول مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، والمسؤول الكبير السابق في الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح، وفي المعسكر المقابل يتنافس عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق وقائد القوات الجوية سابقاً.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه في غضون ذلك يحاول المسؤولون الإسرائيليون فرز عدة خيارات تتدرج من سيء إلى أسوأ، مضيفة كان نظام مبارك شريكاً لثلاثة عقود مع إسرائيل، بل كان حليفاً استراتيجياً وكان يبدي تعاوناً كاملاً بخصوص قطاع غزة وصفقة الغاز الطبيعى لتل أبيب، وأوضحت جيروزاليم بوست أنه منذ الإطاحة بمبارك يتطلع مسؤولو الكيان منذ وقت طويل لتولي رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق اللواء عمر سليمان، منصب رئيس مصر لمواصلة طريق الرئيس المخلوع مبارك في التعاون الاستراتيجي مع الحكومة الإسرائيلية، لكن الشهر الماضي لجنة الانتخابات المصرية استبعدته لأسباب تقنية، وأضافت الصحيفة العبرية، أنه بناء على ذلك اضطر مسؤولو الكيان للبحث عن بديل آخر، حيث توجهت الأنظار إلى الفريق أحمد شفيق الذي يتمتع بسمعة "براجماتية"، "وهو قليل الكلام ويعرف تماماً تكلفة الحرب مع إسرائيل، وخلافاً لباقي المرشحين فإن شفيق قال إنه مستعد لزيارة إسرائيل لإظهار أن لديه نوايا طيبة"، حسب قول الصحيفة.
وذهبت صحيفة هآرتز في نفس الاتجاه، حيث قالت إن اسرائيل التي تتحسر على المآل الذي آل إليه حليفها الاستراتيجي مبارك تراقب الآن باهتمام بالغ مصر وهى تخوض أول انتخابات حقيقية في تاريخها.
أما صحيفة "أخبار إسرائيل الالكترونية" فألقت الضوء على موقف غالبية المرشحين من اتفاقية السلام مع إسرائيل مؤكدة على أن هناك شبه توافق بين كل المرشحين على ضرورة إجراء تعديلات على الاتفاقية، وبدورها رجحت صحيفة معاريف أن تختار مصر رئيساً مدنياً، طارحة تساؤلا حول وضع الرئيس الجديد فى ظل غياب الدستور.