الوطن

"سيظل استهلاك الكهرباء في الجزائر مرتفعا بسبب مكيفات الهواء"

الاتحاد الأوروبي يؤكد أنها تحتاج إلى دعم أورومتوسطي

 

 

أكد امس الاتحاد الاوروبي في دراسة له أن الاستهلاك الكبير للكهرباء والغاز في الجزائر بسبب تزايد الاستعمال الكبير لمكيفات الهواء. وأوضح أن التكامل الأورومتوسطي في قطاع الطاقة هو شرط لا يمكن تجاهله من أجل التنمية شمال وجنوب المتوسط. على سبيل المثال، في الأسابيع المقبلة، كما يحدث كل عام، ستقوم الشركات الإيطالية بقضاء العطلات الصيفية السنوية، وسوف يقل بذلك استهلاك الطاقة. إلا أنه يحدث العكس على الضفة الأخرى، فسوف يظل إستهلاك الجزائر مرتفعاً، وذلك من خلال الإستعمال الكبير لمكيفات الهواء. لماذا إذن لا يتم نقل الطاقة الزائدة التي تنتج في إيطاليا -أيضاً بفضل الـ 37٪ المستخدمة، والتي تأتي من مصادر الطاقة المتجددة- ولا يتم أستخدامها في الموقع؟ لأنه لا توجد بنى تحتية ملائمة لنقل الكهرباء. وضرب هذا المثال مايكل أنجلو تشيلوتسى، الأمين العام لجمعية "ميد- تسو" التي تجمع مشغلي شبكات 17 دولة أورومتوسطية بما فيها الجزائر والتي يقع مقرها في مكاتب شركة تيرنا الإيطالية.

يقول تشيلوتسى أنه استمع بإهتمام لمشروع إنشاء منصة أورومتوسطية في قطاع الغاز، تم الإعلان عنه في الأيام الأخيرة من قبل مفوض الإتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتينجر من مالطا، في نهاية إحدى القمم مع عشرة بلدان من جنوب البحر المتوسط. كما أشار أيضا إلى أن القضية التي سوف تعرض على مؤتمر الاتحاد الأوروبي للطاقة المقرر عقده في نوفمبر المقبل في روما، لن تقتصر بالتأكيد على إدارة الغاز. الجزائر هي تحديداً المسألة المتبقية  -بالعودة إلى المثال السابق- حيث أن كونها واحدة من أكبر المنتجين، فهذا لا يعنى بالتأكيد أنها ليست في حاجة لدعم الدول الأخرى في أوقات ذروة الإستهلاك. كما انه بوجه عام، يعمل المنتجين الرئيسيين للمواد الهيدروكربونية على الشاطئ الجنوبي ويركزون ايضا على تطوير مصادر الطاقة المتجددة لتغطية استهلاكهم المحلى، مفضلين تخصيص احتياطياتهم من الغاز والنفط للصادرات. وهكذا ينقلب المشهد الذي يرجع إلى فترة ما قبل الأزمة، عندما كان ينظر إلى جنوب البحر المتوسط كمورد للطاقة الشمسية لتلبية احتياجات الشمال، من خلال المشاريع الألمانية والفرنسية (مثل ديزيرتيك وميد سولار بلان) التى توقفت الأن بسبب مجريات الامور: فى المقام الأول،  من أجل انخفاض الطلب على الطاقة في الشمال وزيادة الإحتياجات في الجنوب، بالإضافة إلى اتجاه الجنوب نفسه لتحقيق مصلحته وتطوير مصادر الطاقة المتجددة. ومن هنا كانت الحاجة لوجود سياسات جديدة للطاقة تتطلع إلى إنشاء شبكة مترابطة تضمن التوزيع المرن والفعال في جميع أنحاء المنطقة، وقادرة على استيعاب ذروة الطلب في سياق التعاون بين الشركاء الإقليميين المتعددين.

 محمد. ا

من نفس القسم الوطن