الوطن

فرنسا تكتفي بالاستعراض العسكري وترفض تكريم أي طرف

بوتفليقة يحيي اعتراف فرنسا بتضحيات الشعب الجزائري

قال إن هذا الإقرار يعزز من الرغبة في بناء شراكة نموذجية بين البلدين

  الطبقة السياسية: الرئيس حاول أن يبرر في برقية التهنئة أسباب مشاركة الجزائر في هذه الاحتفالات

 

اعتبر، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أنّ إقرار السلطات الفرنسية بتضحيات الجزائريين في الحرب العالمية الأولى التي خاضوها رفقة الجنود الفرنسيين فرصة سانحة"ستعزز الرغبة المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين البلدين"، حيث حاول الرئيس في رسالة تهنئة بعث بها إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بمناسبة إحياء بلاده للعيد الوطني الفرنسي المصادف لـ 14 جويلية من كل سنة، بأن يذكر الطرف الفرنسي بأهمية التقدم خطوة نحو الأمام في ظل الشراكة التي وصفها بـ"النموذجية" بين البلدين مستقبلا، وربما هي الخطوة التي تأخرت فرنسا كثيرا في نظر الطرف الجزائري.

ولم تخل رسالة التهنئة من عبارات الثناء والتودد للسلطات الفرنسية والتي اعتبرتها الطبقة السياسية عندنا بـ"العار"، حيث قال المحلل السياسي أرزقي فراد بأن الرسالة تضمنت عبارات التودد والثناء وقزمت من قيمة الجزائر ومكانتها، وأشار المتحدث في تصريح لـ"الرائد"، أنّ الرئيس الذي تقدم بتهنئة باسم الشعب الجزائري بالرغم من استنكار واسع لهؤلاء وللطبقة السياسية والأسرة الثورية، قدم مبررات قيامه بإجراءات قبول مشاركة الجزائر للفرنسيين في احتفالات عيدهم الوطني، وهو أمر غير مقبول.

واعتبر بدوره المحلل السياسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي في سياق متصل، بأن ما بعث به الرئيس الجزائري للرئيس الفرنسي هي برقية تهنئة ولم تكن رسالة ولكنها جاءت تحمل طابعا مغايرا للبرقيات المتعارف عليها في الأعراف الدبلوماسية حيث أشار محدثنا إلى أن رئيس الجمهورية حاول أن يبرر للشعب الجزائري الأسباب التي دفعت به لقبول دعوة السلطات الفرنسية التي دعت الجيش الجزائري للمشاركة في الاحتفالات المخلدة لعيدهم الوطني.

وقال رحابي بأن الرئيس حاول أن يشرح أسباب مشاركة الجزائر بوفد رسمي في هذه الاحتفالات التي ترفضها الأسرة الثورية والطبقة السياسية وحتى عموم الشعب، ولكنه كما قال تبرير متأخر حيث كان الأولى على السلطات الجزائرية أنّ تبرر للشعب أسباب المشاركة قبل القيام بالخطوة وليس بعدها.

هذا وحيا الرئيس، في برقية التهنئة، فرنسا على اعترافها بتضحيات الشعب الجزائري في الحرب العالمية الأولى، وقال في هذا الصدد بأن هذا الإقرار بتضحيات الجزائريين يعزز الرغبة المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين البلدين، وقال رئيس الدولة مخاطبا نظيره الفرنسي"منذ زيارة الدولة التي قمتم بها إلى الجزائر، في ديسمبر 2012 تسنى لنا تجنب الحزازات الناجمة عن ماض أليم، من خلال فتح كافة الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعبينا بروح بناءة ستتيح لنا، ولا ريب، توثيق علاقاتنا في سائر المجالات".

وكتب رئيس الجمهورية بهذه المناسبة أيضا "يروقني، والشعب الفرنسي يحتفل بعيده الوطني الذي يتزامن هذا العام مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى والذكرى السبعين للإنزال بمنطقة بروفانس، أن أتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وصادق التمنيات باطراد الرقي والازدهار لفرنسا تحت قيادتكم".

 

فرنسا تكتفي بالاستعراض العسكري في عيدها الوطني وترفض تكريم أي طرف

هذا وكانت الجزائر قد شاركت في الاحتفالات الفرنسية بعيدها الوطني، أمس والمصادف أيضا للذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، من خلال استعراض عسكري يجوب جادة الشانزليزيه بباريس، حيث تميزت احتفالات هذه السنة بمشاركة ممثلي نحو 80 دولة ساهمت في الحرب الكبرى إلى جانب فرنسا، ومثل الجزائر في هذه الاحتفالات وزير الطاقة، يوسف يوسفي إلى جانب ثلاثة من حملة العلم وحرس رسمي وكذا فتاتين وشابين.

وانطلق الاستعراض العسكري التقليدي تحت سماء مغيمة بعد الساعة العاشرة صباحا بتوقيت باريس مع وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى قوس النصر، وسط احتشاد الآلاف من الفرنسيين والأجانب الذين حضروا لمشاهدة الاستعراض العسكري، الذي شاركت فيه وفود نحو 80 بلدا، شاركت في الحرب العالمية الأولى، للمساهمة في تنشيط الاستعراض العسكري الذي أقيم بالمناسبة، ولم يكن الاحتفال فرصة لتكريم أي طرف أو شخصية أو الدفاع عن قضية كما كانت تتوقع بعض الأطراف، وإنما اقتصر الأمر على إقامة أمام المنصة الشرفية في ساحة الكونكورد "موكب الشعارات" بمشاركة ثلاثة جنود من كل بلد يحمل أحدهم العلم، وهو الأمر الذي طرح أكثر من تساؤل في الأوساط الفرنسية، التي تساءلت أيضا عن فحوى تعيين الرئيس الجزائري لوزير الطاقة والمناجم لتمثيل بلده في هذه الاحتفالات بدل وزير الدفاع أو الخارجية.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن