الوطن

بوتفليقة يجري حركة في سلك الولاة مست غرداية وتمنراست

المسألة الأمنية والتقسيم الإداري الجديد فرضتا ذلك

 

 

 أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس حركة جزئية في سلك الولاة، شملت واليي كل من غرداية وتمنراست، والعملية حسب بيان صادر عن الرئاسة، تتعلق بتحويل والي غرداية لشغل منصب والي تمنراست، بينما يحول والي تمنراست إلى نفس المنصب في غرداية، وتتزامن هذه الحركة مع زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى غرداية، لحل المسألة الأمنية بها، بينما يرى محللون سياسيون أن الحركة التي مست ولايتين محوريتين بالجنوب الجزائري، كانت تكتيكية واستراتيجية من طرف الرئيس، بدوافع أمنية وتماشيا مع التحضير للتقسيم الإداري الجديد وإحداث دينامية جديدة على المستوى الإداري والأمني.

وحسب بيان رئاسة الجمهورية أن عبد العزيز بوتفليقة أجرى يوم السبت تحويلا بين واليي تمنراست و غرداية، ويتعلق الأمر بوالي غرداية  محمود جمعة  الذي عين واليا لتمنراست فيما عين والي تمنراست عبد الحكيم شاطر  محله على رأس ولاية غرداية، وقرأ بعض المتابعون للشأن السياسي والأمني في الجزائر، أن تحويل والي غرداية نحو تمراست وهي الولاية الحدودية مع شمال مالي، يدخل ضمن عملية اضفاء المزيد من لادينامية على الملف الأمني بالمناطق الحدودية التي يتهددها الخطر الغرهابي من شمال مالي، فوالي غرداية محمود جمعة كان يشرف على مركز التنسيق العملياتي الأمني المشترك كما أن خبرته في ادارة الملفات الامنية كبيرة، وهو ما جعل رئيس الجمهورية يحوله إلى ولاية حدوديةمثل تمراست التي تشهد تحديات أمنية كبيرة مع ظهور مسألة اللاجئين وظاهرة التهريب بكل أنواعها. في حين أن والي تمنراست جاء تعيينه في ولاية غرداية، كحل من الحلول التي تسعى الحكومة اضفاءها على ولاية انهكها مواجهات وخلافات إثنية بين الإباضيين والعرب الشعانبة من المالكيين، وهي محاولة من الرئيس لتغيير  التكتيك لاحتواء الازمة امنيا وسياسيا واجتماعيا ..عليك ان تعرف اصول والي تمنراست الجديد ربما اقول يكون من غرداية وقد يفعل مخططا جديدا استعجاليا لاحتواء الازمة، وقد سبق لعبد المالك سلال أن صرح بأن الحكومة ترى بأن الحل في غرداية ليس امنيا فقط، وهو ما جعله يزور الولاية أمس لتقريب وجهات نظر الخصوم من كل الجهتين، وبحث الحوار والتفاهم بعيدا عن الصراعات المذهبية، وسيكون والي غرداية الجديدة مكلفا لمتابعة ما سيقرره سلال وطاقمه الحكومي المرافق له في مسألة استتباب الأمن ودء الخلافات بين سكان غرداية، وتحقيق دفع تنموي استجابة لمطالب اجتماعية مرفوعة. ويسعى رئيس الجمهورية بهذا الإجراء لحل أزمة غرداية نهائيا، ويكون للوالي الجديد الذي كان في تمنراست والذي كان قد استكسب هو الآخر خبرة في معالجة الملفات الأمنية بما فيها التهريب والهجرة غير الشرعية، هو الآخر معنيا بتفعيل المخطط الأمني في الولاية. 

ويرى المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة بوحنية قوي، أن التغيير الذي مس ولايتين جنوبييتن، يؤكد رغبة الرئيس بوتفليقة في وضع حد نهائي للأزمة في ولاية غرداية وتغيير طاقم اداري وخلق حركية جديدة، وأوضح المتحدث في اصتال هاتفي مع الرائد أن هيئات عسكرية عملياتية متواجدة بالولايتين، وهذا الأمر وجب أخذه بعين الإعتبار، فالمسألة ذات بعد أمني كما هي ذات بعد إداري، يتعلق الأمر هنا بتمنراست التي ستشهد تقسيما اداريا عن قريب، وهي الضرورة التي أخذ الرئيس بوتفليقة بها كون التقسيم سيفرض اعطاء المنطقة متنفس جديد، أما غرداية فيقول بوحنية قوي أن المسألة أمنية أكثر، كونها عانت منذ أشهر من ويلاتن فتنة مذهبية كادت تعصف بأمنها وتخلق حربا أهلية لولا تدخل السلطات، والهدف من جلب والي تمنرسات إلى غرداية يدخل ضمن هذا المسعى بالنظر لخبرته في إدارة هكذا ملفات.

مصطفى. ح  

من نفس القسم الوطن