الوطن

المعارضة ترسم مستقبلها اليوم

ندوة الانتقال الديموقراطي بمزفران

 

 

تنعقد اليوم بفندق مازفران بالجزائر العاصمة، الندوة الوطنية الأولى للإنتقال الديمقراطي، هي ندوة سياسية دعت إليها مجموعة من الأحزاب والشخصيات الوطنية المعارضة للسلطة تحت جناح ما يسمى بـ " تنسيقية الحريات والإنتقال الديمقراطي، وهي تكتل يجمع كل من حركتي حمس و النهضة، جبهة العدالة والتنمية، التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ( ارسيدي ) وحزب جيل جديد، يضاف إليها رئيس الحكومة الاسبق أحمدبن بيتور، وتتزامن هذا الندوة مع اطلاق السلطة لمشاورات سياسية بخصوص التعديل الدستوري، وهذا التزامن يأتي في فترة تواجه الجزائر فيها تحديات أمنية بفعل تدهور الأوضاع على الحدود مع مالي وليبيا وتونس، وكذا رهانات اقتصاديا ابرزها استغلال الغاز الصخري، وتبزر من خلال هذه التظاهرة التي توصف من طرف بعض المتابعين والمحللين السياسيين على أنها ثاني أكبر تجمع للمعارضة الجزائرية بعد ذلك اللقاء الذي سمي بسانت ايجيديو الأول في 1994، حيث جمع العلماني بالإسلامي والوطني والديمقراطي، وقف هؤلاء ضد السلطة، ليعاد ارتسام مشهد مماثل، ويرى محللون سياسيون أن الندوة نحجت قبل انعقادها بدليل استجابت لها غالبية التشكيلات السياسية الفاعلة وكذا الشخصيلات ذات الوزن لاثقيل كحمروش، غزالي، بينما تنتقد الموالاة والسلطة عموما التوجه لمثل هكذا لقاءات في حين دعت الرئاسة لمشاورات حول الدستور، فهل ستنجخ هذه الندوة في رسم مشهد ثنائية القطبية السياسية في الجزائر؟ وأي مشهد ينتظر عقب هذا الحدث السياسي الهام؟

يحتضن فندق السفير-مزافران بزرالدة غرب العاصمة الجزائر اليوم، أشغال الندوة الوطنية للإنتقال الديمقراطي، حيث تم ضبط الأمور اللوجستية لإنجاح التظاهرة بحسب ما صرح به رئيس حركة حمس، أحد قيادات التنسيقية من أجل الإنتقال الديمقراطي، فالندوة تنعقد بالتزامن مع حدث سياسي آخر من جانب السلطة، وهي المشاورات التي دعى إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بخصوص التعديل الدستوري وكلف أحمد أويحي بها. وهو ما يعد تصادم بشكل غير مباشر بين السلطة والمعارضة منذ لقاء 1994 أو ما سمي بسانت ايجيديو في روما، حيث التقت تيارات المعارضة بمختلف توجهاتهان وخرجت بأرضية للخروج من الازمة، ويعيد التاريخ نفسه، فقبل 17 أفريل 2014، تشكلت جبهة معارضة من أحزاب قاطعت الإنتخابات الرئاسية ورفضت العهدة لاراعبة للرئيس الحالي بوتفليقة، وهي كل من ( جيل جديد، حركة حمس، حركة النهضة، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جبهة العدالة والتنمية، وأحمد بن بيتور )، ثم تسمت بعد الإنتخابات بتمسية " التنسيقية من أجل الحريات الإنتقال الديمقراطي "، فقررت عقد ندوة وطنية سميت ( بالندوة الوطنية للإنتقال الديمقراطي ) وفي اقل من شهرين على إعلان نتائج الإنتخابات، حتىى تمكنت التنسيقية من رسم مشهد سياسي مقلق للسلطة والأحزاب الموالية لها، وعقب عدة لقاءاتى ودعوات لمختلف اقطاب المعارضة في الجزائر نجحت التنسيقية في جلب كل من جبهة لاقوى الإشتراكية ( افافاس) للمشاركة، وزعيم قطب التغيير المرشح علي بن فليس، وكذا أحزاب أخرى ساندته، كلها أعلنت مشاركتها في الندوة بعد تلقيها دعوة، ولبت قيادات من الفيس المحل على راسها علي بن حاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، لكن الأبرز هو قبول شخصيات وطنية ذات وزن كرؤساء الحكومات السابقين وهم كل من مولود حمروش، سيد احمد غزالي، ومقداد سيفي، المشاركة في الندوة، وهو ما اعتبر انتصار للتنسيقية التي تمكنت من جمع كل هؤلاء، فرسمت بذلك مشهدا يشابه لقاء المعارضة في سانت ايجيديو بروما ( ايطاليا ) عام 1994، ومكمن الشبه هو أن من المشاركين من هم علمانيون كجبهة القوى الاشتراكية والأرسيدي، واسلاميون كحمس والنهضة والعدالة والتنمية، وقادة الفيس المحل، ووطنيون كبن فليس والأحزاب المساندة له، ووالشخصيات الوطنية هي في معظمها مشابهة للتي شاركت في لقاء سانت ايجيديون كالحقوقي علي يحي عبد النور، ولما يلتقي حمروش وغزالي مثلا بشيوخ الفيس في قاعة واحدة وجنبا إلى جنب فذلك يعني أن المعارضة تريد من خلال هذه الندوة، أن ترسم خارطة سياسية جديد ترغم من خلالها السلطة على التعامل مع قطب واحد موحد.

وينتظر أن يصادق على أرضية الندوة وتوجه لائحة مطالب للسلطة ابرزها ما تعلق بالدستور.

 

لخضر بن خلاف لـ الرائد: حققنا أهداف الندوة قبل بدأها 

اعتبر لخضر بن خلاف القيادي في جبهة العدالة والتنمية ( العضوة في تنسيقية الحريات والإنتقال الديمقراطي ) أن الندوة الوطنية للإنتقال الديمقراطي قد حققت أهدافها قبل انعقادها بدليل أنها جمعت عديد الشخصيات الوطنية، ويعد النجاح الحقيقي للندوة  كما قال بن خلاف في تصريح لـ الرائد، أن القائمين على تنظيمها لاقوا ضغوطات وعراقيل ادارية للحيلولة دون تنظيم الندوة ثم تمكنوا من تجاوزها، وذكر بن خلاف مثال على ذلك، محاولة الإدارة سحب التراخيصن لكن تم تفادي ذلك وحلت المشلكة، ويرى النجاح الحقيقي للندوة في استجابة أغلبية الشخصيات والأحزاب السياسية التي دعيت للمشاركة وفي هذا التوقيت بالذات، وعن معارضة السلطة لأي مرحلة انتقالية تدعو إليها المعارضة، أفاد المتحدث أن التنسيقية على عكس ما يتداول إعلاميا، هي لا تدعو لمرحلة انتقالية، وأن الحكومة لا تمثل السلطة الفعلية في البلاد، لذلك لا يهم راي سلال أو غيره في هذه المسألة، وعن المنتظر من هذه الندوة، قال بن خلاف أنها ستقدم مطالبها للسلطة منها، ضرورة اعادة النظر في الدستور واعادة بناء المؤسسات السياسية في البلاد، وستقدم لائحة أرضية الندوة بعد المصادقة عليها، سترسل نسخة إلى السلطة " وننتظر إن كانت ستتعامل معها بإيجابية ام تتعامل معها كما عودتنا "، والندوة لها تأثير واسع سياسيا لأنها حسبه، تمكنت من جذب ابرز الأحزاب السياسية ولاشخصيات ذات وزن، عكس مشاورات السلطة التي لم تستجب لها سوى الأحزاب لاتي ليس لها تأثير في المشهد السياسي، وعن تطلعات التنسيقية من وراء هذه التظاهرة، اوضح القيادي في جبهة العدالة والتنمية " نحن نقوم بالواجب ونفر شروط نجاح الندوة ونترك الأمور كي يحكم عنها الجميع ".

طبال ( حمس ) لـ الرائد: يكفي أننا حققنا أكبر تجمع للمعارضة منذ 20 سنة

ضم زين الدين طبال المتحدث الإعلامي باسم حركة حمس، رأيه لرأي بن خلاف، فقال إن ندوة الانتقال الديمقراطي حققت جزء من أهدافها لما استطاعت جلب اهتمام الاحزاب السياسية بعد تفرق دام 20 سنة، وأوضح طبال في تصريح هاتفي لـ الرائد، بأن الندوة تمكنت من جمع شتات المعارضة في اكبر تجمع لاطياف تتقاسم مع تنسيقية الانتقال الديمقراطي الحد الأدنى من التوافق، وهذا التلاقي بين مختلف أطياف التوجهات السياسية ( علمانية، وطنية، اسلامية، وديمقارطية ) في رأي طبال، هو النجاح الحقيقي، ويعد انتصار، وسيكلل بالتوافق على ارضية العمل التي سيشارك في اثراءها حوالي 100 شخصية وطنية بين قادة احزاب ومنظمات جماهيرية واكاديميين ووزراء ورؤساء حكومات سابقة، ووجوه تاريخية ابرزهم مشاطي عضو مجموعة ال22.

 

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن