الوطن

بلخادم يقود"حرب كواليس" جديدة في الأفالان

فيما أكد سعداني على أن مؤسسات الحزب جاهزة لإنجاح دورة الأوراسي غدا

 

  • إقصاء المحالين على لجنة الانضباط من حضور الدورة !

 

استغل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم اللقاء الذي جمع أعضاء اللجنة المركزية للحزب العتيد من أجل الاحتفال بمناسبة خاصة لأحد قياديي الحزب، أمس أول بالعاصمة، من أجل اختبار مدى"القبول" الذي يحظى به اليوم داخل مؤسسات الحزب الذي سيقبل بعد ساعات على عقد أول دورة للجنة المركزية منذ انتخاب سعداني كأمين عام للحزب في دورة الأوراسي الفارطة، حيث وجد في المناسبة فرصة لإلقاء كلمة أمام الحضور الذين تجاوز عددهم الـ 114 عضو من أجل التأكيد على الأهمية التي تنتظر الأفالان في المشهد السياسي الوطني مستقبلا، والذي قال بأن هذه الأهمية توجب عليه بأن يكون موحد القوى والأجنحة وهو الأمر الذي ستعمل أطراف عديدة على تفعيل مسألة"الشرعية" داخل الحزب التي هي غائبة اليوم عنه، والذهاب نحو انتخابات جديدة في أمانة الحزب العامة عن طريق الصندوق الذي أشار إلى أنه سيكون الفاصل الوحيد لتحقيق هذا الهدف.

 

 وقد خلق الحراك الذي قام به وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية ورجل ثقته، في الوقت الراهن"حرب كواليس"، جديدة بين الإخوة الفرقاء في الحزب العتيد، الذي يريد جناحين فيه الاستحواذ على الأحقية في تسييره وتمثيله في مختلف المواعيد السياسية الكبيرة التي ستقبل عليها الجزائر في قادم الأيام، دفعت بالكثير من الأعضاء الذين يحوزون على عضوية في اللجنة المركزية والذين غابوا عن لقاء بلخادم إلى الاتصال به وبالمنظمين وتأكيد دعمهم لكل المسائل التي رافع لها بلخادم في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، وأشار عدد من القياديين الذين كلفوا بجمع معلومات حول الشعبية التي يحوز عليها الأمين العام السابق للجبهة، من أطراف مقربة من هذا الأخير بأن ما لا يقل عن 90 عضو من أعضاء اللجنة المركزية ممن غابوا عن لقاء أمس أول، اتصلوا بهم وجددوا دعمهم للطرح الذي جاء به بلخادم بخصوص الأهداف التي يسعى الأفالان لتحقيقها في دورة الأوراسي التي ستعقد يوم غد الثلاثاء.

وتحمل دورة اللجنة المركزية العادية، التي تأتي هذه المرّة في ظروف غير عادية، تتمحور حول المحافظة على استقرار العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس الشرفي للحزب العتيد، والذي لعبت الدورة الفارطة لأشغال دورته المركزية الدور الرئيسي فيها، بالإضافة إلى الرهان على مساندة السلطة ومواصلة تقديم الدعم لها في تصديها للحراك الذي يأتي من المعارضة السياسية للعهدة الرئاسية ولمشاريع السلطة، وقد تدفع هذه الظروف إلى الاستنجاد بأطراف أخرى من قيادات الحزب من أجل تمكينهم من تقديم هذا الدور على  أكمل وجه، في ظل رفض بعض الأطراف من داخل السلطة تقديم الدعم ويد العون للقيادة الحالية التي ترى بأنها لا تلقى القبول اليوم لا على المستوى الشعبي ولا حتى عند الأطراف النافذة في السلطة التي أصبحت تدرك حاجتها اليوم لقوة الشخصيات الموجودة في أعلى هرم هذه الأحزاب المحسوبة على جناحها.

ويبدو سعداني الذي سيقبل يوم غد الثلاثاء على عملية انتحارية في نظر الكثير من المتتبعين، واثقا من الدعم الذي يحوز عليه داخل مؤسسات الحزب وبدرجة أكبر مؤسسات الرئاسة والأطراف النافذة فيها، خاصة وأن الأنباء التي تأتي من جناح الأمين العام السابق والذي يتزعمه عبد الرحمان بلعياط، والذي يتحدث عن إمكانية استقالة هذا الأخير من أمانة الحزب قبل أشغال دورة اللجنة المركزية المقبلة هو أمر غير واردة بالنسبة لخليفة بلخادم، حيث أكد في تصريح مقتضب لـ"الرائد"، على أنّ"كل الأمور جيدة وعادية داخل الأفالان" نافيا في ذات الوقت أن تكون هناك خلافات قد تعيق أشغال الدورة المقبلة للجنة المركزية، التي قال بأنها"ستعقد في ظروف عادية"، وأشار في سياق متصل إلى أن جدول أعمال اللقاء واضح في إشارة منه لكون الاستدعاءات التي وجهت للأعضاء المعنيين بالمشاركة في أشغال الدورة، قد اطلعوا على ما سيتم مناقشته داخل الاجتماع.

يحدث هذا في الوقت الذي رفض بلخادم، فكرة إبعاد قياديين بارزين من أشغال الدورة المركزية، والذين تم إحالتهم على لجنة الانضباط التي لم تبت بعد في ملفاتهم، ويتعلق الامر بكل من عبد الرحمان بلعياط، العياشي دعدوعة، ابراهيم بولحية، بوعلام جعفر، قاسة عيسي، مشبك ومليكة، حيث وعدهم المتحدث بالتوسط لهم عند أطراف داخل السلطة من أجل السماح لهم بالمشاركة في أشغال الدورة طالما هناك ضمانات تتعلق بالذهاب نحو الصندوق واختيار قيادة جديدة للحزب العتيد وهو الشرط الذي سيقبل فيه هؤلاء وبلخادم المشاركة في الدورة.

 

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن