الوطن

بوحجة: "أطراف نافذة في السلطة تدعم الفوضى في الأفالان "

فيما سيكشف كل طرف عن آخر أوراقه في معركة جديدة بـ"الأوراسي"

 

  • بلخادم: "أنا أتحرك من موقعي كعضو في اللجنة المركزية ولا أحوز على دعم أي جهة"

 

تجرى اليوم، بفندق الأوراسي بالعاصمة، أشغال أول دورة للجنة المركزية للحزب العتيد منذ تزكية الأمين العام الحالي عمار سعداني في منصب أمين عام، وهو الأمر الذي ترى الكثير من الأطراف بأنه كان خيار مرحلة الرئاسيات وأن الدور المنوط به قد انتهى والسلطة بحاجة اليوم لشخصيات أخرى تقوم بمهام جديدة ترتبط بالرهان الجديد الذي تقبل عليه هذه الأخيرة في مواجهتها لتيار المعارضة الذي علا كعبه في الأسابيع الماضية أكثر من أي وقت مضى، وقد استغلت الأطراف المتخاصم داخل الأفالان هذه الورقة للتأكيد على أنها الأحق بالتواجد في معسكر الموالاة لجناح الرئيس ولم تفوت هذه الأطراف سواء سعداني أو بلخادم فرصة انعقاد دورة اللجنة المركزية اليوم من أجل الاستثمار أكثر في المسألة والتأكيد لخصومها على وجود دعم حقيقي لها داخل مؤسسة الرئاسة كأهم ورقة سيلعب بها كل طرف في معركة البقاء.

ويرى الناطق الرسمي باسم الأفالان وعضو مكتبه السياسي السعيد بوحجة في تصريح لـ"الرائد"، حول هذه النقطة أنّ خصوم القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني، يستعملون هذه الحجة لزرع الفوضى والبلبلة على مجريات أشغال دورة اليوم، وذلك بتواطؤ من أطراف خارجية تساند هؤلاء، واعتبر المتحدث أنّ هذه الأطراف تحاول فرض جدول أعمال مغاير لجدول الأعمال الذي وضعته قيادة الحزب، وقال في السياق ذاته أنّ" أطراف نافذة في السلطة تدعم الفوضى في الأفالان لفرض جدول أعمال جديد"، وأكد بوحجة على أن هؤلاء سيسعون لخلق الفوضى ومحاولة التأثير على سير عمل دورة اليوم التي قال بأن جناح الأمين العام الحالي عمار سعداني يمثل"الأغلبية الساحقة فيها"، وأشار في هذا السياق أنّ جناح سعداني قد تدعم مؤخرا بانضمام قيادات ما يعرف بـ"التقويمية" التي يتزعمها عبد الكريم عبادة الذي أكد على مشاركته وأنصاره لدورة اللجنة المركزية ودعم جدول أعمال الدورة الذي يتمحور حول تقييم عمل الحزب العتيد في السداسي الأول من سنة 2014، قراءة والمصادقة على مسودة الدستور التي سيقدمها الحزب للمكلف بالمشاورات أمام رئيس الجمهورية أحمد أويحيى، المصادقة على التقرير المالي والأدبي للأفالان وكذا تنصيب اللجنة التي ستقوم بالتحضير للمؤتمر العاشر للحزب المزمع تنظيمه في الثلاثي الأول من سنة 2015، ونفى المتحدث أن يكون هناك رغبة من قبل القيادة الحالية للحزب في إدراج جدول أعمال جديد تريد الأطراف المناوئة لهم فرضه عليهم، حيث قال بأن مسألة جدول الأعمال الجديد الذي يرتكز على انتخاب قيادة جديدة مجردّ"حرب باردة يخوضها خصوم الأمين العام في الوقت بدل الضائع من أجل كسب تأييد لهم من قبل الإخوة في اللجنة المركزية الذين هم-يضيف بوحجة-، مع الشرعية التي أفرزتها دورة الأوراسي الفارطة".

وحمّل المتحدث أطرافا اعتبرها من "خارج" مؤسسات الحزب مسؤولية هذه الأنباء التي قال بأنها"غير واقعية"، وذلك في إشارة واضحة لمؤسسة رئاسة الجمهورية التي يعد الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم أحد أطرافها والنافذين فيها اليوم، الذين يروجون لهذه الأنباء وأكد بوحجة في سياق متصل أن الذين يتحدثون باسم رئيس الجمهورية الذي هو الرئيس الشرفي للحزب العتيد، يريد أن يتواصل مع أطراف داخل الحزب حول كيفية تسييره أو تسيير أشغال الدورة الخاصة باللجنة المركزية التي ستعقد أشغالها اليوم فهو سيتواصل مع عمار سعداني وليس مع بلخادم كما قال.

 

341 عضو من اللجنة المركزية معنيين بالمشاركة في لقاء اليوم

وأوضح بوحجة في السياق ذاته أنّ الأعضاء المعنيين ممن يحوزون على عضوية في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني بأشغال دورة اليوم يقدر بـ341 عضوا بمن فيهم الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم الذي تشير مصادر"الرائد"، على أنه لم يفصل بعد في قرار المشاركة في أشغال دورة اليوم أم لا، وأوضحت ذات المصادر أن الحزب أقصى 10 قيادات من حضور اللقاء وهم القياديين، الذين أحيلت ملفاتهم على لجنة الانضباط ولم يتم الفصل في ملفاتهم بعد ولكن هذا الأمر سمح للأمين العام للأفالان من القيام بإجراءات فصلهم من أشغال لقاء اليوم، لما يحوزه هؤلاء على ثقة داخل الحزب من شأنها أن تؤثر على سير عملية انتخاب أمين عام للأفالان في حالة ما فرضت عليه أطراف ما الصندوق لانتخب قيادة جديدة.

وأوضح بدوره عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي، بأنّ القيادة الحالية للحزب العتيد تسعى لإنجاح دورة اللجنة المركزية التي ستعقد اليوم، لكونها الدورة العادية الأخيرة للحزب قبل الذهاب للمؤتمر العاشر مطلع سنة 2015، أما بوحجة فقد اعتبر أن هذا اللقاء الذي سبقته ندوات جهوية ولقاءات بين قيادة الحزب ومناضليه عبر 48 ولاية يعتبر محطة هامة في تاريخ الحزب، لكونها دورة ستعمل على تعزيز مسار الحزب وتعالج القضايا العالقة فيه منذ المؤتمر التاسع، وأكد في السياق ذاته أن أعضاء اللجنة المركزية "سيعملون في جو يسمح لهم بإنجاح هذه الدورة وتفويت الفرصة عن الذين يريدون إفشالها"، وأوضح بوحجة أن الحزب يسعى من خلال هذه الدورة إلى"جمع الشمل ورص صفوف مناضليه والإعداد الجيد للمشاريع التي ستقدم للمؤتمر العاشر الذي ينبغي كما قال "أن يرسم مستقبل الحزب ويعزز عمله بمناهج جديدة تتماشى مع التطورات الجارية في جميع المجالات ويحافظ على مكانته الريادية في الساحة الوطنية".

 

بلخادم:"أنا أتحرك من موقعي كعضو في اللجنة المركزية ولا أحوز على دعم أي جهة"

ونفى الأمين العام السابق للجبهة عبد العزيز بلخادم في تصريح مقتضب لـ"الرائد"، أنّ تكون له يدّ في الحراك الذي يقوم به خصوم الأمين العام الحالي للجبهة، مشيرا إلى أن الإخوة في اللجنة المركزية الذين سيقبلون اليوم على المشاركة في دورة اللجنة المركزية العادية يسعون للبحث عن الشرعية داخل الحزب العتيد، مقال في الصدد ذاته أنّ"هذه الشرعية" لا تتم إلا عن طريق أسس وضوابط واضحة سيفرضها الصندوق الذي قال بأنه هو الذي كان الفاصل الوحيد بينه وبين خصومه في دورة جانفي 2013، وبرر المتحدث في سياق متصل الحراك الذي يقوم به في الأيام الماضية التي سبقت دورة اللجنة المركزية بأنه يتحرك من موقعه كعضو في اللجنة المركزية لا أكثر ولا أقل وقال" أنا أتحرك من موقعي كعضو في اللجنة المركزية ولا أحوز على دعم أي جهة"، ورفض المتحدث التأكيد عن مشاركته في لقاء اليوم أم أنه سيكتفي بإرسال وكالة لأحد أنصاره سينوب عنه في تزكية أعمال الدورة.

 

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن