الوطن
فرنسا تتطلع لدخول مرحلة جديدة مع الجزائر
وسط انتقادات حادّة من الطبقة السياسية والأسرة الثورية بالجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جولية 2014
فراد: "السلطة اليوم مجبرة على سنّ قانون تجريم الاستعمار"
وسط انتقادات حادّة من قبل الطبقة السياسية والأسرة الثورية، تشارك اليوم الجزائر، في احتفالات الفرنسيين بعيدهم الوطني، المصادف بـ 14 جويلية من كل سنة، حيث تعتبر هذه المشاركة الرسمية الأولى للجزائر، بوفد يتشكل من 7 أعضاء يتقدمهم وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، الذي عينه رئيس الجمهورية، لتمثيل حكومة العهدة الرابعة، في هذه المناسبة، وقد قرأت الطبقة السياسية تعيين وزير الطاقة كنوع من"تكفير عن الجرم الذي ارتكبه النظام الجزائري القائم اليوم تجاه الثورة التحريرية المباركة"، وفرصة للتقليل من الضغط الذي خلقته تصريحات الطبقة السياسية والأسرة الثورية تجاه مشاركة الجزائر في هذه الاحتفالات، خاصة وأنّ التبريرات التي قدمتها السلطة حول هذه المشاركة بحسب ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة تتمثل في كون"الشعب الجزائري يتقبل تاريخه كاملا ويكرم من ساهم منه في تكريس الحرية عبر العالم" وأن"الجزائر تشارك بنفس تشكيلات وظروف 80 دولة أخرى سقط مواطنوها في ميدان الشرف إبان الحرب العالمية الأولى" أي أن مشاركتهم ليست استثناءا مقارنة بالآخرين، وأن الهدف من المشاركة هو"تشيد بأجدادنا البواسل على تضحيتهم بالنفس في سبيل حرية الآخرين وحريتهم".
واعتبر المحلل السياسي أرزقي فراد، في تعقيب له عن هذه المشاركة في تصريح لـ"الرائد"، أنّ فرنسا تتطلع اليوم للدخول في مرحلة جديدة مع الجزائر قوامها"تجاهل الماضي"، وقد منحتها السلطة الحالية هذه الفرصة خاصة وأنها ترفض أن تسن قانون تجريم الاستعمار الذي نطالب به منذ سنوات، لكن هذا النظام-يضيف فراد-، فضل أن يعيد ترتيب علاقاته بالفرنسيين و"الاستقراء"، بهم على إرادة الشعب والأسرة الثورية التي تعتبر هذه المشاركة"جريمة في حق الذاكرة".
وأوضح فراد في سياق متصل أنّ العلاقة بين الجزائر وفرنسيا لن تكون تحت أي ظرف من الظروف علاقة عادية، إلا بعد أن يرحل جيل 1954 وأطفال الثورة التحريرية المباركة الذين فقدوا الغالي والنفيس في سيبل تحرير الجزائر من المستعمر الذي قال بأن"النظام الحالي لا يتوانى عن الانبطاح لفرنسا وحليفتها أمريكا وخدمة أجندتهم".
وانتقد بشدّة المتحدث الأصوات التي تعتبر أن المشاركة هدفها فقط تأريخ لمشاركة الجزائيين في هذه الحرب، حيث قال بأن المسألة بالنسبة لفرنسا أكبر من مجرد احتفال أو مشاركة جزائرية في هذه المناسبة شأنها شأن باقي المستعمرات السابقة لفرنسا، بل قال"هي تتعلق بأجندة تهدف لنسيان الذاكرة والماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر وهو الأمر الذي حاولت فرنسا على مرّ العقود أن تنتزعه من الجزائريين إلا أنها لم تفلح لكن النظام الحالي أتاح لها الفرصة لتحقيق ذلك" وهو ما ستهجنه المتحدث الذي قال بأنه يتحدث من منطلق تاريخي محض ولا تعمل رؤيته السياسية هذه أي علاقة بكونه ابن شهيد، ودعا بالمناسبة الجميع لدراسة التاريخ المتعلق بمشاركة الجزائيين في هذه الحرب التي جرتهم إليها فرنسا.
واعتبر فراد أنّ مشاركة الجزائر في هذه الاحتفالات، تكون العلاقات الجزائرية الفرنسية قد دخلت مرحلة جديدة، ستوضح الفترة القادمة طبيعتها وأجندتها لكون هذه المشاركة"ليست بريئة"، خاصة وأن إعلان المشاركة الجزائرية فيها جاءت على لسان الأطراف الفرنسية وليس من الجانب الجزائري.
هذا وكان وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لو دريان، قد اعتبر أنّ هذه المشاركة، هي فرصة لـ"التهدئة"، وقال المتحدث في تصريحات لصحيفة "لوموند"، أنّ مشاركة الجزائر تعتبر "عادية"، وأن الأمر الذي سيكون صادما بالنسبة إليهم هو رفض المشاركة على اعتبار أنّ الجزائر شاركت في الحرب التي خاضتها فرنسا ضدّ خصومها في الفترة الممتدة بين 1914 إلى 1918، وفقدوا حياتهم فيها كما تتواجد رفات العديد منهم بالأراضي الفرنسية، وهي التصريحات التي طرحت أكثر من تساؤل.
خولة بوشويشي