الوطن

زروال يرفض استقبال مشاريع ومخططات"المعارضة"

تجسيدا للمحاور التي حملتها رسالته للأمّة عشية تنظيم الرئاسيات الفارطة

 

  • أبلغ بن بيتور برغبته في لقائه بعيدا عن إطار"التنسيقية" 

أشارت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال، إلى أن هذا الأخير تلقى في الفترة الماضية ومنذ عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدّة الحكم، لعهدة رابعة، العديد من الدعوات التي قدمتها السلطة والمعارضة من أجل التغيير الذي جاء به في الرسالة التي بعث بها للأمّة عشية تنظيم الاستحقاق الرئاسي الفارط، حيث يكون زروال قد أبلغ هؤلاء برفض المبادرات التي يأتي بها هؤلاء وبالمقابل اتصل هذا الأخير مؤخرا برئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، الذي عمل معه في الفترة التي حكم فيها البلاد، وطلب منه أن يلتقي به بعيدا عن الإطار السياسي الذي يشتغل فيه حاليا وهو"التنسيقية"وبعدد من الشخصيات الأخرى للتباحث حول التغيير الذي سبق وأن رافع له زروال.

وبحسب المصادر التي كشفت لـ"الرائد"، عن فحوى هذا الاتصال الذي أجراه الرئيس السابق مع عدد من الشخصيات التي لازال يتواصل معها بشكل غير رسمي منذ مغادرته للحكم، فإن زروال يكون قد اختار تقديم مشروع آخر يكون بديل أمام الطبقة السياسية من موالاة ومعارضة، يتطلع من خلالها نحو الانتقال الديمقراطي الذي قال في السابق بأنه سيكون في العهدة الرئاسية الحالية، حيث طالب في الرسالة التي خرج بها من دائرة الصمت التي لازمه منذ أن غادر قصر المرادية بأن تكون فترة الحكم الحالية فرصة "لتشكل المرحلة الجدية الأولى لتحقيق قفزة نوعية نحو تجديد جزائري أكثر تطابقا مع التطلعات المشروعة لأجيال ما بعد الاستقلال"، واعتبر في السياق ذاته أنّ" العهدة الرئاسية القادمة تعتبر الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي"، وبالرغم من أن هذا الأخير رافع في رسالته نحو التغيير والانتقال والتركيز على أهمية الدخول في مرحلة انتقالية من خلال العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلا أنه أبدا رفضا تاما لكل مبادرات التغيير المطروحة حاليا أمامه سواء التي قدمتها الموالاة من خلال السلطة ومشروع الدستور التوافقي أو المعارضة التي تحضر عدد من أجنحتها لمشروع الانتقال وفق أجندتها الخاصة البعيدة عن أجندة الآخرين، وهو الأمر الذي دفع به إلى رفض استقبال عدد من الوفود الممثلة لأكثر من تيار محسوب على المعارضة والموالاة.

وفي سياق متصل، أشارت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور أن هناك لقاء في الأفق سيجمع بين الطرفين في الأيام القادمة، حيث أوضحت مصادرنا إلى أن اللقاء لا يتعلق بدعوة قادة ما يعرف بـ"التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي"، وإنما يأتي بطلب من زروال في التشاور مع هذا الأخير ومع عدد من الأطراف الأخرى التي لم يكشف عنها بعد للتشاور حول العديد من المسائل المتعلقة بالراهن السياسي الذي تعيشه الجزائر والمشروع السياسي الذي سبق وأن قدمه زروال في رسالته الأخيرة للأمّة والتي حثهم فيها على الوحدة والتماسك كما حذّر السلطة مما أسماه بـ"الاستخفاف بالوضع الراهن" خاصة فيما يتعلق بالحراك الشعبي والسياسي الباحث عن التغيير.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن