الوطن

مشروع المصالحة الوطنية في الجزائر كاد يقضي علينا لولا فرارنا إلى الصحراء

قادة بتنظيم ما يعرف بـ "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " يعترفون:

إعترف قادة بتنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، معظمهم جزائريون، في تصريحات أدلوا بها لصحيفة موريتانية، بأن مشروع المصالحة الوطنية الذي وضعته الجزائر، كان سببا لهم في اللجوء الى الصحراء هروبا من الحصار الذي كان مضروبا عليهم في الشمال الجزائري، وقالوا للصحيفة إن تأثير هذا المشروع كان كبيرا الى درجة أنه كاد يقضي عليهم لولا انضمامهم لتنظيم القاعدة العالمي.
وأوردت هذه الصحيفة أنها حاورت مجموعة من قادة التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ولم تشر في المقال لأسماء هؤلاء أو هوياتهم، لكن مصادرنا قالت إن من بينهم جزائريين وموريتانيين وتونسيين وليبيين، وحتى مغاربة ومن الأزواد، كما كان ضمنهم ماليون أيضا، لكن الجزائريين الذين تحدثت إليهم الصحيفة كانوا قادة كتائب وسرايا، وأضافت مصادر لـ "الرائد" أن الجزائريين لديهم قيادة التنظيم بشكل عام وأغلبية مراكز القيادة، وأبرز ما قاله هؤلاء لمراسل "الأخبار"، كان اعترافهم الضمني بضعفهم في الجزائر خاصة بعد صدور قانون المصالحة الوطنية الذي قلل من قدراتهم البشرية، وهو الأمر الذي دفع بالقيادة الى التوجه الى الصحراء كملاذ آمن، وقالوا أيضا إنهم لم يصمدوا في وجه القوات الجزائرية التي ضربت عليهم حصارا، وصفه قادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بـ "الحصار الخانق" في الشمال الجزائري، وأوردت الصحيفة الموريتانية شهادات قادة جزائريين اعترفوا "بخطر مشروع المصالحة الذي أعلنت عنه الجزائر، ونجاحه الكبير في استنزاف قدرات التنظيم"، معتبرين أن أهم وسيلة لمواجهته وأكثرها نجاعة كانت الانضمام لتنظيم القاعدة، وصرح أحدهم بأن "انضمامنا للقاعدة وجدنا في مرحلة صعبة، فقد نال مشروع المصالحة منا فعليا، وبالفعل كان انضمامنا له مشروعا سياسيا مهما لمواجهة المشروع الجزائري".
ونقلت الصحيفة عن أحد القياديين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والقيادي البارز في الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، شهادته "إن ست سنوات بعد ذلك ستبدأ المنطقة التاسعة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال (إمارة الصحراء) في البحث عن موطئ قدم لها في الصحراء بعد التوصل إلى تشخيص لوضعها الداخلي في الجزائر"، حيث رأى أنها تعاني من "انحراف وانتكاسة" بسبب الخلافات الداخلية والصراع مع من يعرفون في أدبيات التنظيم "بالخوارج وفتنتهم"، وأضاف القادة البارزون الذين تحدثوا لصحيفة "الأخبار" أن مهمة البحث عن محل للتمركز وموطئ قدم في الصحراء أوكلت إلى طليعة من 16 شخصا دخلوا إلى الشمال المالي وبدؤوا في تطبيق الخطة القاضية بالتعرف على المنطقة والسعي لاستقطاب شبابها، والتعريف بالحركة المسلحة في المناطق التي لم تكن معروفة فيها، وخصوصا المناطق الشرقية من موريتانيا، كما حاولت تفادي الأخطاء التي وقعت فيها في الجزائر.
وقد قضي على أعضاء ما يعرف "بطليعة الصحراء" خلال العقد الماضي ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى أمير كتيبة الملثمين الجزائري مختار بلمختار الملقب "بلعور" والمعروف داخل التنظيم بخالد أبو العباس.

من نفس القسم الوطن