الوطن

الفلسفة تعيد الأمل للأدبيين والعلوم تخيّب العلميين

فيما فجع تلامذة التسيير في مادة المحاسبة

 

  • *مراقبة مشددة وتلاميذ ساخطون على طول المواضيع المقترحة*

 

تنفس تلامذة الشعب الأدبية أمس الصعداء، بعد أن امتحنوا في مادة الفلسفة التي مرت بسلام، وأنستهم خيبة الرياضيات، وقبلها اللغة العربية، في الوقت الذي لم يحالف الحظ تلامذة الشعب العلمية، وكانت مادة العلوم القشة التي قسمت ظهورهم، فيما لم يحالف الحظ تلامذة شعبة التسيير والاقتصاد، في مادتهم الأساسية، المحاسبة، التي حملت لهم خيبة كبيرة بأسئلة لم تكن في المتناول.

"راح الباك"، "هذي الطبيب وما يحلّهاش"، هي عبارات استسقيناها من خلال استطلاعنا أمس لسير امتحانات شهادة البكالوريا، ببعض المراكز بالعاصمة، من طرف الممتحنين في مادة العلوم الطبيعية شعبة العلوم التجريبية، الذين صدموا في الأسئلة التي أجمعوا أنها كانت جدّ معقدة، فلم تكفي رندة لا الدروس الخصوصية، ولا الدراسة في مدرسة خاصة، للتمكن من الإجابة على أسئلة مادة العلوم، أين صدم الممتحنون بأسئلة صعبة ومواضيع جد طويلة ومعقدة، حطمت آمالهم في نيل الشهادة، بالنظر لأهمية المادة ذات المعامل 5، وفي السياق قال أحد الممتحنين بثانوية الأخوين حامية بالقبة، أنه اجتاز البكالوريا خمسة مرات ولم يتمكن من الإجابة على الأسئلة التي قال أنها جد معقدة، ولم يصطدم طيلة الشهادات الأربعة التي لم يحالفه الحظ فيها ،بأسئلة مثل هذه، في الوقت الذي قال آخر إن "الباك راح ولم يبقى لنا أمل بعد أن كنا معولين على مادة العلوم".

المحاسبة لم تنصف تلامذة التسيير 

خيبة أخرى مني بها الممتحنون في شعبة التسيير والاقتصاد، الذين فجعوا في مادة المحاسبة التي كانت أملهم في تحصيل "الباك"، كونها مادة أساسية بمعامل 6، ولم تشفع لهم، حسب أحد الممتحنين من متوسطة عبد المالك تمام بالقبة، لا الدروس الخصوصية ولا المراجعة الجماعية، أمام الأسئلة التي كانت جدّ معقدة وطويلة، ما اضطر البعض من الممتحنين الخروج وسط الحصة من دون الإجابة على أي سؤال سوى بعض "الخربشات"، مثل ما وقع مع مراد ممتحن في ذات المركز، الذي قال إنه فقد الأمل في الحصول على شهادة البكالوريا، بعد توالي نكساتهم من مادة الرياضيات التي امتحنوا فيها أول أمس، إلى المحاسبة التي كانوا يعوّلون عليها كثيرا، فيما رأى تلامذة آخرون أن المواضيع كانت مقبولة على العموم، غير أنها تبقى طويلة فليس معقولا أن يتضمن موضوع واحد أربع صفحات، ويجيب عليها التلميذ كاملة مع التركيز.

 

أسئلة الفلسفة تريح الأدبيين 

أعاد امتحان مادة الفلسفة الأمل لدى تلامذة الشعب الأدبية، بعكس امتحاني اللغة العربية والرياضيات التي لم تكن في متناولهم، وأجمع جل من تحدثنا إليهم من الممتحنين في الفلسفة من شعبة الآداب واللغات، والآداب والفلسفة، أن الأسئلة كانت مقبولة إلى حدّ كبير، أين احتوت على أسئلة متوازنة، أعادت لهم الأمل في الحصول على نقطة مقبولة تبقي حظوظهم قائمة في الحصول على "الباك"، فحسب أحد الممتحنين من مركز ثانوية محمد بوضياف بحي السعادة بالمرادية، أن أسئلة الفلسفة أنستهم خيبة الرياضيات وقبلها اللغة العربية التي لم يفلحوا في الإجابة بشكل جيد أمام صعوبة وتعقيد الأسئلة المطروحة، فيما اشتكى تلامذة آخرون من المواضيع المطروحة والتي لم يكونوا ينتظرونها كونها مواضيع ثانوية، وانهم ركزوا في مراجعتهم على مواضيع الأخلاق، اللغة، الشعور، والأنظمة الاقتصادية وغيرها من المواضيع التي توقعوا طرحها إدراجها في بكالوريا هذا العام، غير أنه على العموم تبقى مادة الفلسفة المنقذ الوحيد للأدبيين، الذين تفائلوا بالحصول على "الباك" في انتظار بقية امتحانات هذا اليوم في مادة التاريخ والجغرافيا والتي تبقى كذلك مادة مهمة لهم.

 

مراقبة مشددة تحت عنوان "ممنوع الذهاب للمرحاض"

 

في سياق ذي صلة اشتكى التلامذة الممتحنين من مختلف الشعب من المراقبة المشددة التي يفرضها الحراس، والذين وصل عددهم في بعض الأقسام إلى 5 مراقبين، يمنعون حتى التنفس عن التلاميذ، حسب ما وصفه أحد الممتحنين بثانوية الأخوين حامية بالقبة، الذي لم تكفه صعوبة أسئلة مادة العلوم، لم يتمكن من الذهاب للمرحاض وقضاء حاجته، بعد أن منعه الأساتذة المراقبون، وفرضوا عليه طوقا مشددا من طرف 3 منهم بعد أن ألح على ضرورة الذهاب، فيما أجمع الممتحنون على صعوبة الغش أمام المراقبة المشددة المفروضة عليهم، لدرجة وصفها أحدهم بعمليات وكالة الفضاء الأمريكية "النازا" والتي تحضر أي حركة غير مسجلة، وعلى العموم، لم تشهد امتحانات شهادة البكالوريا أي تجاوزات في يومها الثالث، ولم تسجل أي حالات غش مثلما كان معهودا تسجيل عمليات غش جماعية كانت نتائجها وخيمة.

منى. ب

من نفس القسم الوطن