الوطن

سعداني يسعى لكسب ودّ عبادة لإخضاع بلخادم

كانت مسألة "الشرعية في الأفالان" على طاولة النقاش

 

  • الهادي خالدي: "القيادة الحالية للأفالان تعمل ضدّ بوتفليقة!"

يطرح، الحراك الذي يقوم به أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني في الآونة الأخيرة، الكثير من التساؤلات داخل بيت الأفالان وخارجة وبخاصة في مؤسسات رئاسة الجمهورية، خاصة فيما يتعلق باللقاء الذي جمع سعداني بأشد خصومه السياسيين ممثلا في جناح القيادي في حركة التقويم عبد الكريم عبادة، حيث استغل الوعكة الصحية التي يعاني منها هذا الأخير للقيام بزيارة مجاملة تحولت فيما بعد إلى نقاشات حول مسألة "الشرعية في الأفالان"، وخلص إلى تقديم كل طرف للطرف الآخر بضمانات وشروط بخصوص فتح هذا النقاش في قادم الأيام، وغير بعيد عن هذا الحراك أثارت مسألة دعوة ما قارب الـ 30 قياديا في الجبهة ممن نشطوا حملة رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الكثير من التساؤلات داخل الحزب العتيد، حيث أكد القيادي في الأفالان الهادي خالدي في تصريح له لـ"الرائد" بأن سعداني الذي سلم دعوات لأنصار بن فليس من أجل المشاركة في الدورة القادمة للجنة المركزية تؤكد على أن هذا الأخير يعمل ضدّ "رئيس الجمهورية" الذي يعتبر الرئيس الشرفي للحزب.

وأشارت مصادر متطابقة حضرت اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، ومنسق حركة التقويم والتأصيل في الأفالان، في الساعات الماضية، بأن الزيارة لم تكن مبرمجة في أجندة عبادة الذي تفاجأ بزيارة مجاملة قام بها سعداني إليه للاطمئنان على صحته، وما لبث أن تحول اللقاء إلى نقاشات سياسية تتعلق بالوضع السياسي العام داخل الحزب العتيد الذي سيقبل بعد أيام على عقد دورته العادية للجنة المركزية، حيث كشف سعداني على أن اللقاء سيكون يوم 24 جوان الجاري بفندق الأوراسي بالعاصمة حيث أوضح لـ"الرائد"، بأنه قد تم جلب رخصة عقد هذا اللقاء، وأكدت مصادرنا على أن هذه المسألة كانت على طاولة الحديث الذي جمع بين الرجلين حيث نقل عبادة جملة من الشروط لسعداني الذي وعد بحلها في قادم الأيام منها مسألة تجميد عضوية بعض القيادات المحسوبة على جناح التقويمية منذ عهد بلخادم، فيما طالب خليفة هذا الأخير في أمانة الحزب بتوفير الدعم له ضمن إطار الدورة المقبلة للجنة المركزية التي سيتم فيها طرح مسألة شرعية القيادة في اللجنة المركزية.

وتتوقع مصادر متعددة بأن يضم جدول أعمال اللقاء، الذي سيعقد يوم 24 جوان الجاري إدراج نقطة تتعلق بانتخاب أمين عام للحزب العتيد أو تجديد الثقة في الأمين العام الحالي وهو الأمر الذي يكون قد دفع بسعداني إلى البحث عن شركاء جدد له، خاصة في بيت التقويمية الذي انشق عن جناح بلعياط منذ تأسيس ما يعرف بـ"القيادة الموحدة"، التي تعمل على إعادة وزير الدولة مستشار رئاسة الجمهورية عبد العزيز بلخادم إلى أسوار الحزب العتيد كأمين عام، حيث استغل حالة الفتور بين قيادات وأعضاء هاذين الجناحين لكسب ودّ هذا الطرف المعروف برفضه لعودة الأمين العام السابق للجبهة لأمانة الحزب، ويكون بهذا التوجه قد منح الأمل لسعداني في مواصلة التربع على منصبه كأمين عام حتى ولو تطلب الأمر صدور قرار من جهات نافذة من السلطة بتنحيته في تكرار سيناريو بلخادم في جانفي 2013، والذي فضل فيه بلخادم الخروج من الحزب عن طريق الصندوق وهو الأمر الذي يتخوف من تكراره خليفته اليوم.

هذا وكشف أحد القياديين في جناح"القيادة الموحدة" التي يترأسها عبد الرحمان بلعياط، بأنه تم طرح النقاش الذي جمع بين سعداني وعبادة في اللقاء الذي عقد أمس بالعاصمة، والذي خصص للحديث عن الرسالة التي وجهها هذا الجناح لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يوم الخميس المنقضي، حيث ضمت الرسالة عرض حال عن الوضع الذي يعيشه الأفالان منذ الإطاحة ببلخادم من أمانة الحزب، ولم تخل الرسالة ذاتها حسب تصريحات هذا القيادي لنا من انتقاد القيادة التي جاءت للحزب في عهد عمار سعداني، والتي أشار هؤلاء إلى أنها تعمل على تشويه صورة الحزب العتيد، كما أنها تقدم الدعم لقيادات عملت ضدّ ترشحه لعهدة رئاسية رابعة في الاستحقاق الانتخابي الفارط، ويتعلق الأمر باتصال هاتفي أجراه سعداني مع قيادات أفالانية دعمت منافسه في الرئاسيات السابقة علي بن فليس، وعدها بإعادتها للحزب العتيد في حالة ما وافقت على تقديم الدعم له في الدورة المقبلة للجنة المركزية التي يعول من خلالها سعداني على التحكم أكثر في زمام الأمور داخل اللجنة المركزية خاصة بإجبار بلخادم على دخول بيت الطاعة أو الخروج منه نهائيا في تكرار لسيناريو جانفي 2013 الذي أطاح بالأمين العام الأسبق من أمانة الحزب.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن