الوطن

صراعات وخلافات بين أنصار الشريعة وتنظيم دروكدال

حرب الزعامات تندلع

 

يقرأ مراقبون محاولة التنظيمات الجهادية في دول المغرب العربي، بسط نفوذها وفرض سيطرتها لتحقيق أهدافها المتمثلة أساسا في إقامة دولة الخلافة، في نشوب صراعات بينها، وفي خلافات بين قياديّيها، ومثال ذلك تنظيم أنصار الشريعة الذي يحاول بمعية أبي عياض منافسة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي الذي يعاني من حرب زعامات داخلية. أكّد رضا بوكادى، سفير تونس في ليبيا، أمس، أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن وجود زعيم تيار أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض، بمدينة درنة الليبية والتي تسيطر عليها عناصر من تنظيم أنصار الشريعة الليبية من اجل تأسيس تنظيم ما يعرف بـ"دامس". وأضاف أن القائم بالأعمال الأميركي في ليبيا أكد له أن خبر وجود زعيم تيار أنصار الشريعة في درنة عار من الصحة وأنه تمّ الكشف عن الهوية الكاملة للشخص الذي سرّب المعلومة وهو تونسي الجنسية. وحول عملية القبض على أبي عياض شدد السفير التونسي، في تصريح إذاعي، على عدم وجود معلومات حقيقية عن قيام القوات الأميركية بالقبض عليه في الأراضي الليبية. وتعمل هذه القيادة تحت إمرة القيادة المركزية للتنظيم (داعش)، ليكون منافسا لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي الذي يعيش انقسامات حادة وحرب زعامات بين أميره عبد القادر دروكدال ومختار بلمختار الذي انشق عنه وكوّن جماعة "الموقعون بالدم". الجدير بالذكر أنه سنة 2012 وفي تطور مفاجئ أعلن تنظيم القاعدة إقالة بلمختار عن قيادة كتيبته بأمر من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبدالمالك دروكدال، وذكرت وكالة الأسوشيتد برس، أنها عثرت في تومبكتو على وثيقة بها قرار إقالة بلمختار، نشرت تفاصيلها للمرة الأولى في 29 مايو سنة 2013. واستعرضت الوثيقة أسباب الخلافات بين المعسكرين الإرهابيين، متهمة بلمختار بأنه "أكبر عائق في وجه توحيد المجاهدين في الصحراء"، وأيضا تجاهله أوامر التنظيم المركزي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر، وتكشف الرسالة عن عمق الشجارات والصراعات الداخلية في صلب الشبكة الإرهابية حول دفع الفديات. واعتبر محللون سياسيون، أن السبب الحقيقي وراء انشقاق بلمختار عن التنظيم جاء بعد قرار عبدالمالك دروكدال، بإنزال رتبته من رئيس لكتيبة الملثمين، الأمر الذي رآه بلمختار إهانة له، خاصة وأنه كان قد رفض عام 2007 تعيين دروكدال أميرا للتنظيم، مرجحا أنه لا يثق في عبدالمالك ويفضل عليه قياديين آخرين، كما لم يوافق على تعيين عبد الحميد أبو زيد "أميرا للصحراء" والذي كان على خلاف دائم معه ويصفه بأنه "لص مهرب تحول إلى مجاهد" وأمام تصدّع العلاقات واستفحال الصراعات بين قياديي تنظيم القاعدة، يحاول تنظيم أنصار الشريعة فرض سيطرته وذلك بالاصطفاف إلى جانب داعش لتوحيد صفوف الجهاديين وتقوية نفوذه حتى يكون التنظيم الجهادي الأكثر اقتدارا في المغرب العربي. 

محمد. ا

من نفس القسم الوطن