الوطن

أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية تجمع ما فرقته السياسة

شيّع جثمانها وسط حضور رسمي كبير

المكان مقبرة العالية بباب الزوار، الزمان بعد الظهر، حضور كبير من أصدقاء، أهل الفن، فضوليين، شخصيات بارزة، رجال إعلام، كلهم جاؤوا من كل حدب وصوب، لا لشيء إلا لإلقاء النظرة الأخيرة على أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية التي انتقلت إلى بارئها وهي التي افتخرت دائما بجزائريتها وغنت لوطنها الجزائر في العديد من المرات، وقبل وفاتها بأسبوع قالت لنجلها إنها تريد الجزائر لإحساسها بقرب أجلها، لكن مشيئة الله فوق كل شيء، لتكون أرض الكنانة مصر آخر أرض تراها، لتعود إلى أرض الوطن ملحفة بعلم الجزائر، فرحمك الله يا جميلة الجزائر والوطن العربي.

كانت أمس مقبرة العالية مكتظة عن آخرها، خصوصا بعد وصول جثمان الراحلة ووسط تدافع الجماهير الكبيرة لإلقاء نظرة على أميرة الطرب العربي بحضور كبار الشخصيات الوطنية، السياسية والفنية، فحضر السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس، بالإضافة إلى الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الأشغال العمومية عمار غول وغيرهم كثير أبوا إلا أن يودعوها إلى مثواها الأخير، راجين من المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة.

كلمة تأبينية لجمال فوغالي مدير الثقافة بقسنطينة

قبل بدء مراسيم الدفن، ألقى مدير الثقافة بولاية قسنطينة جمال فوغالي الكلمة التأبينية الخاصة، مشيدا بفقيدة الوطن العربي، قائلا بأن فقدان وردة الجزائرية ليس خسارة للجزائر فقط، وإنما هي خسارة للوطن العربي ككل نظرا للمشوار الفني الكبير الذي قدمته، بالإضافة إلى إشادة هذا الأخير بوطنية أميرة الطرب العربي التي كانت دائما من الأوائل الواقفين بجانب بلدها، ولا تنتظر أي لحظة في سبيل نداء الوطن الذي اعتبرته دائما شيئا مقدسا، كيف لا وهي التي تغنت بالوطن في الكثير من المناسبات وأبت إلا أخذها إلى الجزائر عندما جاءتها سكرات الموت قائلة "خذوني إلى الجزائر".

غياب الفنانين العرب

لم يحضر الفنانون العرب جنازة الفقيدة على غير المتوقع، حيث كان الجميع ينتظر حضورا فنيا عربيا كبيرا، خصوصا ممن عاشروا الراحلة، فلم يحضر سوى الفنان الإماراتي حسين الجسمي منذ الصباح الباكر إلى غاية تشييع جثمانها، هذا وأحيط حسين الجسمي بحراسة أمنية مشددة نظرا للعدد الكبير من النساء بالمقبرة، بالإضافة إلى التدافع وسوء التنظيم الذي صاحب مراسيم الدفن.

قالوا عن رحيل أميرة الطرب العربي

وزير الأشغال العمومية عمار غول: "هي امرأة عظيمة، أعطت الجزائر من خلال فنها وشرفت وطنها دائما وعبرت دائما عن اعتزازها بهذا الوطن، وكانت دوما سفيرة للجزائر أينما حلت، ندعو الله أن يتغمدها برحمته الواسعة، وردة ستبقى من الشخصيات الراسخة في ذاكرة الجزائريين لسليلة الثورة".
مدير المكتبة الوطنية عز الدين ميهوبي: "وردة الجزائرية استثناء في الساحة العربية الفنية لاستمرارها 60 سنة في مجالها، وسايرت كل الأجيال، بالإضافة إلى امتلاكها أكثر من مرجعية مكنتها من السيرورة الثقافية التي عرفتها وزادتها شبابا وأناقة، وطبيعي أن نجدها مرتبطة بالجزائر لأنها سليلة مواقف ثورية، وعندما تدعوها تأتي دائما، وفي الأخير ليس لنا أن نقول إن رحيلها خسارة للجزائر فقط، وإنما خسارة للوطن العربي ككل".
السفير الجزائري السابق في مصر مصطفى شريف: "وردة الجزائرية كانت دائما وفية لوطنها، وأنا شخصيا لما عينت سفيرا للجزائر بمصر، أول خطوة قمت بها زيارتها إلى بيتها بالقاهرة، ورحبت بي ولا تتحدث إلا عن الجزائر، وخلاصة القول وردة كانت جسرا بين الجزائر ومصر".

من نفس القسم الوطن