الوطن

رسائل سياسية للجزائر بطعم المنافسة على دور إقليمي

ما قاله محمد السادس في كلمته أمام المجلس التأسيسي التونسي

 

 

حصل سجال بين المغرب وتونس عقب كلمة العاهل المغربي محمد السادس امام المجلس التأسيسي، وتداولت وسائل إعلام تونسية ومغاربية خبر اهانة تونس لملك المغرب، ثم سارت السلطات الرسمية في كلا البلدين إلى نفي حدوث أي خلاف، لكن الذي قاله الملك المغربي في كلمته كان في مجمله اشارات للجزائر، مفادها أن حل المسائل الأمنية والاقليمية ليس حكرا عليها وأن المخزن يمكنه لعب نفس الدور، وحمل كلام العاهل المغربي انتقادات ضمنية للجزائر لما قال إن " التعطيل المؤسف للاتحاد المغاربي يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات، التي تزخر بها بلداننا المغاربية. " فهل كان يقصد الجزائر؟

نفت المغرب وتونس وقوع أي حادث سوء تفاهم بين الملك محمد السادس والرئيس التونسي منصف المرزوقي، خلال المباحثات الثنائية التي جرت بين زعيمي البلدين يوم السبت الماضي، لكن الغموض بقي مكتنفا بخصوص تأجيل لقاء وزارء اتحاد المغرب العربي  الذي كان مبرمجا في تونس السبت بداية هذا الأسبوع، حيث تزامن القرار مع تواجد الملك محمد السادس في تونس، هذا الأخير لما خاطب أعضاء المجلس التأسيسي، حاول اللعب دور عراب المغرب العربي، لما قال في كلمته إن " تحقيق طموحنا في بناء مغرب كبير، قوي وقادر على القيام بالدور المنوط به، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، يجب أن يرتكز على علاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس من جهة، وعلى مشاريع اندماجية، تعزز مكانة ومسار الاتحاد المغاربي من جهة أخرى. " مضيفا بأن  المنطقة المغاربية لا يجب أن تخلف موعدها مع التاريخ. "كما لا يمكن لاتحادنا أن يبقى خارج منطق العصر." على حد قول رأس النظام المخزني في المغرب، لكنه أراد أن يرسل رسائل مشفرة للجزائر لما قال "غير أن التعطيل المؤسف للاتحاد المغاربي يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات، التي تزخر بها بلداننا المغاربية. ". وحاول العاهل المغربي أن يؤكد للجزائر أنها ليست الوحيدة التي يمكنها أن تظطلع لمهمة معالجة وحل مشاكل الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث قال " مخطئ أيضا من يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار. فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية. " وكان يرمي إلى القول بأن الجزائر لا يمكنها القيام بدور حل المشاكل الأمنية وحدها، لكن المغرب يريد أن يفهم الجزائر أنه قادر أيضا على لعب نفس الدور.   

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن