الوطن
خفايا صراع الجزائر وفرنسا على مضمون اتفاقية مع مالي
السلطات متخوفة من إقامة قاعدة عسكرية بموجبها قرب الحدود
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جولية 2014
كشفت امس مصادر مالية خفايا تأخر التوقيع على اتفاق امني بين باريس وباماكو الذي تأجل اكثر من مرة بينما اوضحت انه يعود إلى الجزائر التي ترفض ان تقام قاعدة عسكرية فرنسية في شمال مالي مشيرة إلى صراع كبير بين فرنسا والجزائر على هاته المسألة. ونقلت تقارير مالية انه من الناحية التاريخية، الجزائر تشترك في حدودها الجنوبية مع شمال مالي، وتمثل ظهرها الخلفي وعند وقوع عصيان مسلح ضد السلطة في باماكو على مدى عقود ماضية، كان ليصيب المنطقة الجنوبية وتركيب ممكن لقاعدة عسكرية فرنسية في الموقع بناء على الاتفاقية العسكرية بين باريس وباماكو لا يطمئن الجزائر، وسيكون وسيلة للسيطرة على أمنها الحدودي المهدد بالمخدرات والإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن فرنسا المتورطة بشدة في الحرب ضد الإرهاب، في شمال مالي، تسعى لخلق مركز القيادة الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، من اجل إضفاء الشرعية وتثبيت كوماندوس الذي يسعى لإعادة تنظيم القوات الخاصة الفرنسية بتعداد 3000 جندي. وأورد المرجع ذاته مجلة "لريفيلسيون" المالية "نضال الجزائر منذ يناير من أجل تجنب العودة إلى الحقبة الاستعمارية، عبر ممانعة اقامة قاعدة فرنسية عسكرية، بينما تفضل الجزائر مع مالي وبلدان أخرى الحرص على تنظيم أمني مشترك فيما بينها وهذا هو السبب، وفي يناير الماضي عندما ارادت باماكو وباريس التوقيع على الاتفاق، رئيس ابوبكر كيتا زار الجزائر من اجل تسهيل التوقيع على الاتفاق الامني. وتاجل توقيع مالي مع فرنسا على اتفاق في مجال الدفاع العسكري شهر ماي المنصمرم وفق وزير الدفاع والمحاربين القدماء المالي سومايلو بوباي مايغا الذي صرح في حينه أن باماكو تخطط لتوقيع اتفاقيات أخرى حول التعاون الأمني مع تشاد والنيجر والجزائر وموريتانيا. أوضح أن دور الجزائر في تسوية الأزمة يعود خاصة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من مدينة كيدال معقل كل حركات التمرد في شمال مالي. ورغم تأكيد مايغا ان اتفاق الدفاع مع فرنسا يقضي فقط بتجديد وتحسين الاتفاق الذي كانت قد وقعته سنة 1985 مع هذا البلد إلا ان الامر ابعد من ذلك ويمهد لشراكة اوسع مع الجانب الفرنسي حيث اوضح ان "الاتفاق سيسمح لنا بإضفاء إطار قانوني على التعاون العسكري الفرنسي المالي في مجال تدريب العسكريين وتجهيز الجيش المالي. ومع انتهاء القوات الفرنسية في مالي عمليتها العسكرية "اشابيل" العام الماضي ابدت حرصا منقطع النظير على الاحتفاظ بقاعدة تيساليت العسكرية في شمال مالي، التي قالت في بداية الامر انه تواجدها بها مؤقت ربما كغنيمة حرب حيث كانت قاعدة تيساليت الجوية الاستراتيجية بالقرب من الحدود الجزائرية، ملكا للقوات الفرنسية إبان الفترة الاستعمارية، ثم فقدتها بعد ذلك واستماتت في محاولة استردادها لكن دون جدوى. وبعد التدخل الفرنسي الأخير في مالي، استولت القوات الفرنسية مجددا على القاعدة العسكرية، وقررت الاحتفاظ بها بمبرر حماية مالي من عودة الخطر الإرهابي. وقاعدة تيساليت تبعد عن الحدود الجزائرية بـ 90 كلم فقط، تم بناؤها بين سنتي 1957 و1959، من أجل مراقبة تحركات عناصر جيش التحرير الوطني أثناء حرب الجزائر التحريرية.
محمد. ا