الوطن

السيسي في الجزائر لفك العزلة عن مصر

في زيارة تخالف التوجه العام الجزائري تجاه السلطة المصرية الحالية

 

 

كشفت مصادر دبلوماسية أمس أن الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي سيقوم اليوم أو غدا بزيارة للجزائر بحثا عن الدعم لفك العزلة على مصر التي تعيش وضعا غير مستقر على جميع المستويات.

وأضافت ذات المصادر أن السيسي سيطلب وساطة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع قادة دول عربية، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز العلاقة الثنائية بين البلدين بعد الانقلاب على الشرعية في مصر، كما من المنتظر أن يتم مناقشة العديد من المسائل الأمنية والاقتصادية. وسيتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح سيسي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اذ من المزمع ان يتطرقا الرئيسان إلى الملفات ذات الطابع الاقليمي والدولي كمكافحة الارهاب والقضية السورية، إلى جانب الملف الأمني العراقي الذي يثير موجة قلق على الساحة الدولية لاسيما لدى البلدان العربية. وفي سياق جهود تطوير العلاقات الثنائية مابين الجزائر ومصر يرافق الرئيس المصري عدد من المسئولين المصريين. ويثير التستر على زيارة عبد الفتاح السيسي للجزائر بهذه الطريقة الكثير من التساؤلات، حيث لم يتم الإعلان عن الزيارة مسبقا لا من الجانب المصري ولا من الجانب الجزائري، ما يبدوا أن السلطة في الجزائر متخوفة مما قد تسبقه زيارة عبد الفتاح السيسي من ردود أفعال خاصة عند الإخوان في الجزائر والأحزاب الإسلامية باعتبار أن زيارة السيسي جاءت صادمة للتوجه العام في الجزائر، حيث من المنتظر أن تثير هذه الزيارة الكثير من ردود الأفعال الرافضة، والتي سبقتها رفض موقف الجزائر تجاه ما حدث في مصر والمطالبة برفض الاعتراف بالسيسي.

وتعد زيارة السيسي للجزائر أول خرجة له بعد انتخابه رئيسا لمصر وقد تحمل مثل هذه الخطوة دلالات كبيرة أهمها الرغبة الحقيقة لدى السلطة في مصر تطوير العلاقات مع الجزائر، خاصة وأن الرئيس بوتفيلقة أبدى النية في ذلك عندما وصف بأنه أول مهنئ للسيسي بفوزه في الانتخابات المصرية حتى قبل الإعلان عن النتائج الرسمية. وبعث بوتفليقة ببرقية للسيسي عبر له عن رغبته في تطوير العلاقات الجزائرية المصرية قائلا، "فخامة الرئيس وأخى العزيز، يطيب لى، إثر انتخابكم رئيسا لجمهورية مصر العربية الشقيقة، أن أتقدم إلى فخامتكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسى، بخالص التهانى وأطيب التمنيات، سائلا الله جلت قدرته أن يمتعكم بموفور الصحة والعافية وينعم على الشعب المصرى الشقيق باطراد التقدم والرفاه على يدكم بعونه وتوفيقه"، مضيفا "لقد أثبت الشعب المصرى، بمشاركته فى إنجاح الانتخاب الرئاسى وبوعيه وسلوكه الحضارى، إرادته القوية للمضى قدما فى بناء مستقبله الواعد فى كنف الأمن والاستقرار، بما يحقق تطلعاته فى التقدم والازدهار". 

وتميزت العلاقات المصرية الجزائرية بعد الثورة في مصر وكذلك بعد الانقلاب برزانة أكثر مما كانت عليه في عهد مبارك، حيث توالت زيارات المسؤولين المصريين للجزائر كان أخرها زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي فى 29/5/2014 لرئاسة وفد مصر خلال أعمال الاجتماع الوزارى الـ 17 لدول حركة عدم الانحياز، حيث التقى فهمى خلال الزيارة برئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وعقد اللجنة 

العليا المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وسبقتها زيارة أخري بحث خلالها فهمي مطلع سنة 2014 عددا من القضايا الدولية والإقليمية والإفريقية فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة ما يرتبط بالتعاون الاقتصادي والأمني".

س. زموش/ أنس. ح

من نفس القسم الوطن