الوطن

تغييرات جوهرية تدفع حركتي حمس وفتح لمراجعة حساباتهما

تقدير إستراتيجي لمركز الزيتونة حول مستقبل الشراكة في صناعة القرار الوطني الفلسطيني

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ومقره بيروت، تقديرا إستراتيجيا بعنوان "مستقبل الشراكة في صناعة القرار الوطني الفلسطيني، حدوث "تغييرات جوهرية تدفع حركتي فتح وحماس لمراجعة حساباتهما".
وقال إن "اتفاق المصالحة، الذي وقع مطلع ماي من العام الماضي، مهدد بالفشل، والانضمام إلى أرشيف الاتفاقات الأخرى الموقعة سابقاً، إذا لم يتم علاج القضايا الأساسية بجدية وشفافية". وتوقع استمرار "إدارة الانقسام" بين الطرفين، وليس حلاً له، منتقداً مسار تحقيق المصالحة لارتباطه بإنجاز ملفات يستطيع الاحتلال تعطيلها وإفشالها بسهولة، مثل الحكومة والانتخابات وإصلاح الأجهزة الأمنية، والتي لم ينجز منها شيء ملموس حتى الآن".
ويأتي ذلك "وسط اتهامات متبادلة بعدم الجدية والتوظيف السياسي المؤقت للاتفاق لمصالح فصائلية ضيقة"، مقدّراً "برهان الطرفين على عامل الزمن وتغير الظروف لصالح أحدهما، ليفرض شروطه في النهاية على الآخر".
وتحدث عن "الخلاف الاستراتيجي حول مسار العمل الوطني، كالاعتراف بالكيان المحتل والتنازل عن أجزاء من فلسطين، والتعامل مع ملفي التسوية والمقاومة، وتحديد أولويات المشروع الوطني الفلسطيني".
وتوقف عند "أزمة الثقة بين الطرفين، التي برزت منذ اتفاق أوسلو وتعمقت بعد انتخابات المجلس التشريعي (2006) والاشتباكات الثنائية التي انتهت بسيطرة حماس على القطاع منذ 2007". بينما "جعلت استحقاقات أوسلو السلطة الفلسطينية عرضة لضغوط الاحتلال وابتزازه، بما أوقعها تحت الضغوط الخارجية، التي تضعها، مضطرة، في حساباتها عند صناعة القرار".
ودعا التقرير إلى "مراجعة الأداء بروح وطنية مسؤولة، وإدراك عدم جدوى "اللعبة الصفرية" التي ستؤدي لإطالة أمد الأزمة وخسارة الطرفين".
ونوه إلى أهمية "اتخاذ مبادرات لبناء الثقة، مثل إطلاق المعتقلين السياسيين والحريات العامة، والاستفادة في المؤسسات الحكومية والعامة من الطاقات الوطنية على اختلاف انتماءاتها".
واقترح "البدء بملف منظمة التحرير مدخلاً أساسياً للإصلاح الوطني الشامل، وتشكيل مظلة وطنية ممثلة للشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه، وحاضنة لكافة القوى، بحيث يتم تحت سقفها ترتيب الأولويات وتحديد البرنامج المرحلي والاستراتيجي".
وأعد هذا المسار "بعيداً عن الضغوط الإسرائيلية الأمريكية التي تمسك بتلابيب السلطة في الضفة والقطاع وتتحكم بمداخلاتها ومخرجاتها".

من نفس القسم الوطن