الوطن

غرداية ... تغلي !

أجواء مشحونة واحتجاجات داخل وخارج المدينة

المالكيون يتبرأون من كل من يحاول إعادة غرداية لنقطة الصفر 

الإباضييون يعتبرون غرداية ضحية سوء التسيير الأمني للأزمة 

لا يزال الوضع في غرداية مشحونا بعد الإنزلاق الخطير الذي وقع نهاية الاسبوع حيث حذرت  أمس تنسيقية جمعيات أحياء المالكية من تحرك بعض الأطراف لأشعال نار الفتنة مجددا بعد حالة الهدوء الذي عرفته المدينة منذ أشهر، بينما حملت أحزاب سياسة ومنظمات المجتمع المدني في غرداية وخارجها  المسؤولية للدولة مطالبة إياها بتطبيق خطتها الأمنية على أرض الواقع حماية للأشخاص والممتلكات.

وقالت تنسقية جمعيات أحياء المالكية في بيان لها أمس أن غرداية عرفت هدوء ملحوظ مع بداية رمضان إلا أن أطراف تحركت لأعادة إشعال نار الفتنة من خلال التحجج بحادث مرور أودى بحياة شاب إباضي ومحاولة إستغلال الحادث وأظهاره على أنه جريمة قتل تورط فيه مالكيون، وتبرأ المالكيون من خلال بيانهم من كل من يحاول إعادة إدخال المدينة في نفق الأزمة تحت أي مسمي أو ذريعة كانت، كما إلتزم المالكيون من خلال بيانهم هذا بالتهدئة والألتزام بقوانين الجمهورية بعيدا عن أي تجاوز، كما أضاف المالكيون أن اي فعل يصدر من أي طرف كان سواء مالكي أو أباضي لا يجب أن يصنف خارج دائرة الجريمة التي يتحمل وزرها ونتائجها القانونية فاعلها لا أكثر، محذرين أن تكون مثل هذه الأفعال المعزولة ذريعية لأعادة إشعال نار الفتنة من جديد وأغراق المدينة وفي مواجهات طائفية والتشكيك في مؤسسات الدولة.

هذا وقد شيع أمس الإباضييون الضحية العاشر والثاني في شهر رمضان أوجانة حسين بن عومر بن بابا في مقبرة الشيخ بابهون بالقرارة ولاية غرداية في جو مهيب وحضور كبير، وكانت 21 جمعية منضوية تحت لواء المجتمع المدني الميزابي في غرداية ولجنة التنسيق والمتابعة للمزابيين قد دعت إلى إضراب عام في مدينة غرداية بعد وفاة الشاب ووقفة احتجاجية ضخمة أمام مقر ولاية غرداية للتنديد بانعدام الأمن، وعدم تقديم المتورطين فيما تعتبره لجنة التنسيق والمتابعة والمجتمع المدني الميزابي جرائم قتل كان آخرها حادثة مقتل الشاب إليسع ذي الـ18 سنة. وتهدف هذه التجمعات للتعبير عن رفض سوء التسيير الأمني للأزمة، وهو ما أدى إلى امتدادها لأكثر من 8 أشهر دون ظهور حل في الأفق، وقد دعت جمعيات الأحياء والمنظمات الشبانية في بلدية غرداية ومعها لجنة التنسيق والمتابعة للميزابيين إلى إضراب عام للتجار الميزابيين والورشات في عموم غرداية، وهي الدعوة التي أستجاب لها مواطنون من ولاية غرداية وخارجها حيث نظم عشرات الميزابيين أمس الأول  الإثنين ، تجمعا احتجاجيا أمام ساحة حرية الصحافة بولاية بجاية، للتنديد بالأحداث الأخيرة التي تعيشها غرداية ، مطالبين السلطات العمومية، التدخل لضبط الأمن والحفاظ على أرواح وممتلكات سكان المدينة، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل والتخريب والاعتداءات المتكررة التي لا تنقطع في المنطقة منذ عدة أشهر.

وتجمع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية ، مطالبين الحكومة بتدخل عاجل في المنطقة ، وابدوا استياءهم من "الحلول الترقيعية التي تنتهجها الحكومة عبر زيارات مختلف المسؤولين الذين يكتفون بإطلاق الوعود فقط”، متسائلين عن المستفيد من تعفن الوضع الأمني في غرداية، كما وصلوا إلى التشكيك في كون الأحداث المتواصلة منذ نهاية السنة الماضية عفوية، وقالوا إنها قد تصب في حساب جهة معينة.

وردد المشاركون في الوقفة إلى جانب النشيد الوطني،شعارات  ورسائل سياسية وأمنية، حيث هتفوا: "يا سلال أين الوعود"، في إشارة إلى تعهد الوزير الأول بالتحكم الجيد في الأوضاع الأمنية في غرداية، مطالبين بتدخل أمني جاد وصارم. كما دعوا جميع الجزائريين بأن يهتموا بالأحداث في غرداية، لأنها قضية وطنية تهم الجميع، خاصة وأن الكثيرين “لا يعلمون حقيقة ما يقع في هذه المنطقة من تخريب واعتداءات، ورفض المحتجون الرواية الرسمية بشان مقتل حسين اوجانة.

هذا وقد استمرت المواجهات ليلة السبت إلى الأحد، في حي بابا سعد وسط مدينة غرداية بين شباب بني ميزاب وعرب الشعانبة، وأسفرت الحصيلة الأولوية عن سقوط عدة جرحى وحرق منازل ومحلات تجارية. وعادت الاشتباكات بعد فترة هدوء لم تستمر طويلا، أعقبت مشادات عنيفة وحملة تخريب واسعة النطاق عرفتها أحياء وسط مدينة غرداية.

وفي سياق متصل ندد بــيـــــان للحزب الوطني الجزائري بشدة تماطل الحكومة في حل مشكلة غرداية والإسراع في وضع حد لهذه الفتنة الطائفية المفتعلة والدخيلة على تقاليد الشعب الجزائري المسلم ، وجدد الحزب دعوته للحكومة وكل أجهزة الأمن للتعاون لاتخاذ التدابير اللازمة لتوقيف كل المتورطين في إشعال نار الفتنة في منطقة بني مزاب حتى يتسنى لأهالينا في ولاية غرداية العيش في اطمئنان و استقرار كبقية الشعب الجزائري. مضيفا ان الأطراف الداخلية الخفية المتعاونة مع الأطراف الخارجية العدوة للشعب الجزائري و المستهدفة لأمن و استقرار الجزائر ، هي التي تغذي الفتنة بغية النيل منا ، وانه على الحكومة ان تتحمل مسئوليتها وتتخذ التدابير الردعية اللازمة لإخماد هذه الفتنة و ان تضرب بيد من حديد كل من تسبب في إشعالها و استهداف ولاية غرداية و فزعهم طيلة وهذه المدة الطويلة.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن