الوطن
"المضاربون" يحافظون على ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية في اليوم الثالث من رمضان
بالرغم من تراجعها بأسواق الجملة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جولية 2014
استقرار في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء
واصلت أسعار المنتجات الفلاحية، بمختلف أسواق العاصمة، الاستقرار على نفس الأسعار التي كانت عشية حلول الشهر الفضيل، حيث لم تثن الأرقام التي تقدمها الجهات الرسمية عن تسجيل أي انخفاض في الأسعار بهذه الأسواق خاصة الشعبية منها والتي عادّة تكون فيها الأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق المركزية، وفي جولة قادّة"الرائد"، لعدد من الأسواق بالعاصمة، فقد كانت أسعار غالبية المنتجات الفلاحية الأساسية خلال الشهر الفضيل في نفس المستوى الذي كانت عليه من قبل، وعلق الباعة على هذه الأرقام بكون المحصول الذي تم جلبه بداية الأسبوع لازال هو المسوق وعكس الباعة في الأسواق المركزية كسوق علي ملاح، وسوق بيلكور، والحراش، فإن الأسعار التي تقدمها الأسواق الموازية تشهد بعض الانخفاض المقدر بين 10 إلى 30 دج بالنسبة للمنتجات الفلاحية، أما بالنسبة للفواكه فقد تم تسجيل استقرار في الأسعار التي كانت قبل حلول شهر رمضان.
وبالرغم من وفرّة هذه المواد والمنتوجات في الأسواق المركزية التي يتزود منها هؤلاء الباعة، إلا أن الموردين لهذه الأسواق كسوق"الحطاطبة" وسوق"الكاليتوس"، هم من يتحكموا في أسعار هذه المنتجات داخل هذه الأسواق لأكثر من مرّة في اليوم، حيث أشار أحد الباعة الذين اعتاد التزود من سوق "الكاليتوس"، إلى أن أسعار اقتناء هذه المنتجات في الفترة الصباحية تختلف عن أسعارها في فترة الظهيرة، كما أنها تختلف أيضا بعد ذلك وفي فترة المساء من نفس اليوم، وحملّ المتحدث "المضاربين"، مسؤولية هذه الفوضى التي تعيشها أسواقنا مع حلول شهر رمضان وفي كل المناسبات الدينية، حيث يعمل هؤلاء على فرض منطقهم سواء على أسعار الخضر أو الفواكه وحتى اللحوم، سواء في الأسواق المركزية أو أسواق التجزئة، من خلال تقليص كمية العرض التي تعتبر السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار.
وكانت الوصاية ممثلة في مسؤولي قطاع التجارة والفلاحة قد قاما أمس أول بزيارة ميدانية لسوقي الجملة "الحطاطابة" و"الكاليتوس"، أين وقف هؤلاء على حقيقة الأسعار ووفرة المنتوجات بهاذين السوقين الذين يوردان لغالبية أسواق التجزئة بالعاصمة، والمدن القريبة منها، حيث تم تسجيل اختلاف ملحوظ في أسعار المنتوجات الفلاحية التي تقدمها هذه الأسواق مقارنة بالأسواق الأخرى، حيث أكد كل من وزير التجارة عمارة بن يونس ووزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، على أن الأسعار تراجعت بنسبة 50 بالمائة في اليوم الثاني من الشهر الفضيل أي عكس ما كانت عليه عشية حلول شهر رمضان، وأوضح الباعة للوزيرين، بأنه وبالرغم من أنّ أسعار المنتجات تتغير لأكثر من 5 مرات خلال اليوم الواحد أثناء ساعات العمل المحددة من الخامسة صباحا إلى السادسة مساءا، إلا أن هناك انخفاض ملحوظ فيما يتعلق بأسعار المنتوجات الفلاحية مقارنة باليوم الأول من الشهر الفضيل، وأشار هؤلاء إلى أن الأسعار تخضع في اليوم الواحد إلى عدة تعديلات أهمها مؤشرات بورصة السوق المتعلقة بوفرة الإنتاج وسياسة العرض والطلب ونوعية المنتوج ووقت اقتناء المنتوج من السوق،حيث تختلف أسعار بعض المنتجات الفلاحية بين سوقي الجملة بالحطاطبة والكاليتوس بفارق يتراوح بين 20 و30 دج للكيلوغرام الواحد في الكثير من المنتجات، هذا وتعرف أسواق التجزئة فارقا هاما في الأسعار عن أسواق الجملة حيث يتراوح سعر الجزر بين 50 و60 دج في أسواق الجملة في حين بلغ سعرها في بعض أسواق التجزئة بالعاصمة بين 70 و100دج وبلغ سعر الطماطم بين 25 دج و30 دج في سوق الجملة في حين تعدى سعرها 70 و100دج بأسواق التجزئة.
أما بالنسبة للبطاطا فتتراوح بين 32 و35 دج في الجملة وبين 45 و50 دج في أسواق التجزئة وبلغ سعر الكوسة بين 30 و40 دج في سوق الجملة وبين 80 و100دج في أسواق التجزئة.
وفي هذا الإطار أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، على أن القطاع بحاجة إلى تنظيم الأسواق الكبرى للجملة والتجزئة وإنجاز أسواق أخرى من شأنها إحداث توازن بين العرض والطلب في ظل توفر المنتوج وتراجع الأسعار بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المائة، وأضاف نوري " أمر غير مقبول تعريض المستهلك البسيط إلى هذا الوضع خلال شهر رمضان في ظل توفر المنتوج ووجود أسعار عقلانية بأسواق الجملة" داعيا إلى انتهاج أسلوب استهلاك عقلاني.
من جهته أكد وزير التجارة، على أن قضية الأسعار فيما يخص الخضر والفواكه تبقى أسعار "حرة" ويحددها مبدأ العرض والطلب مبرزا أن ارتفاع الأسعار خلال الأسبوعين الماضين كان بسبب ازدياد الضغط على الطلب مقابل استقرار العرض عند نفس المستوى، أما فيما يخص سوق الجملة للحوم المجمدة ببلدية قورصو وسوق الجملة للدواجن ببلدية الشراقة وبعض نقاط البيع لمعاينة إجراءات التخزين والحفظ والاضطلاع على مستوى الأسعار، فقد تراوحت أسعار الكيلوغرام الواحد من اللحوم المجمدة ما بين 490 دج و600دج في حين بلغت أسعار الدواجن بين 260 دج و380دج للكيلوغرام.
خولة بوشويشي
