الوطن

لو سمع الغرب لتحذيرات الجزائر لما تأزم الوضع في ليبيا

خبير في شؤون الإرهاب يؤكد في جلسة خصصها الكونغرس الأمريكي للوضع في المنطقة

 

 

قال خبير أمريكي في شؤون الارهاب إن الجزائر كانت على حق لما حذرت من تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا لاسقاط نظام القذافي. وأوضح في عرض قدمه أمام الكونغرس الأمريكي أول أمس الجمعة، بأن خيار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في ليبيا كان خطأ، وأن ما يحدث الآن في الأراضي الليبية له تأثير كبير على الجزائر وأمنها على الحدود.

واستعرض الخبير دافيد غارتنشتاين-روس الخبير في شؤون الإرهاب، تأثيرات الأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا على دول شمال افريقيا ابرزها الجزائر، وقال في جلسة خصصها الكونغرس لدراسة ما يحدث في شمال افريقيا من اوضاع امنية، بأن تحذيرات الجزائر غداة دخول الحلف الأطلسي إلى ليبيا بدعوى الدفاع عن الشعب الليبي واسقاط نظام القذافي كانت صادقة، حيث حذرت الجزائر وقتها من تأثر المنطقة من ظاهرة الإرهاب جراء ذلك، وعاد الخبير غارتنشتاين-روس للحديث عن مخاطر الإرهاب على أمن الجزائر بكاملها، وكشف في عرضه لحال المنطقة أن الخطأ الإستراتيجي الذي لم تحسب له أمريكا والحلف الأطلسي هو عدم الاستماع لتحذيرات ونصائح الجزائر، وخلال مداخلته أمام الغرفة السفلى للكونغرس، قال الخبير إن ليبيا بلد "يقبع تحت وطأة اللااستقرار" كما أن حكومته "غير قادرة على السيطرة" على الأوضاع الأمنية، وأن الحلف الأطلسي كان تدخله سلبيا وآثار ذلك تحدث الآن من لااستقرار، على ليبيا وجيرانها اهمها تونس والجزائر بالدرجة الأولى، وحتى الوضع الأمني في مالي كان أثر تفكك الجيش في ليبيا وانتشار السلاح ظاهرا فيها، وأورد عن ذلك تقريرا يؤكد سيطرة "الجهاديين" في شمال مالي مما أدى إلى تدخل عسكري آخر قادته فرنسا. وقدم الخبير تحذيرات استقرار الجماعات المسلحة في معسكرات التدريب في ليبيا والتوفر الكبير للأسلحة وإقامة معاقل موجهة لتحويل ليبيا "إلى قواعد خلفية للهجمات الإرهابية المستقبلية"، بينما عاد الخبير للحديث عن العلاقة بين الجماعات الإرهابية الجزائرية والليبية والتونسية مؤكدا أن "الجزائر منشغلة بآثار الوضع في ليبيا على أمنها". خاصة عملية تغنتورين وأزمة الرهائن الغربيين وكيف كان للعناصر المسلحة التي دخلت من ليبيا دور في الهجوم، في حين قال إن الجزائر كانت قدمت رؤيتها الاستراتيجية في أمر نشاط الخلايا والمليشيات المسلحة وامكانية تأثير أية هجمة على ليبيا في تفريخ العديد من الإرهابيين وعدم القدرة على التحكم في الوضع، والنتيجة كانت ما يحدث الآن من لا استقرار في المنطقة ككل. وعرج الخبير أيضا إلى نقطة نشاط تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي تعزز بعناصر جديدة بعد سقوط النظام في ليبيا. 

مصطفى. ح


من نفس القسم الوطن