الوطن
جزائريون يعانون في ثاني أيام رمضان والمونديال ينسيهم مشقة الصيام
أزمة حليب، ارتفاع جنوني في الأسعار وفوضى في وسائل النقل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 جولية 2014
لم يختلف رمضان هذه السنة عن سابقيه سوى أنه حمل هذه المرة طعم مونديالي، حيث أنست أمس مقابلة الجزائر ألمانيا الجزائريين مشقة الصيام وحرارة فصل الصيف التي زادت من حدتها أزمة الحليب وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ومصيبة وسائل النقل ونذرتها في الشهر الفضيل.
صام الجزائرييون أمس ثاني أيام شهر رمضان الكريم وسط ترقب لمباراة الجزائر ألمانيا، ووسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الاستهلاكية بقدر الارتفاع في درجات الحرارة التي عانى منها العاملون على وجه التحديد.
• عراك من أجل كيس حليب في ثاني أيام رمضان
ولم يتوقع عدد من المواطنين عبر بعض أحياء العاصمة وضواحيها، أن تعود أزمة الحليب مجددا مع بداية شهر رمضان المعظم، وان كان استهلاكهم لهذه المادة الحيوية يقل نسبيا عن الأيام العادية الأخرى، إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث حالة طوارئ واستنفار قصوى على مستوى بعض من الأحياء التي شهدت هذه الأزمة، أدى إلى تهافت الناس على محلات المواد الغذائية طلبا لأكياس الحليب على مدار اليوم، وخاصة في ساعات الصباح الباكر وصلت لحد العراك من أجل الظفر بكيس حليب. فعلى مستوى حي عين النعجة، بدأت أزمة نقص التزود بأكياس الحليب على مستوى المحلات المتواجدة بذات الحي، قبل دخول الشهر الفضيل بنحو يومين، ما اضطر بعض السكان إلى الاستنجاد بمسحوق الحليب فيما قصد آخرون الأحياء المجاورة للظفر بما يحتاجون إليه من أكياس الحليب، كما أن بعضهم اختار اقتناء من 6 إلى 8 أكياس، تحسبا لنقصه خلال شهر رمضان الكريم، مواطنون آخرون، في الحي ذاته دائما، اضطروا إلى القيام بحجز طلبية مسبقة من أكياس الحليب لدى أصحاب المحلات المتواجدة، بمعدل كيس واحد إلى اثنين لدى كل محل، وشكلت أزمة النقص هذه، مشكلة كبيرة بالنسبة للعائلات التي تضم عددا من الأطفال الصغار المحتاجين لهذه المادة بكثرة على وجه التحديد.
• أسعار الخضر والفواكه تواصل ارتفاعها والتجار يطمئنون
من جهة أخرى شهدت أسعار المواد الأكثر استهلاكا والتي يكثر الطلب عليها في اليوم الثاني من شهر رمضان، على غرار الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء عبر مختلف أسواق العاصمة ارتفاعا محسوسا في الاسعار، وعبر مواطنون عن تذمرهم من الارتفاع القياسي للأسعار بالرغم من انهم كانوا يتوقعون ذلك فالأمر على حد تعبير الكثير منهم اصبح "ظاهرة تتكرر" مع حلول هذا الشهر في كل سنة.
واكتفى العديد من المواطنين بالوقوف على الاسعار التي وصفوها "بالملتهبة" دون الشراء مؤكدين أن مؤشر البيع قفز لعدة درجات خاصة بالنسبة للخضر والفواكه واللحوم بمختلف أنواعها.
ولم ينكر التجار أنفسهم هذا الارتفاع في الأسعار مقارنة بتلك المسجلة بحر الأسبوع المنصرم وحتى إلى غاية يوم السبت، وأرجع أحد تجار الخضر بسوق علي ملاح بساحة اول ماي ارتفاع أسعارها بأسواق التجزئة إلى ارتفاعها على مستوى أسواق الجملة.
وقال آخر أن غياب الرقابة على تجار الجملة هو ما يعكس هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار مضيفا أنه لم يتمكن صباح اليوم من التسوق كالعادة واقتناء مختلف أنواع الخضر بالنظر إلى الأسعار الجديدة التي طبقها هؤلاء على غرار رفع سعر الكيلوغرام الواحد من الكوسة إلى 120 دج بعد إن كان سعرها 70 دج الأسبوع المنصرم.
وأكد التجار أن الأسعار ستتراجع بعد يومين او ثلاث على الأقل من حلول شهر رمضان الكريم مضيفين انه والى غاية منتصف نهار اليوم الاول كانت حركية البيع " قليلة " بسبب عزوف المواطنين عن اقتناء حاجاتهم بالأسعار الجديدة.
اللحوم الحمراء والبيضاء عرفت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا في الأسعار حيث تراوح الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم الطازج بين 1350و 1500 دج (مقابل 1000 إلى 1200دج قبل أيام من حلول شهر رمضان) و650 دج بالنسبة للحم المجمد فيما فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 300 دج.
• أسواق فوضوية تظهر كالفطريات من جديد
من جهة أخرى ومع حلول أول أيام رمضان، عادت العديد من الأسواق الفوضوية للظهور بعدد من أحياء العاصمة ما خلق فوضى كبيرة طبعتها مشاجرات بين التجار الموسميين، خاصة وأن هذه الأسواق تعرف أقبال كبير من المواطنيين للأسعار المنخفضة مقارنة مع الأسواق النظامية، وعرفت أمس هذه الأسواق حركية كبيرة خاصة على طاولات الخضر واللحوم.
• مأساة اسمها النقل في رمضان
وعاش المسافرون أمس مع حافلات النقل مأساة حقيقية، بحيث عرفت تذبذبا رهيبا في الرحلات لم يفقهه المسافرون، وسادت الوضعية نفسها ومست حافلات النقل العمومي والخاص على حد سواء في العديد من النواحي، الأمر الذي اغتاظ منه المسافرون وجعلهم يعيشون على أعصابهم بحيث أجبروا على المكوث تحت حرارة لافحة عبر المحطات من دون أن يظفروا بحافلة نقل تقلهم إلى وجهاتهم المقصودة، وظهرت العديد منها خاوية على عروشها الأمر الذي أثار استياء الكل في شهر الصيام واستعصى عليهم التنقل إلى مشاغلهم بسبب العجز المتفاوت بين محطات النقل الحضري•
النقطة الأخرى التي اشتكى منها المسافرون تتعلق بالخلط الحاصل والواضح في مواعيد الرحلات، وهي الصورة التي ميزت أغلب محطات النقل سواء الخاص أو العمومي منذ بداية الشهر الكريم.
س. زموش