الوطن
أسعار الملابس تلتهب عشية عيد الفطر
بدلات أطفال بمليون سنتيم، وأحذية فاقت الـ5 آلاف دينار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جولية 2014
*جمعية حماية المستهلك: الأسعار ارتفعت بنسبة 20 بالمائة
شهدت أسعار الملابس التهابا ملفتا في الأيام الأخيرة قبل حلول عيد الفطر المبارك، وهو ما استهجنته عديد العائلات التي التهم شهر الصيام ميزانياتهم ليجدوا أنفسهم أمام حتمية اقتناء بدلات للأطفال وصلت حدود المليون سنتيم، وأحذية فاقت الـ5000 دينار، بزيادة قدرتها جمعية حماية المستهلك بأزيد من 20 بالمائة .
المتجول هذه الأيام في محلات الألبسة، الأسواق والفضاءات التجارية الكبرى، يلمس الارتفاع المفاجئ الذي شهدته سوق الملابس عشية عيد الفطر المبارك، وبالتحديد الملابس التركية منها التي قفزت حسب إحدى السيدات التي صادفناها بسوق بن عمر بالقبة، بالنصف وبات "الزوالي" لا يقوى على إدخال الفرحة في قلوب أطفاله، فكسوة طفل واحد باتت تفوق الـ15 ألف دينار، أمام التهاب الأسعار، في حين قالت سيدة أخرى أن "الغلاء الكبير الذي عرفته سوق اللحوم والخضر في رمضان جعلنا نكمل الشهر بالديون، لتأتي مناسبة العيد التي هي الأخرى لا تقل عن سابقتها من لوازم للحلويات وكسوة للعيد ما اضطرّنا إلى الاستدانة مرة أخرى لرسم الفرحة على وجوه أطفالنا حتى ولو كان ذلك باقتناء أشياء بسيطة"، في حين تقول ليلى أنها لا تفوت فرصة إسعاد أطفالها الصغار في مناسبة مثل عيد الفطر المبارك، حتى ولو كان ذلك بـ"الكريدي".
فستان بمليون سنتيم، وسروال جينز بـ4 آلاف دينار.
فستان تركي لبنت في الثانية من عمرها، بلغ حدود المليون سنتيم، وبدلة خاصة بالذكور في ذات العمر فاقت 7 و8 آلاف دينار، وفي السياق تقول لبنى أنه أعجبها سوار "جينز" ذكور تفاجئت بسعره الذي بلغ 4 آلاف دينار، قبل أن تقرر اقتناء بدلة ذكورية كاملة بـ5 آلاف دينار، ناهيك عن سوق الأحذية التي وحسب إحدى السيدات التي صادفناها في محل لبيع أغراض الأطفال برغاية، انتقلت إليها العدوى، فلا تجد حذاءا يقل عن 2000 و3 آلاف دينار، فحتى الملابس الصينية سجلت ارتفاعا هي الأخرى، فالحذاء الذي كان كان سعره 1000 و1500 دينار، بلغ الـ2000 دينار، وأكثر في ظاهرة تتكرر كل موسم دخول مدرسي أو عيد فطر أو أضحى.
زيادة في الأسعار فاقت الـ 20 في المائة.
وفي السياق أوضح رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي في حديث مع "الرائد" أن ارتفاع أسعار سوق الملابس مع حلول عيد الفطر المبارك بات من المسلمات، فلا تمر المناسبة إلا وتنهك جيوب المواطنين الذين اكتووا حسبه من نار التهاب أسعار سوق الخضر والفواكه في أول الشهر، ليأتي دور مواد صناعة الحلويات وألبسة الأطفال بخاصة، وذكر المتحدث أن الأسعار ارتفعت هذه السنة بنسبة تفوق الـ20 بالمائة حسب تقديرات للجمعية، وهو ما لم تبلغه الزيادة العام الماضي التي كانت أقل بكثير من النسبة المذكورة.
وأرجع زبدي ارتفاع الأسعار إلى عدة أسباب أولها ارتفاع قيمة العملة في السوق السوداء، فضلا عن ضعف الصناعة المحلية النسيجية والذي أثر بشكل كبير على ارتفاع الأسعار أمام غياب منافسة للمنتوج المستورد، الذي يأتينا من تركيا، والصين بنسبة أكبر.
من جهته قدر الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، نسبة الارتفاع بـ10 إلى 15 بالمائة، وأرجع ذلك إلى الزيادة في حجم الطلب، فضلا عن شح المنتوج المحلي وعجزه الذي قال إنه لا يفوق نسبة الـ30 بالمائة من الطلب الوطني، فيما يبقى المنتوج المستورد يراوح نسبة 70 بالمائة من الصين، تركيا، كاهم مصدر، تليها اسبانيا فرنسا، وإيطاليا بنسب أقل.
وأضاف بولنوار أن حدوث مثل هذه الاضطرابات في الطلب وتذبذب الأسعار لدليل على غياب مخطط مصاريف خاص بالمواطن الجزائري، فيما نصح رئيس جمعية حماية المستهلك بتجاوز هذه المراحل من ذروة الطلب ودعا إلى ترشيد الاقتناء ولتكن ملابس العيد هي نفسها ملابس الدخول المدرسي وذلك للحدّ من الطلب وبالتالي الوقوف في وجه المتاجرين بالمناسبات وبجيوب المواطنين البسطاء.
منى. ب