الوطن

لن تقوم حرب بين الجزائر والمغرب بسبب الصحراء الغربية

محلل سياسي مختص في قضية الصحراء والعلاقات المغربية الإسبانية يؤكد:

 

 

أكد المحلل السياسي المغربي سمير بنيس، المختص في قضية الصحراء والعلاقات المغربية الإسبانية، أن القول إن حربا ستندلع بين المغرب والجزائر بسبب القضية الصحراوية هو أمر فيه مغالطات، مشيرا إلى استحالة حدوث حرب بين الجاريتين، بدليل أن هناك بعض الأسباب تحول دون وقوعها، وهي برأيه، جيوستراتيجية وأمنية، فالقوى الغربية حسبه، لن تخاطر بالسماح باندلاع حرب بين الدولتين.

وتحدث بنيس، وهو رئيس تحرير موقع اخباري مغربي يسمى "موروكو وورلد نيوز"، عن الملف ردا على مقال سابق للمحلل السياسي المغربي، عبد الرحيم منار سليمي، الذي قال فيه إن "للجزائر نية في ضم الصحراء التي هي محط نزاع بين المغرب والبوليساريو، ومن ثَم قد تشن حربا على المغرب"، حيث قال "لن تقع الحرب بين المغرب والجزائر، لأسباب عدة سردها في مقال أورده موقع هيسبريس المغربي أمس، وفي المقال تحدث بنيس وهو متخصص في قضية الصحراء الغربية، عن أسباب تحول دون تحقق فرضية الصدام بين الجارين، جيوستراتيجية وأمنية، "فالقوى الغربية لن تخاطر بالسماح باندلاع حرب بين الجارين"، مردفا أن "حل النزاعات عبر الحروب المسلحة أصبح متجاوَزا، وعَوضَها اليوم مفهوم "الحرب بالوكالة ". وأضاف المتحدث في السياق أن ما يجعله يستبعد فرضية الحرب بين المغرب والجزائر هو أن "هناك عددا من الأسباب التي تؤكد أنه لن تكون هناك حرب بين المغرب والجزائر. أول هذه الأسباب جيوستراتيجية وأمنية، فالقوى الغربية لن تخاطر بالسماح باندلاع حرب بين الجارين. وفي هذا الصدد، وجب أخذ الأهمية الاستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طريق لدى أوروبا وكذا العالم في عين الاعتبار. وفي مقاله، ورد قوله إن "مضيق جبل طارق من بين أهم المنافذ البحرية التجارية في العالم، التي تُسهل نقل البترول والغاز وعدد كبير من السلع، حيث يأتي ثانيا عالمياً بعد مضيق ملقة بسنغافورة من حيث سيولة النقل البحري، بأكثر من 100 ألف باخرة سنوياً. ويكفي أن نتخيل الآثار التي يمكن أن تُلحقها حرب إقليمية تدور رحاها بمنطقة استراتيجية بالمتوسط وعلى أبواب أوروبا بالاقتصاد العالمي. واستبعاد فرضية الصدام بحسب بنيس، يدخل في باب الأخذ في الحسبان مصالح القوى الأوروبية في كل من المغرب والجزائر. فالأوروبيون الذين يعتمدون على الغاز الجزائري لن يدَعوا أي فرصة لاندلاع الحرب، حيث أن اندلاعها سيقود بالأساس إلى انقطاع امدادات الغاز وهو ما ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الأوروبي. ينضاف إلى ذلك الخسائر التي ستُلحقها الحرب بالشركات الأوروبية المستقرة بالبلدين، وتعميق مشكل الهجرة الغير شرعية من بلدان جنوب الصحراء نحو أوروبا. وأشار من جهة أخرى، إلى مهام الأمين العام للأمم المتحدة الذي لا ينبغي حسبه أن يُلام على تقريره، إذ أن عمله يتمثل في رفع تقرير لمجلس الأمن حول الوضعية على الأرض من وجهة نظر فريق الأمم المتحدة المكلف بصياغة التقرير. كما أن وجهة نظر منظمات حقوق الإنسان المؤثرة، من قَبيل هيومن رايتس واتش وأمنيستي انترناشيونال، لها تأثير على نظرة الأمم المتحدة للأمور. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن