الوطن

محكمة باريس تدين الخليفة بـ3 سنوات سجنا

ممثلة الحق المدني وصفته بالربان الذي تخلى عن سفينته

 

 

أدانت محكمة نانتير الباريسية صاحب فضيحة القرن عبد المؤمن خليفة بالسجن ثلاثة سنوات بتهم "الإفلاس واختلاس أموال". ووصفت ممثلة الحق المدني خليفة "بالربان الذي تخلى عن سفينته".

ونطقت المحكمة الفرنسية بأحكام أخرى متفاوتة في حق 10 أشخاص آخرين من بينهم زوجة رفيق خليفة السابقة نادية عميروش ومندوبين عن شركات خليفة في فرنسا تتراوح ما بين 6 أشهر حبس غير نافذة إلى سنتين حبس نافذ و20 شهرا غير نافذ مع غرامات من 10 آلاف إلى 80 ألف أورو، وقد أشار ممثلو الحق المدني في هذه المحاكمة التي انطلقت في 2 جوان الجاري في غياب المتهم الرئيسي إلى خسائر مادية "كبيرة" نجمت عن التسيير "غير العقلاني" للملياردير السابق سيما بنك الخليفة بديون قدرت ب565 مليون اورو لدى دائنيه في فرنسا. اما بخصوص خليفة للطيران، التي تعتبر "الاكثر مديونية" فان ديونها تقدر ب632 مليون اورو حيث يعد بنك الخليفة الجهة الرئيسية الدائنة لها. وفي هذا الصدد طلبت ممثلة الحق المدني تعويضا عما اعتبرته الاضرار المادية "الكبيرة" المقدرة ب18 مليون اورو. وأشارت في هذا الخصوص إلى ان "مسؤولية رفيق خليفة في هذا الاطار كاملة" مضيفة ان "الربان لا يتخلى عن سفينته الغارقة"، معتبرة ان مساعديه قد استغلوا هذا الشخص لـ"مصالح شخصية". من جانبها اكدت ممثلة بنك الخليفة وجود عمليات شراء "غير عادية ومعاقب عليها جزائيا" لاملاك في فرنسا باسم المجمع المتهم مشيرة إلى فيلا باغاتيل (كان) التي تم اقتناؤها باكثر من 34 مليون اورو واعيد بيعها بعد اشهر من ذلك بنصف سعرها تقريبا كما ادانت الموثق السيد لامبو (متهم) وأوتي لوروي عن العمولات الكبيرة جدا (اكثر من مليون اورو لكل واحد منهما) التي صرفت في هذه الصفقة. اما ممثل النيابة العامة فقد اوضح في مرافعته ان الجهة الوصية لن "تتضايق" اذا تم مراجعة تهمة الافلاس إلى "استغلال الثقة" لان الامر يتعلق بمعالجة مؤسسة خاضعة لقانون اجنبي والتي قام المسؤول الاول عنها بتصرفات "غير عقلانية". واضاف انه من "المجحف" المطالبة بمحاسبة كاملة ويومية من مؤسسة خاضعة لقانون اجنبي بما ان هذه المحاسبة -كما قال- التي يتكفل بها في فرنسا امين شاشوة (متهم حاضر في الجلسة) "لم تختفي وانما ارسلت إلى الجزائر". كما اضاف انه "لا توجد اي وثيقة لتاكيد فرضية اختفاء هذه المحاسبة والتي يعد المسؤول عنها مرة اخرى رفيق خليفة" المسجون منذ ديسمبر الاخير في الجزائر بعد تسليمه من قبل بريطانيا. وقد صرح المتهمون خلال الجلسة انهم تصرفوا تطبيقا لـ"تعليمات" رفيق خليفة وان الاملاك (خاصة الشقق الفاخرة) التي استفادوا منها بباريس كانت "مكافأة لهم على خدماتهم" في المجمع.

ويتواجد عبد المؤمن رفيق خليفة في السجن بالجزائر منذ خمسة اشهر بعد ان سمحت بريطانيا بتسليمه وكانت محكمة البليدة قد حكمت عليه غيابيا في 2007 بالسجن المؤبد بتهمة "تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة والنصب والاحتيال واستغلال الثقة وتزوير الوثائق الرسمية" بعد افلاس مجمعه. وقد تواصلت المحاكمة أمس الثلاثاء والأربعاء بمرافعات الدفاع فيما تنتظر الخليفة محاكمة أخرى بالجزائر لم يحدّد تاريخها بعد.

س. زموش

من نفس القسم الوطن