الوطن

الأسرى انتصروا مرتين الأولى على السجان والأخرى على الانقسام

في ذكرى النكبة، الأسرى يضيفون انتصارا جديدا في سجل المقاومة

 
الأسرى الفلسطينيون يوقعون اتفاقًا لإنهاء إضرابهم بعد استجابة الاحتلال لمطالبهم
 

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن اتفاقًا تم توقيعه بين اللجنة العليا لقيادة إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يتم بموجبه وقف الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي استمر ثمانية وعشرين يومًا، مقابل تلبية جميع مطالب الأسرى، لاسيما إخراج الأسرى مع العزل الانفرادي.
وقال بيان مقتضب صادر عن حركة حماس: "في اتصال مع المسؤولين المصريين أفادوا أن السفير المصري المشارك في المفاوضات في السجون أبلغهم بتوقيع الاتفاق مع الأسرى قبل قليل".
من جانبه؛ عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، ومسؤول ملف الأسرى في الحركة، الشيخ صالح العاروري، قال إن اللجنة العليا لقيادة الإضراب وقعت اتفاقًا مع إدارة السجون لإنهاء الإضراب بعد الاستجابة لمطالب الأسرى".
وأوضح العاروري، في تصريح نشره "المركز الفلسطيني للإعلام" أنه بحسب الاتفاق؛ فسيتم خلال اثنين وسبعين ساعة إخراج جميع الأسرى المعزولين من العزل الانفرادي"، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق بشأن المعتقلين إداريًا، إما أن تقدم لوائح اتهام بحقهم، أو أن يتم إطلاق سراحهم مع انتهاء حكمهم الإداري.

واعتبر الأسير المحرر رأفت حمدونة، مدير "مركز الأسرى للدراسات" وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، الاتفاق الذي وقعته القيادة العليا لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال انتصارًا مزدوجًا.
وقال حمدونة في بيان صحفي له، إن الأسرى انتصروا على السجان بتحقيق مطالبهم المتمثلة بعدم تجديد الاعتقال الإداري لأي معتقل فلسطيني وإنهاء ملف العزل الانفرادي، والسماح لعائلات الأسرى من غزة والضفة بزيارة ذويهم، وكذلك جمع شمل الأشقاء المعتقلين داخل معتقل واحد وغير ذلك من المطالب، وانتصروا ثانية على الانقسام، حيث إن الأسرى حققوا المصالحة الوطنية والعملية في كل خيام الاعتصام والاعتصامات، الأمر الذي لم يتحقق عبر كل اللقاءات السياسية"، كما قال.
وشكر مدير مركز الأسرى للدراسات "الأسرى اللذين بإرادتهم وأمعائهم الخاوية حققوا ما يتمناه الشارع الفلسطيني من الوحدة منذ ست سنوات، وما تصبوا إليه الحركة الوطنية الأسيرة منذ سحب إنجازاتهم من إدارة السجون منذ اثني عشر سنة سابقة".

الأشقر: انتصار إرادة الأسرى يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع السجان
 
و من جهته قال الباحث المختص في شؤون الأسرى رياض الأشقر بأن انتصار الأسرى في "معركة الكرامة والأمعاء الخاوية، بعد 28 يوماً من الاضراب، "يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع بين الأسرى العزل وبين السجان المدجج بكل أنواع الأسلحة".
وأوضح الأشقر، في بيان صحفي له، بأن "الأسرى في هذه الإضراب حققوا جزءا كبير من مطالبهم التي أضربوا من أجلها، وكانت المعركة مختلفة هذه المرة، حيث اجتمعت قيادة الإضراب في سجن عسقلان بالسفير المصري الذي عرض عليهم بنود الاتفاق، الذي تم التوصل إليه مع الوفد الفلسطيني الذي التقى الحكومة المصرية في القاهرة، ووقع الأسرى أنفسهم على هذا الاتفاق، وهذه المرة الأولى الذي يوافق الاحتلال على توقيع اتفاق مكتوب مع قيادة الحركة الأسيرة، على خلاف المرات السابقة التي كانت إدارة السجون تعلن عن موافقتها بشكل شفوي، الأمر الذي يتيح لها التملص بسهولة من وعودها للأسرى"، كما قال.
وأشار الباحث الحقوقي إلى أن "مطالب الأسرى ليست منة من الاحتلال وكان يجب أن تنفذ ضمن بنود صفقة وفاء الأحرار، ولكن الاحتلال أخل بشروط الصفقة، والأسرى اليوم بأمعائهم الخاوية استطاعوا إرغام الاحتلال على تنفيذ باقي بنود الصفقة بإلغاء قانون شاليط، وإخراج الأسرى المعزولين، ووقف الهجمة الشرسة بحق الأسرى، وفتح برنامج زيارات أسرى قطاع غزة، إضافة إلى تخفيف شروط الاعتقال الإداري ودراسة ملفات الأسرى الإداريين، بحيث يطلق سراح من لم يثبت بحقه أي تهمة، ويقدم للمحاكمة من يقدم الاحتلال دليل إدانة واضحة بحقه، وهذا يعتبر إنجازا حقيقيا في تاريخ الحركة الأسيرة، لأن الاحتلال كان يستغل سياسة الاعتقال الإدارى في احتجاز من يريد من الفلسطينيين دون تهمة أو محاكمة أو تقديم للمحاكمة والتجديد الإدارى لعدة مرات"، حسب قوله.
واعتبر المختص بشؤون الأسرى أن "هذا الإنجاز مهم، لكنه ليس نهاية معاناة الأسرى، إنما تنتهي معاناتهم بإخراج آخر أسير من السجون، وهذا يحتم علينا جميعا استمرار النضال من أجل قضية الأسرى، وعدم وقف الفعاليات التضامنية معهم، طالما هم متواجدون في سجون الاحتلال، وأن الاختبار الحقيقي للاحتلال هو في جديته في تنفيذ هذا الاتفاق والاستمرار في تطبيقه، وإلا يكون مجرد عملية تسكين، ثم يعيد الاحتلال انتهاكاته وممارسته القمعية بحق الأسرى"، وفق تعبيره.

و في موضوع ذي صلة، هنأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأسرى وأهاليهم بـ "الانتصار الذي حققوه، لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة".
وشكر عباس، خلال لقائه مساء الإثنين الماضي، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، ووكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، وعضو الكنيست العربي، رئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، و"كافة الأطراف التي وقفت إلى جانب قضية الأسرى ومطالبهم العادلة"، مؤكدًا أن "الهم الأساسي هو الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال".
من جانبها؛ اعتبرت حركة "فتح" الاتفاق الذي وقعت عليه القيادة العليا لإضراب الأسرى والقاضي بتحقيق جميع مطالبهم بأنه "إنجاز وطني بامتياز".
وقالت الحركة في بيان صادر عنها: 'لقد كان للجهود النوعية للرئيس محمود عباس على الصعيدين العربي والدولي، وتحركه الفاعل على الصعيد الوطني ودعوته شعبنا في الوطن والشتات لنصرة الأسرى، ومتابعته مع الأشقاء العرب في جمهورية مصر العربية بتنسيق مشترك، أثر كبير للوصول إلى اتفاق يلبي مطالب الأسرى العادلة".
ورأت الحركة أن "الاتفاق إنجاز، ما كان ليأتي لولا الإرادة المثالية للأسرى الأبطال والتفاعل الوطني الشعبي والرسمي اللامحدود معهم"، داعية إلى اعتبار التفاعل الوطني مع قضية الأسرى "إحدى أهم علامات الوحدة الوطنية المضيئة، ونموذجا يحتذى به للدفاع عن ثوابتنا الوطنية"، مشددة على "استراتيجية العمل الوطني المشترك لتحقيق أهدافنا الوطنية والتي من أولوياتها قضية حرية الأسرى"، على حد تعبيره.
 وشارك الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، مساء الإثنين الماضي، في مسيرات حاشدة في قطاع غزة، احتفاء بالاتفاق الذي أُبرم لإنهاء إضراب الأسرى وتحقيق مطالبهم.
 وكان لهذا الانتصار فرحة شعبية عارمة في كل أنحاء فلسطين ففور الإعلان عن إبرام الاتفاق رسميًا؛ خرجت مسيرة عشوائية من خيمة التضامن في ساحة الجندي المجهول في غزة وجابت شوارع المدينة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأعلام كافة الفصائل الفلسطينية وصور الأسرى، مرددين الهتافات المؤكدة على انتصار الأسرى في معركة "الأمعاء الخاوية".
وعقد في خيمة التضامن مؤتمر صحفي أكد المشاركون فيه على تحقيق الإضراب لأهدافه، مطالبين بمواصلة التضامن مع الأسرى حتى الإفراج عنهم.
كما نظمت حركة "حماس" مسيرتين في مدينة غزة وشمالها شارك فيها عشرات الآلاف الذين أشادوا بالاتفاق الذي أبرم وصمود الأسرى ووزعوا الحلوى.
وأكد الناطق باسم حركة "حماس" الدكتور سامي أبو زهري، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الإثنين الماضي في غزة، أن حركته ماضية في طريق إنهاء معاناة الأسرى بالكامل وضمان حريتهم.
وأطلقت حركة "حماس" اسم "انتصار الكرامة" على هذا الإضراب، الذي خاضه الأسرى والاتفاق الذي أبرم. وأكد أبو زهري أن "انتصار الأسرى امتداد لانتصار إرادة المقاومة في معركة وفاء الأحرار"، في إشارة منه إلى صفقة تبادل الأسرى.
 

من نفس القسم الوطن