الوطن

عودة الاحتجاجات إلى غرادية على خلفية مقتل أحد مواطنيها

ساعات بعد إعلان وزير الداخلية عن تفعيل إجراءات أمنية خاصة بالمدينة

 

سلال يترأس اجتماعا طارئا لبحث آليات استتباب الأمن بالمنطقة

 

عادت، في الساعات الماضية، موجة الغضب والاحتجاجات إلى شوارع مدينة غرداية، وذلك على خلفية أعمال الشغب والاشتباكات التي وقعت بحي"باب الحداد" وسط مدينة غرداية أمس أول، بعد أن لفظ أحد سكان المنطقة أنفاسه الأخيرة بسبب حادث مرور بحسب ما أشارت له تقارير أمينة لـ"الرائد" من المنطقة فيما أشار عضو لجنة التنسيق والمتابعة للأحداث التي تعيشها المنطقة منذ مطلع السنة الجارية، خضير باباز في حديث له معنا، بأن الشاب الذي يبلغ من العمر 42 سنة تعرض للرشق بالحجارة، أدت إلى وفاته، مشيرا إلى أن الوضع بالمنطقة لازال متوترا بالرغم من التدابير الأمنية التي وصفها بـ"المكثفة"، حيث اتهم أطرافا مسؤولية بالمنطقة بكونها تعمل على إشعال نار الفتنة رافضا الكشف عن هويتها. 

وتجددت في الساعات الماضية، المواجهات بين المزابيين والإباضيين في وسط مدينة غرداية، رغم تأكيدات وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز بكون الحكومة قد أعدت مخطط أمني محكم ومدروس لإعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة، يشرف عليه والي الولاية بصفة شخصية، وجاءت هذه المواجهات بعد أيام من الهدوء والاستقرار النسبي التي عرفتها المنطقة مع بداية رمضان ومنذ مقتل أحد الشبان مؤخرا، ويعتبر أول ضحية منذ بداية الشهر الفضيل، بحسب التصريحات الرسمية لمسؤولين بالمنطقة بكون أسباب وفاة الشاب"أوجانة حسين 42 سنة"، بسبب حادث مرور خطير تعرض له بعد أن ارتطمت الدراجة النارية التي كان على متنها بشاحنة أردته قتيلا، غير أن سكان المنطقة وعلى لسان لجنة التنسيق والمتابعة للأحداث بالمنطقة أكدوا على أن تصريحات هؤلاء لا أساس لها من الصحة خاصة وأن الضحية وقع بنفس المكان الذي قتل فيه شاب آخر من المنطقة قبل أيام قليلة وهو ما يؤكد فرضية تعرضه للقتل على يدّ مجهولين. 

وعلى خلفية هذه المواجهات، التحق بمدينة غرداية في الساعات الماضية فرقة من أفراد الدرك الوطني التي تعمل منذ فترة على تفعيل مخطط أمني أعدته المصالح المختصة بمعية والي المنطقة وتحت إشراف وزير الداخلية والجماعات المحلية، حيث ستعمل هذه الوحدة على إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة إلى حين إقرار الوزير الأول عبد المالك سلال لإجراءات جديدة بخصوص القضية التي صعدّت من التوتر بالمنطقة، حيث من المرتقب أن يدرس سلال رفقة وزير الدولة مستشار رئاسة الجمهورية عبد العزيز بلخادم ومدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى بمعية وزير الداخلية الملف المتعلقة بهذه المنطقة، في غضون الساعات القادمة، وبحسب ما أشارت له مصادر من رئاسة الجمهورية لـ"الرائد"، فإنه من المرتقب أن يتم إرسال وفد وزاري إلى المنطقة للحديث مع ممثلين عن المجتمع المدني وعقلاء المنطقة، لوضع حدّ لهذه الأحداث التي لم عجزت الهيئات التنفيذية هناك على إيجاد حل لها بالرغم من تعيين والي جديد بالمنطقة خلفا للوالي السابق الذي كانت ترفضه الأطراف المتخاصمة. 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن