الوطن

فاز الأفلان .. وبوتفليقة سيحاسب

مصطفى.ح

مرت الانتخابات وأعلن عن نتائجها، وفاز الأفالان وأرجع بلخادم الى الحكم من جديد، وتبعه الأرندي والتكتل الإسلامي، ليرتسم بذلك مشهد كان هو نفسه السائد طيلة خمس سنوات انقضت، وفشلت الأحزاب الجديدة في الوصول الى قبة البرلمان، ومن نجح فببعض الفتات فقط.
لا يهم إن عاد الأفافاس للعبة من جدبد فهو عقد صفقة رابحة وحصل على عمولته، لكن الأهم من كل ذلك، هو فوز الأفالان بقرابة نصف مقاعد البرلمان، وهو الحزب الذي كان سبب بشكل أو بآخر في كل ازمات الجزائر، وحكمها منذ 50 سنة، فكيف يعود هكذا بهذه البساطة وبهذه القوة، وكأن الشعب لم يكن يريد التغيير، ولا الإصلاحات، عن هذه الأخيرة خرج الرئيس بوتفيلقة قبل موعد الاقتراع بيومين ليعبئ شعبه كي يصوت ولا يشفي " فينا الأعداء "، لكن من الفائز في هذه الانتخابات، هل هو الشعب؟ أم بلخادم؟ أم رئيس الجمهورية؟ ربما يكون هذا الأخير قد حقق ما عليه ونجح في تغيير آراء الجزائريين في آخر لحظة قبل الموعد الحاسم، فهم صوتوا وأخذوا برأيه ووصاياه، فمعظم من أدلى بصوته من الشباب قالوا "لقد استجبنا للرئيس وليس للأحزاب السياسية"، هو "أوصانا خيرا بالبلاد ونحن لبينا"، وهي رسالة واضحة لكل الأحزاب السياسية التي شاركت في هذه الانتخابات مفادها أن الجزائريين سواء الذين صوتوا أم الذين لم يصوتوا، لا يثقون إلا في رئيس بلادهم، وهذه الثقة هي تحميل للمسؤولية الكاملة للرئيس بوتفليقة الذي أعلن الإصلاحات، ورتب لها انتخابات مرت بسلام وهدوء على البلاد، وتأكد الرئيس أن الشعب صوت من أجله وليس من أجل وجه بلخادم والأفالان، لكن بلخادم سيتولى الوزارة الأولى حتما، ويترأس حزبه البرلمان، وسيشكل أغلبية رفقة الأرندي وربما حتى مع التكتل الأخضر،  ويعيدنا بذلك الى الخمس سنوات الماضية، إذن اين التغيير المنشود؟ ولماذا الإصلاحات وكل هذا الزخم عليها؟ مادام أن الحزب الواحد عاد من جديد، وعاد على ظهر الشعب، هل كانت هذه رغبة الرئيس؟ أن يرى نفس الوجوه التي رفضها الشعب، إن رئيس الجمهورية سيكون أمام خيار صعب، فالشعب سيحاسبه على خياراته، لأنهم صوتوا دعما له وليس للأفالان الذي حكمهم 50 سنة وعاشوا مرارة حكمه.

من نفس القسم الوطن