الوطن

الأزمة الاقتصادية تدفع آلاف الإسبان إلى الإقامة "حراقة" في وهران

خبراء وباحثون بجامعة أليكانت الإسبانية يكشفون

 

 

كشف خبراء وباحثون اسبان ان حركة الهجرة من شمال أفريقيا إلى أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية التي شهدت اضطرابات في بعض البلدان المطلة على ضفة جنوب البحر المتوسط، ارتفعت بسبب الأزمة الاقتصادية في إسبانيا ودفعت العديد من العمال الإسبان إلى السفر إلى الجزائر وخصوصا وهران بتأشيرة سياحية، من أجل الحصول على فرص عمل وقرروا البقاء هناك في وضع غير شرعي.

وجاء هذا التحذير على لسان الخبير بحامعة أليكانتي خوان دابيد سيمبري، خلال الدائرة المستديرة التي عقدت بعنوان "هجرة وحدود في المتوسط بالقرن الحادي والعشرين"، في البيت المتوسطي، على هامش انعقاد الجمعية العمومية لتحالف وكالات الانباء المتوسطية برئاسة وكالة الأنباء الإسبانية.

وأشار سيمبري إلى أنه دائما ما كان هناك تواجد أوروبي وإسباني في دول المغرب العربي، وأن آلاف الأوروبيين، الذين تأثروا بالأزمة، خاصة الإسبان، اختاروا الاستقرار ببلدان المغرب العربي، لاسيما المغرب وتونس والجزائر، بحثا عن مستقبل أفضل. ولكن مع احتدام الأزمة الاقتصادية في إسبانيا ارتفعت أعداد المهندسين والفنيين والخبراء والعمال في تلك المنطقة الجغرافية.

وأشار على سبيل المثال لا الحصر إلى أن هناك "آلاف الإسبان" في مدينة وهران الجزائرية، وأن عددا قليلا منهم يحمل أوراق رسمية.

كما لفت الانتباه إلى ما تسمى بـ"سياحة الإقامة" للبريطانيين الذين يقيمون في العادة على ساحل إسبانيا المطل على البحر المتوسط، والذين بدأت أعدادهم تتزايد مؤخرا في منطقة المغرب العربي.

وأشار سيمبري إلى أن منطقة شمال أفريقيا احتضنت خلال الاشهر الاخيرة أعدادا كبيرة من المهاجرين السوريين الفارين من الحرب، وهو ما كان له تأثير مباشر على كل من ايطاليا وإسبانيا في ظل زيادة أعداد المهاجرين بشكل كبير بمناطق سبته ومليلة الاسبانيتين ولامبيدوزا الايطالية.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس المركز الوطني للهجرة والحدود بوزارة الداخلية الاسبانية، ايكتور مورينو، إلى أن عددا كبيرا من أصل 107 آلاف و365 محاولة دخول غير شرعية للاتحاد الأوروبي خلال 2013 (بزيادة 47% عن العام السابق) كانت لسوريين.

وأوضح مورينو أنه يتم نقل هؤلاء السوريين من سبته ومليله ولكن لا يتم طردهم، ويطلبون اللجوء إلى إسبانيا مرات كثيرة، ولكن معظمهم يستمرون في رحلتهم خارج إسبانيا.

وللتدليل على أن إسبانيا ليست مقصدا في حد ذاتها للمهاجرين السوريين، أشار إلى أن ألفي مواطن سوري وصلوا إلى بلدنا منذ مطلع العام الجاري، في حين يرتفع العدد بكثير في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي.

وذكر أن الاتحاد الاوروبي رصد خلال عام 2013 نحو 345 ألف مهاجر في وضع غير شرعي داخل محيطه وأن حالات الموت خلال محاولة العبور لحدوده تقدر بـ600.

محمد. ا 

من نفس القسم الوطن