الوطن

تجار التجزئة بالعاصمة يدقون ناقوس الخطر بعد"تكدس سلعهم"

بالتزامن مع توفر المنتوج وتراجع الطلب في اليومين الماضيين

 

خلقت وفرة المنتجات الفلاحية، في الأسواق في اليومين الماضية، إلى دق غالبية تجار التجزئة بعدد من أسواق العاصمة الكبرى، لناقوس الخطر بسبب تكدس سلعهم في الأسواق بعد أن تم تراجع الطلب على هذه السلع، ووفرة المنتوجات، وهو الأمر الذي ستترتب عليه نتائج عكسية خلال الأسابيع القادمة من الشهر الفضيل، بحسب ما أشار له عدد من التجار ممن تحدثت معم"الرائد".

وأدت وفرة المنتوجات الفلاحية خاصة الخضر في الأسواق الوطنية سواء أسواق الجملة أو التجزئة خلال الأيام الماضية التي تلت بداية شهر رمضان الكريم، إلى خلق مشاكل بالنسبة للبائعين في أسواق التجزئة، حيث دفع غياب التوزيع الواسع لهذه المنتجات وكذا غياب أماكن التخزين الخاصة بهذه المنتجات إلى تحميل البائعين لخسائر كبيرة، وهو الأمر الذي قد تترتب عليه نتائج عكسية في الأيام المتبقية من الشهر الفضيل، حيث طالب الباعة ممن تحدثنا معهم الوصاية بضرورة توفير مراكز تخزين هذه السلع التي طالبت في بداية شهر رمضان، بتوفيرها بكثرة من أجل كسر الأسعار وبيع هذه المنتجات بأسعار معقولة بعيدة عن منطق الربح الذي يتعامل به المضاربون، وهو الأمر الذي أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، وكذا وزير التجارة بالعمل على إيجاد حل له، خلال الزيارة التفقدية التي قادتهم في الساعات الـ 48 الماضية لعدد من الأسواق بالعاصمة وولايات الوسط، حيث تعهد كل من عبد الوهاب نوري وعمارة بن يونس، بالعمل على إيجاد حلول ناجعة لهذه المسألة التي تعتبر رهان حقيقي للحكومة في الوقت الراهن.

وفي سياق متصل، أكد نوري، أن الإنتاج الفلاحي من خضر وفواكه متوفر بشكل كافي وبأسعار معقولة خلال شهر رمضان، وتنافسية، وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش تفقده لعدد من أسواق الجملة للخضر والفواكه أنه "تم تسجيل فائض في الإنتاج وانخفاض في الطلب خلال اليومين الأخيرين مما أدى إلى تكدس السلع"، وكان عدد من تجار الجملة بالسوق قد اشتكوا خلال هذه الزيارة من تكدس سلعهم في ظل انكماش الطلب مشيرين إلى أن"المواطن يلجأ في بداية شهر رمضان إلى اقتناء كميات كبيرة من الخضر ليتراجع الطلب بعد ذلك".

من جهته أشار وزير التجارة، عمار بن يونس، إلى أن غياب التوزيع الواسع لاسيما بالنسبة للمنتوجات واسعة الاستهلاك يمثل المشكل الأساسي للتجارة بالجزائر كما يشكل حد مصادر التضخم، واعتبر المتحدث أنّ"المشكل رقم واحد للتجارة بالجزائر يكمن في غياب التوزيع الواسع وعليه يجب علينا بالضرورة تنظيمه"، وفي هذا الصدد، دعا وزير التجارة إلى انجاز العديد من الأسواق الضخمة وأسواق الجملة عبر كامل التراب الوطني، وأضاف المتحدث قائلا"نستطيع اعتمادا على هذه الأسواق الضخمة وأسواق الجملة تنظيم سوق التجزئة وكذا التحكم في التضخم علما أن ضعف التوزيع الواسع يعتبر أحد مصادر التضخم ببلدنا".

هذا وقد عرفت أسعار الخضر والفواكه تراجعا مقارنة بالأيام الماضية بغالبية أسواق العاصمة، وفقا لما كشف عنه التجار حيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الجزر 50 دج بدل 70 دج والكوسة بـ60 دج بدل 100 دج و البصل بـ20 دج، وحول أسباب ارتفاع الأسعار في أسواق التجزئة أكد الوزير أن" هناك حلقة بين سوق الجملة وسوق التجزئة يتم العمل على تنظيمها بالتنسيق مع وزير التجارة"، وفي ذات السياق شدد نوري على أهمية إنشاء أسواق جملة بمستوى رفيع تستوعب هذا الكم الكبير من الإنتاج مؤكدا أنه تم إيلاء أهمية لرفع الإنتاج و إغفال إنشاء هذا النوع من الأسواق.

أما بخصوص مادة الحليب التي شهدت في بداية الشهر الفضيل تراجع كبير في تسويق هذه المادّة، طمأن نوري، المواطن بأن الحليب"سيكون متوفر في الأسواق طيلة شهر رمضان بالشكل الكافي في ظل توفر المواد الأولية"، كما أعطى الوزير في هذا الشأن تعليمات بضرورة تزويد وحدات إنتاج الحليب بالكميات الضرورية من المواد الأولية بشكل منتظم لتفادي أية أزمة في هذا الشهر، أما بن يونس فقد اعتبر أنّ"وجود بعض المشاكل غير المعتبرة ببعض الأحياء غير أنه وبصفة عامة هناك وفرة في الحليب عبر أرجاء الوطن".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن