الوطن

زوخ يشرف على أضخم عملية ترحيل بالعاصمة ويطالب غير المعنيين بالرحيل بـ"الهدوء"

العملية تحوز على طابع الأهمية في مخطط حكومة سلال الثالثة

 

  • مصالح الأمن تتوقع حركات احتجاجية واسعة أمام مقرات البلديات

 

تشرع اليوم، مصالح ولاية الجزائر، في القيام بأكبر عملية ترحيل لفائدة العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية، حيث يندرج هذا المشروع ضمن مخطط عمل الحكومة الحالية التي ترافع لبرنامج عمل رئيس الجمهورية في عهدته الرئاسية الرابعة، التي يرى الكثير من المتتبعين بأنه أهم ملف يواجه استقرار هذه الحكومة والعهدة الرئاسية بشكل عام، وبالرغم من أن العملية تم التحضير لها في ظروف صعبة إلا أن والي العاصمة عبد القادر زوخ، يتطلع لأن تكون الكوطة الأولى من السكنات التي سيتم توزيعها بدء من صبيحة اليوم، فرصة لمنح الأمل للكثير من قاطني البيوت الهشة والقصديرية والعائلات المحرومة من سكنات لائقة، التي سيتم ترحيلها تباعا، وبحسب ما اطلعت عليه "الرائد" عبر عدد من بلديات العاصمة التي تتأهب لترحيل قاطنيها نحو الأماكن السكنية الجديدة التي ستستقبل هؤلاء كمرحلة أولى بمنطقة"الشعايبية" بأولاد الشبل ببئر توتة، فإن هناك استنفار أمني في الكثير من بلديات العاصمة التي تتوقع حركات احتجاجية واسعة من قبل المقصيين من عمليات الترحيل، وهو الأمر الذي دفع بمصالح الأمن إلى تكثيف من تواجدها أمام مقرات البلديات، الدوار الإدارية وهو الأمر الذي طالب به المنتخبون المحليون والأميار بصفة رسمية.

وبحسب ما أشارت له مصالح الولاية، في بيان صدر عنها، فإن أولى عمليات الترحيل بولاية الجزائر التي ستنطلق اليوم، بالشعايبية بأولاد الشبل بدائرة بئر توتة، تخص في مرحلتها الأولى العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية وذلك على مستوى حي 3216 مسكن شعايبية. وأوضح ذات البيان أن أولى هذه العملية ستمس العائلات القاطنة بـ"البيوت القصديرية المتواجدة في محيط الأحياء السكنية الجديدة المهيأة لاستقبال العائلات المرحلة إضافة إلى قاطني البيوت القصديرية المتواجدة فوق العقارات كانت موجهة للمشاريع الكبرى للسكن والطرقات"، مشيرا إلى أنّ عملية الترحيل"ستتواصل بعد شهر رمضان المبارك وبالتوازي مع الاستلام التدريجي للمشاريع السكنية المجهزة بكامل المرافق العمومية.

وحسب ما أكده البيان ذاته، فسيتم"برمجة عملية ترحيل واحدة كل شهر أو شهرين من أجل إسكان 72 ألف عائلة تم إحصائها أو تسجيل طلبها في مقابل مشروع سكني ضخم قيد الانجاز يفوق عدد الطلبات، وذكرت الولاية في هذا الإطار أن"حجم المشروع الذي خصصته الدولة للإسكان يفوق 84 ألف وحدة سكنية" موجهة للقضاء على السكن الهش من بينها 25 ألف سيتم توزيعها ابتداء من اليوم السبت و11 ألف أخرى سيتم تسليمها قبل نهاية السنة الجارية.

كما أوضحت أن عملية الترحيل هذه ستتم "وفق منهجية مدروسة وبصفة تدرجية تضمن لكل أسرة تعاني من مشكل السكن حقها في الحصول على شقة لائقة وذلك بعد استيفاء كل التحقيقات اللازمة بشأنها"، مشيرا إلى إن العائلات المعنية بالترحيل هي القاطنة في العمارات المهددة بالانهيار وكذا الساكنة في البيوت القصديرية والشاليهات، وكذا العائلات التي تعاني من مشكل الاكتظاظ والتي تسكن في الأقبية وأسطح العمارات وكذا التي تقطن الأحياء الشعبية، وأشارت الولاية أن عملية الترحيل تتطلب تسخير إمكانيات مادية وبشرية كبيرة بما يساوي 10 ملايين سنتيم لكل عائلة وقد خصص المجلس الشعبي الولائي غلاف مالي قدره 300 مليون دينار في الميزانية الإضافية 2014 للولاية قصد تغطية هذه التكاليف.

وفي سياق متصل بالعملية التي يتوقع أن تثير موجهة من الاحتجاجات في عدد من بلديات العاصمة التي أقصت من العملية، فقد تم تجنيد أمني انخرطت فيه وحدات الشرطة والدرك الوطني من أجل الإشراف على العملية والتصدي لأي انزلاقات قد تحدث، وهو ما كان على طاولة الاجتماع الذي جمع في الساعات القليلة الماضية من اللجنة الأمنية الولائية التي يترأسها والي العاصمة ومدير السكن لولاية الجزائر، وعدد من المديرين التنفيذيين ومسؤولي الشرطة والدرك والحماية المدنية من أجل التنسيق فيما بينهم على مستوى الأحياء السكنية المعنية بعملية الترحيل وكذا الأحياء الأخرى التي تم تأجيل العملية فيها إلى وقت لاحق والتي تتوقع تقارير الأمن أن تعمل على التشويش على العملية. 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن