الوطن
الأجواء المشحونة في غرداية تعود إلى الواجهة
حاولوا نقل احتجاجهم إلى وسط العاصمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 ماي 2014
تجددت الاجواء المشحونة في انحاء من ولاية غرداية خلال الساعات الماضية في الوقت الذي نقل افراد من المجتمع المدني احتجاجهم الى قرب البريد المركزي بالعاصمة تنديدا باستمرار الفلتان الامني.
ونظم أفراد من المجتمع المدني من غرداية بالعاصمة وقفة احتجاجية أمام البريد المركزي بالجزائر العاصمة لنقل صورة عن الوضع الجاري في المنطقة في الوقت الذي تجددت الاجواء المشحونة مساء اول امس في قصر مليكة بغرداية بعد ان انفضت جموع من المواطنين من جنازة لاحدهم لتندلع المواجهات في الحي.
وفي سياق ذي صلة اوضحت رسالة مشروع التدخل الشفوي للنائب قارة عمر بكير في جلسة المجلس الشعبي الوطني المقررة في الأسبوع الجاري مع الطاقم الحكومي الجديد انه في الوقت الذي تنعم فيه الجزائر بالاستقرار والطمأنينة، لازال آلاف الأطفال والنساء والعجزة في ولاية غرداية، يَئِنُّون في صمت إثر تهجيرهم عُنْوَةً من ديارهم ومُمتلكاتِهم فازعين من صدْمةِ هجومات المجرمين واللصوص والمخرّبين، وفق قوله لسبب واحد هو أن أولائك الضحايا أناس مسالمون وبناة حضارة صنعت مجد الجزائر لقرون، ولأخلاقهم المشهودة التي لم تَسْمَحْ لهم يوما بالتعدِّي على جيرانهم أو من يُعاشرُهُم أيْنَمَا حَلُّوا أو ارْتَحَلُوا. ويضيف النائب البرلماني بكير ان ولاية غرداية تشهد شللا مُطْبَقًا إثر حملات السرقة والتخريب والحرْق لأزيدَ من 400 متجر وورشة ومحلِّ خدمات، سرقةٌ وخسائرُ تُعَدُّ بعشرات ملايير الدنانير؛ سرقةٌ وتخريبٌ وحرقٌ مُمَنْهجٌ دام خمسة أشهر، لم يُسْتَرجَعْ لحد الساعة، من السلع والبضائع والتجهيزات أية نسبة تذكر.
كما شرح النائب قارة وضعية السكان المهجَّرين، والذين يُعَدُّون بما يقرب ألف عائلة، لم يتمكنوا من الرجوع إلى مساكنهم ولا إلى ممتلكاتهم ونشاطهم واسترزاقهم، وهي نفس وضعيةِ الفلاحين، وذلك خلال خمسة أشهر، والفلاحون ممنوعون إلى اللحظة من العودة إلى مزارعهم. واعتبر الظروف الحالية في بلديات غرداية، بنورة، القرارة وبريان، تجعلها حتمًا مناطق منكوبة، تستوجب على السلطات المركزية الإعلان بذلك. وحال السكان عموما في إحباط يائس، وخاصة أن مئات المجرمين لا يزالون يجولون رغم فضحِهم والتعرُّفِ على جُلِّهم بالصورة والصوت. وفي هذا الخصوص اشار النائب البرلماني الى التخريب المعنوي الممنهج عبر المنظومة التربوية، حيث مُنع المئات من التلاميذ والطلبة من الالتحاق بمؤسساتهم بعد التعَدِّيَات اللفظية والجسَدية وسقوط ضحايا أبرياء. ولم تَسْلَمْ من هذه الظاهرة، الكثيرُ من الإدارات والمؤسسات حيثُ يقع موظَّفُون يوميًّا ضحايا الاستفزاز اللفظي، والإجراءات التعسَّفية، والمضايقات والتهديد بالطرد. وقد تساءل المتحدث عن التقارير التي تصف الوضع بـ'' متَحَكَّمٌ فيه" في حين أن الوضع في الميدان ولدى المواطن غير ذلك تماما. وقد عدد قارة عدد الضحايا في غرداية لحد الان بسبعة اشخاص داعيا الجزائريين الغيُورين وبتعاطفِهِم مع الضحايا المُسالمين وذلك بإيفادِهِم لنُخَبٍ من العلماء والأئمة والإطارات، قصْدَ تَقَصِّي الحقائق والمُسَاهَمَةِ النبيلة في إصْلاحِ ذات البين.
محمد. أ