الوطن

إلغاء تسمية "إرهابي تائب" وتعويضها بـ" ضحية مأساة "

مطلب أساسي يراه سحنوني كحل يضفي على مشروع المصالحة الوطنية مزيدا من المصداقية

 

 

تختلف رؤية السلطة للمصالحة الوطنية عن رؤية قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، منهم الهاشمي سحنوني الذي أكد على ضرورة اعادة النظر في تسمية "الإرهابيين" التائبين وتغيير الكلمة إلى "ضحايا المأساة الوطنية". وقال الشيخ سحنوني إن معالجة القضية يجب أن يركز فيها على التسمية، فهي المفصل في المشروع وستبقى منقوصة إن لم تحدد المفاهيم بدقة. الحكومة من جهتها اقرت على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال، بأن ملف المصالحة لن يغلق، مقرّا بوجود نقائص في قضية المفقودين، وأن المصالحة ينبغي دسترتها، مبقيا الغموض حول مسألة تخص فترة مهمة من تاريخ الجزائر.

وحسب ما قاله الرجل الثالث في الفيس في برنامج تلفزيوني عبر قناة فضائية جزائرية خاصة أول أمس، فإن التركيز فقط على نعت الاسلاميين بكلمة "ارهابي" يثير الاستغراب، متسائلا عن الإبقاء على التسمية محصورا في الإسلاميين الذين حملوا السلاح، بينما لا يسمى من حمل السلاح ضد السلطة في سنوات الستينات بتلك التسمية، في اشارة إلى التمرد الذي قامت به الأفافاس وكذا الطاهر زبيري. سحنوني تحدث عبر حصة "هنا الجزائر" التي تبثها قناة "الشروق تي في " يوم الخميس، عن المقترحات التي قدمها بصفته كشخصية وطنية إلى أحمد أويحيى المكلف بالمشاورات بخصوص التعديل الدستوري، وقال إنه فعلا قدم مقترح عهدة رئاسية بسبع سنوات، لكن أبرز ما اقترحه يتعلق بتسوية قانونية، للذين كانوا في الجبال اثناء العمل المسلح ضمن الجماعات المسلحة، والتوقف عن مضايقات (التائبين) الذين يحاولون العودة للنشاط السياسي، وكذا استكمال اجراءات المصالحة الوطنية، كإعادة ادماجهم في وظائفهم وكذا عائلات من توفى منهم ووثائق وفاتهم، كي يسووا عديد المشاكل التي يواجهونها. لكن لغة سحنوني كانت شديدة اللهجة، فيما يتعلق ببقاء بعض الأصوات تستعمل لفظة ‘الإرهابيين‘ وتخوف منهم برغم توبة الآلاف منهم، حيث قال "نحن نسعى لمسح آثار الأزمة، والبعض يريد الإبقاء على تسمية إرهابي مما يزيد من فتيل الأزمة". وأكد أن الحل يبدأ من هذه النقطة، أي تسمية كل من كان ضحية في التسعينات بمسمى "ضحايا المأساة الوطنية"، وهو مطلب أساسي يراه سحنوني كحل يضفي على مشروع المصالحة الوطنية مزيدا من المصداقية. وقال الشيخ سحنوني إنه لا يقلقه موقف قياديين سابقين في الفيس بخصوص المشاورات المتعلقة بالدستور، ورفضهم معاملتهم كشخصيات وطنية وهم ممنوعون من النشاط، حيث قال "أنا لدي موقفي ورأيي ومقتنع به"، وأوضح أنه ذهب وقدم مقترحاته لأن المشاورات هي فرصة لتقييم رؤيته وتصوره لحل الأزمة.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن