الوطن

"بوتفليقة أمسك العصى من الوسط في تعاطيه مع الاحتفالات الفرنسية"

وصف يوسفي بـ"الوزير من الحجم المتوسط" رحابي لـ"الرائد":

 

السلطة تجنبت تعيين وزير يحمل حقيبة سيادية كي يتجنب الضغط

اعتبر، الوزير الأسبق والمحلل السياسي، عبد العزيز رحابي أنّ رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمسك بالعصى من الوسط في تعاطيه مع قضية مشاركة الجزائر الفرنسيين في احتفالاتهم المخصصة للعيد الوطني والتي ستقام اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث فضل الرئيس بحسب ما جاء على لسان رحابي في تصريح لـ"الرائد"، أن لا يغضب أي طرف، لا الجزائريين ولا الفرنسيين فالجزائريين كانوا سيرفضون مشاركة وزير الشؤون الخارجية أو وزير الدفاع أو وزير المجاهدين في هذه الاحتفالات على اعتبارها وزارات سيادية، وبالمقابل وزير الطاقة والمناجم لن يشكل أي عائق أمام الطرف الجزائري كما أن الأهم بالنسبة للجانب الفرنسي هو المشاركة بحدّ ذاتها.

وأشار رحابي في سياق متصل، أنّ تداعيات تعيين يوسف يوسفي كمبعوث عن الحكومة الجزائرية في الاحتفالات الفرنسية بعيدهم الوطني اليوم، تحمل طابع التخفيف من الضغوط على الطرف الجزائري، وتعزيز التعاون المستقبلي بين الجزائر وفرنسا بالنسبة للطرف الفرنسي الذي تعتبر أهم استثماراته في الجزائر بيترولية، وتتعلق بوزارة الطاقة والمناجم، وأوضح المتحدث في سياق متصل أنّ يوسف يوسفي كان وزيرا في السابق للخارجية الجزائرية وهو على دراية بالخلفيات التي قد تحملها هذه المناسبة والمشاركة الجزائرية فيها، كما أضاف قائلا"السلطة تجنبت تعيين وزير يحمل حقيبة سيادية" ولكنها في الحقيقة أرسلت رجلا يعرف خبابا العلاقات الدبلوماسية وحدودها وحتى وإن ظهر يوسف يوسفي بكون"وزير من الحجم المتوسط"، اليوم بالنظر للحقيبة الوزارية التي يشرف عليها، إلا أن الخطوة فيها الكثير من الذكاء من قبل السلطات الجزائرية التي حاولت من خلال رئيس الجمهورية أن تحتفظ بنفس المكانة بين المشاركة وعدم المشاركة كما حاول أن يفك الضغط والحصار الذي فرضته الطبقة السياسية والأسرة الثورية على خلفية قبول الجزائر المشاركة في هذه التظاهرات، ولتجنب الضغط المستمر الذي تفرضه هذه الهيئتين بالإضافة إلى الشارع الذي يعتبر مشاركة الجزائر إهانة لتاريخنا الثوري ولنضال الأمة الجزائرية، تم تعيين وزير الطاقة لقيادة الوفد الجزائري الذي سيشارك في هذه الاحتفالات.

هذا ونتقد المتحدث الطريقة التي تم فيها التسويق لهذه المشاركة حيث تكفلت السلطات الفرنسية في كل مرّة بالإعلان عن مشاركة الجزائر وقبولها إيفاد وفد عنها للاحتفاء بالذكرى المائة للحرب العالمية الأولى، حيث كان الإعلان عن مشاركة الجزائر من قبل مسؤولين فرنسيين وفي تصريحات لهم أدلوا بها لوسائل فرنسية، وتكرر نفس الأمر بعد تعيين يوسف يوسفي كممثل للحكومة الجزائرية في هذه الاحتفالات حيث أعلنت فرنسا هي الأولى عن هوية ممثل الحكومة الجزائرية في التظاهرة التي ستقام اليوم، والمتمثلة في شخص وزير الطاقة والمناجم.

وأوضح وزير الاتصال الأسبق، في سياق متصل، أنّ مشاركة الجزائر في الاحتفالات وإن كانت بعض الأطراف تقبل بها وتعتبرها مجرد حدث يندرج ضمن السياسة الخارجية للجزائر، فإن أطرافا أخرى تعتبرها حدثا غير مسبوق في تاريخ الجزائر، مشيرا إلى أن هناك تداعيات عديدة ستعيشها الجزائر على خلفية هذه القرارات التي صدرت عن رئيس الجمهورية والرامية إلى المشاركة في احتفالات مخلدة لعيد الثورة الفرنسي والذي بالمقابل يعتبر تاريخ قتل فيه العشرات من الأبرياء الجزائريين الذين كانوا وقود الحرب الفرنسية ضدّ خصومها في الحرب العالمية الأولى.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن