الوطن

مشاورات الدستور تخلق صراعا خفيا بين أويحيى وسعداني

جناح بلعياط قدم مقترحاته ضمن مراسلة خاصة باسم "الهيئة الموحدة"

 

بلخادم يواصل حملة الضغط على خصومه في الأفالان

 

قدم الجناح الداعم للأمين العام السابق للأفالان، عبد العزيز بلخادم، مقترحات باسم جبهة التحرير الوطني، حول الدستور المقبل للجزائر، للمكلف بإدارة هذه المشاورات أمام رئيس الجمهورية، حيث كشفت مصادر "الرائد"، من مبنى رئاسة الجمهورية أنّ خصوم الأمين العام الحالي للحزب العتيد كانوا من بين الشخصيات التي قامت بمراسلة وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى حول رؤيتهم للدستور المقبل الذي يريده الرئيس توافقيا، وأشار المصدر ذاته بأن الحادثة خلقت صراعا خفيا بين أويحيى وسعداني الذي يرفض أن يسوق أي طرف لمشاريعه تحت اسم الأفالان بعيدا عن شخصه، خاصة إذا ما كان هذا الطرف يدعم خصمه الأول عبد العزيز بلخادم الذي وعد بتصفيته من الأفالان وعزله من عضوية اللجنة المركزية إذا ما جدد أنصاره مساعي الإطاحة بالقيادة الحالية للجبهة قبل موعد المؤتمر العاشر للحزب المرتقب عقده في الثلاثي الأول من سنة 2015.

وبحسب ذات المصادر فإن بلعياط يكون قد قدم مراسلة من بين 30 مراسلة تلقاها وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية حول الدستور المقبل، منذ بداية المشاورات التي أطلقها على مدار 6 أسابيع كاملة، حيث تحدث القيادي في الهيئة الموحدة التي تضم أعضاء من اللجنة المركزية للحزب العتيد من خصوم الأمين العام الحالي عمار سعداني، باسم الأفالان كقيادة شرعية، ومن بين المقترحات التي تقدم بها هذا الجناح، حق حزب الأغلبية البرلمانية في رئاسة الحكومة المقبل وتشكيلها، كما طالب هذا الجناح بضرورة تحديد صلاحيات ومسؤوليات كل هيئة من الهيئات الثلاثة من خلال المطالبة بفصل بينهم ودعم استقلالية كل هيئة لما تحمله هذه الخطوة من أهمية في تكريس استقلالية القضاء وحمايته وحماية حقوق المتقاضين، بالإضافة إلى هذا طالب أنصار وزير الدولة مستشار رئيس الجمهورية، بأن يكون الدستور المقبل مكرسا لدور المعارضة في الساحة السياسية من خلال إتاحة الفرصة أمامها للقيام بالدور السياسي المنوط بها دون إقصاء أو توجيه، ودافع الأفالان في المقترحات التي تقدم بها للسلطة حول الدستور المقبل سواء عن طريق عمار سعداني الذي التقى بأويحيى وقدم له مقترحات الحزب أو عن طريق جناح الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم على تعزيز الحريات الحزبية، النقابية والإعلامية، مع تفعيل دور البرلمان بغرفتيه، كما طالبت هذه الهيئة السياسية من خلال الجناحين الذين قدما رؤيتهما وتصوراتهما للدستور المقبل للجزائر، الذي تعكف السلطة على إعداده بضرورة الحفاظ على المكتسبات الوطنية بما فيها ثورة التحرير المجيدة وبيان الفاتح من نوفمبر.

 

بلخادم يواصل حملة الضغط على خصومه في الأفالان

 

هذا وقرر عبد العزيز بلخادم، مواصلة حملة الضغط التي يقوم بها على خصومه في القيادة الحالية للجبهة، حيث حثّ أنصاره على استغلال العمل الميداني خلال شهر رمضان من أجل حشد مؤيدين له خاصة على مستوى القواعد النضالية التي بدأ أمس أعضاء المكتب السياسي المحسوبين على جناح رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعداني في عقد لقاءات معهم تهدف بالدرجة الأولى نحو لم شمل أبناء الجبهة وخاصة في القواعد النضالية مع القيادة الشرعية والتحضير معهم لعقد أشغال المؤتمر العاشر القادم للحزب لما يكتسيه المشروع من أهمية كبيرة لدى طرفي الصراع على أمانة الحزب، وبحسب ما أشار له عضو المكتب السياسي والناطق باسم الأفالان السعيد بوحجة في حديث له معنا فإن الهدف من اللقاءات الرمضانية التي يعقدها الحزب على مدار الشهر الفضيل هو شرح المسؤوليات الملقاة على عاتق الحزب مستقبلا بما فيها الدستور المقبل الذي سينظر الرئيس الشرفي للحزب ورئيس الجمهورية في نتائج جولة الحوار والتشاور التي قادها أويحيى على مدار أسابيع شهر أوت المقبل، حيث سيعمل الأفالان بحسب المتحدث على التحضير لجميع الخيارات التي سيصدرها الرئيس بخصوص المشروع سواء تلك التي تتعلق بتمريره عبر البرلمان أو عن طريق الاستفتاء الشعبي وهو ما يحاول الأفالان اليوم نقله لمناضليه ومنتخبيه الموزعين عبر مختلف ولايات الوطن.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن