الوطن

طرمون يغازل سلال ويتبنى الخيار السلمي التفاوضي لتحقيق مطالب حركته

دعا أنصاره لمواصلة الكفاح ضد النظام بالوسائل السلمية

 

نزول وفد من حركة أبناء الصحراء لبدء المفاوضات مع السلطات 

 

أفادت مصادر من ولايات جنوبية، أن مجموعة في حركة أبناء الصحراء من اجل العدالة قد نزلت من جبال طاسيلي واستقبلت من طرف السلطات الأمنية، في اولى جولات الحوار والمفاوضات التي أعلن عنها ضمنيا من طرف زعيم الحركة عبد السلام طرمون زعيم حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة، في تسجيل فيديو سماه البيان الثالث، أن الحل لمشكلة سكان الجنوب ليس أمنيا بل في الحوار، مثنيا على جهود الوزير الأول سلال والإجراءات المتخذة لصالح أبناء الصحراء، وشمل البيان رسائل للنظام الجزائري، مؤكدا أن الحل في الكفاح السلمي، داعيا أبناء الصحراء للعمل والعلم والعودة للأخلاق والشرف من اجل تحقيق تنمية الجنوب.

وتحدثت مصادر من ولاية إليزي أمس، عن نزول مجموعة من نشطاء الحركة ارسلهم زعيمها عبد اسلام طرمون من اجل الحوار مع السلطات، وظهرت صور لهؤلاء عبر صفحات الفيسبووك المساندة للحركة، وقد نزل هؤلاء من جبال الطاسيلي التي تتخذها الحركة معقلا لها، في حين كان في استقبالهم عدد مهم من أعيان ولاية إليزي وممثلين عن الأجهزة الامنية المكلفة بالملف، وجاء هذا عقب البيان الثالث الذي صدر عن حركة ابناء الصحراء والذي تلاه طرمون شفويا عبر تسجيل فيديو مدته 46 دقيقة بث عبر موقع يوتيو منذ يومين، وقد أثنى زعيم الحركة على المجهودات التي يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال لحل ملف الحركة وسكان الجنوب الجزائري، ومطالبهم المشروعة في النضال من أجل العدالة الاجتماعية ونبذ الجهوية الممارسة ضدهم. 

وفي رسالته للسلطة، أثنى طرمون الذي يتابع بتهم تشكيل جماعة ارهابية مسلحة، على مجهودات الوزير الأول عبد المالك سلال في ايجاد حل لمطالب سكان الجنوب، وقال في بيانه انه بعد سلسلة من المفاوضات والمباحثات مع النظام الذي تختلف معه الحركة في عديد القضايا، " نعترف ونوجه رسالة الشكر والعرفان لسلال الذي سواء بتصريحاته أو بالإجراءات العملية التي قام بها من أجل المصالحة ومن أجل ايجاد حل عاجل لقضية حركة ابناء الصحراء"، كما اعتبر أن كل ما فعله سلال وفريقه من اجراءات للتجاوب مع مطالب الحركة، لكنه بالمقابل، كشف عن وجود جناح في السلطة يرفض خيار المفاوضات ويفضل الخيار العسكري للقضاء على الحركة ونضالها، حيث قال ط هناك جناح في السلطة ظالمون حيث بعثوا الطائرات لقصف الطاسيلي وهي حضارة عمرها عشرة ألاف سنة..." وهدد بعدم السماح لهذا التيار الذي اسماه " الإستئصالي الذي يريد اذلال الصحراويين". وتحمل رسلة طرمون للسلطة دعوة صريحة لرفضهم الخيار الأمني العسكري في حل القضية، بينما يفضل ان يكون الحل عبر التفاوض والحوار.

 

رسائل تحريضية ضد النظام بشكل سلمي 

ويظهر أن الحركة بدأت تتخلى عن فكرة الكفاح المسلح وتتجه نحو النضال السلمي، ويظهر ذلك من خلال قول الزعيم، وقال طرمون لمن يدعمه من ابناء الصحراء سواء في السر أو في العلن وكل من يتعاطف مع حركته، بأن النضال الدائم هو كفاح الكلمة عبر الانترنت والفيسبووك وهو الكفاح القوي وهو النضال الذي يحدد مصير الحركة ومستقبلها، وهذا الكفاح هو من يحدد "الصراع الذي بيننا وبين الظلم الواقع على أهل الصحراء منذ 50 سنة من الاستقلال" على حد قوله، وشمل البيان على خطاب فيه من التحريض جانبا إذ قال طرمون "نحرضكم ونحثكم على أن تواصلوا كفاحكم بانتقادكم للنظام الظالم.." ،مركزا على ما وصفه باغتصاب ثروات ابناء الصحراء وتحقيرهم وتجهيلهم.

 

 طرمون يحث أبناء الصحراء على العلم والعمل

وفي الفيديو الصادر عن طرمون، ظهر هذا الأخير في كامل انسانيته وأدبه، إذ تحدث كثيرا عن الحب والعشق والأخلاق، وخاطب الشباب الصحراوي كأنه ملعمهم وأستاذهم، فقال كلاما كثيرا عن العلم والحب وتكلم عن وجهة نظره في العلاقات العاطفية، ثم توجه للآباء والأمهات بتزويج بناتهم من الرجال اللذين يحببنهم دون الغلو في الاشتراط وبالاهتمام بحالة الشباب المادية، كما حث الاناث على تشجيع الشباب على طلب العلم والعمل.

وكانت رسائل طرمون لسكان الصحراء واضحة إذ دعاهم إلى العمل مهما كان نوعه، وضمن بيانه كلاما يفهم منه ان الاحتجاجات الأخيرة ليست تجدي بل تقبل أي عمل والصبر هو الأهم، مما يؤكد أن حركة ابناء الصحراء تريد الدخول في مرحلة جديدة من النضال بعدما تأكد أن العمل المسلح لم يجد نفعا مثلما لمح زعيمها لذلك.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن