الوطن

"حكومة سلال غير قادرة على تلبية متطلبات المرحلة القادمة"

جدد تأكيده بأن مشاورات أويحيى حول الدستور"التوافقي" لا تعني"النهضة" ذويبي لـ"الرائد":

 

  • احتفاظ السلطة بموسدة الدستور السابقة دليل على غياب الإرادة السياسية لتحقيق"التوافق"

اعتبر، رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، أنّ حركته لن تقبل بالذهاب لاستلام مسودة تعديل الدستور التي ترافع لها السلطة اليوم، وذلك من منطلق أن العملية لن تأتي بأي إضافات أو تغيير وأنها طريقة مستهلكة من قبل السلطة في تحوير المبادرات التي تقوم بها المعارضة وتكييفها وفق متطلبات المرحلة المقبلة، وأشار المتحدث في تصريح له لـ"الرائد "، بأن المشاورات التي سيترأسها أحمد أويحيى مع الطبقة السياسية مستقبلا هي ترتيبات من قبل السلطة للبقاء ليس إلا، كما أوضح بأنها دليل على غياب الإرادة السياسية من قبل السلطة نحو دستور توافقي كما قالت في السابق وهو الأمر الذي دفعها إلى الاحتفاظ بنفس مسودة الدستور التي أعدتها لجنة كردون في السابق.

جدد المتحدث التأكيد على أنّ الحركة تعتبر من خلال مناقشات أعضاء مكتبها الوطني، أنّ الجزائر قد ضيعت فرصة أخرى في التغيير الحقيقي، ليس فقط من خلال النتائج التي ظهرت بها رئاسيات الـ 17 أفريل الفارط، بل أيضا من خلال المبادرات التي تقوم بها السلطة، منذ ذلك الحين سواء عبر تشكيل الحكومة الثالثة في عهد الوزير الأول عبد المالك سلال، أو عن طريق تنصيب وزير الدولة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، لقيادة المشاورات التي أوضح ذويبي بأنها لا تعني حركة"النهضة"، في ظل استمرار السلطة انتهاج ذات الأساليب مع جميع القوى في مساعيها الإصلاحية، والتي قال المتحدث بأنها تساهم في إنتاج مؤسسات مشلولة تزيد من اتساع هوة الثقة بين الشعب والسلطة وهو ما يعني بأن هناك تهديد للاستقرار سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي مستقبلا.

واعتبر ذويبي بأن الاجتماع الذي عقد صبيحة أمس، بين أعضاء مكتب الحركة الوطني، كان فرصة ليؤكد الجميع على أنّ السلطة اليوم تعيش حالة فراغ وتيه سياسي وهو ما توضح من خلال التشكيلة التي تضمها الحكومة الحالية، فهي حكومة في نظر النهضة تفتقد للكفاءة وللعمق السياسي والشعبي، وتوقع المتحدث أن لا تستطيع هذه التشكيلة أن تلبي متطلبات المرحلة القادمة، خاصة وأنّ المرحلة المقبلة تتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية على جميع الأطراف، كما أوضح في السياق ذاته بأن حكومة سلال الثالثة غير قادرة على تلبية متطلبات المرحلة المقبلة، لكونها تفتقد للمعايير والأعراف السياسية المعمول بها، كما أنها تكرس_يضيف ذويبي_، منطق التملص من المسؤولية السياسية من تبعات التسيير خصوصا في قطاعات مهمة عاشت فساد وسوء تسيير وزاد الوضع طين بلة إسناد وزارات حساسة لأشخاص دون كفاءات ومجهولة الهوية السياسية.

وكانت الحركة قد أصدرت بيانا بخصوص النقاط التي تناولها جدول أعمال الاجتماع الذي عقد بين قيادات الحزب، حيث اعتبر البيان الذي تلقت"الرائد"، نسخة منه، دعوة الطبقة السياسية الجادة خصوصا المعارضة إلى اتخاذ موقف مشترك يخدم المصلحة العامة للبلاد بعدم الانخراط في مسعى السلطة الرامي إلى جر المعارضة لمربع خطة السلطة وإفراغ مطالبها في التحول الديمقراطي مثلما حدث سابقا، وهو الأمر الذي قال رئيس الحركة بخصوصها، بأن حزبه لن يقبل بالمشاورات والجلوس على طاولة الحوار معها في المساعي التي تعتزم القيام بها الشهر القادم، وذلك من منطلق أنّ السلطة غير جادة في الذهاب نحو حوار حقيقي مع المعارضة في ظل غياب الضمانات.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن