الوطن

المعارضة: السلطة فشلت في استقطابنا لجناحها!

اعتبروا أن مشاورات سلال حول حكومته الثالثة "فولكلورية"

 

اعتبرت، الطبقة السياسية المحسوبة على جناح المعارضة أن السلطة التي تحاول أن تستدرج قيادات هذا الجناح نحوها، من خلال عرض حقائب وزارية عليها، في التعديل الحكومي الجديد، تهدف في الأساس إلى إزاحة "القطبية السياسية" التي ظهرت في الشارع السياسي مع رئاسيات الـ 17 أفريل الفارط، وهي القطبية، التي تسعى للبحث عن معارضة حقيقية وجادة للنظام، في ظل بروز تيار آخر من المعارضة الذي استغل الفراغ السياسي، وظهر عقب ترشح الرئيس الفائز بالاستحقاق الرئاسي الماضي، لمعارضة المعارضين للنظام ولفكرة ترشح الرئيس بدل التفرغ لمعارضة النظام القائم نفسه. وأوضح عدد من قيادات ما يعرف بـ"المعارضة" في حديث لهم مع "الرائد"، أن المشاورات التي جمعت بينهم وبين ممثلي السلطة الحالية حول انخراط هؤلاء في الحكومة الجديدة الثالثة في عهد الوزير الأول عبد المالك سلال هي مشاورات "فولكلورية"، تهدف فقط لاستقطاب هذا الجناح نحوها، وهو الأمر الذي رفضته غالبية المحسوبين على هذا الجناح ممن استشارتهم السلطة في هذا الشأن، وبالمقابل رفضت السلطة أن تنخرط في مساعي ضم بعض القيادات الحزبية التي تمثل هذا الجناح نحوها لأسباب مجهولة.

حزب العمال: "مشاركتنا في الحكومة مرتبط بالأغلبية في المجالس المنتخبة"

 

ربط حزب العمال الذي خسرت مرشحته في التربع على كرسي قصر المرادية في الاستحقاق الانتخابي الفارط، المشاركة في الحكومة بـ"تربع الحزب على مختلف المجالس المنتخبة المحلية، الولائية والبرلمانية". ومن هذا المنطلق، أوضح القيادي في الحزب جلول جودي، أن قرارات الحزب واضحة، تجاه هذه النقطة، مشيرا في السياق ذاته بأن زعيمة الحزب وأمينته العامة لويزة حنون قد أوضحت لقيادات الحزب في الاجتماع، الذي عقد في اليومين الماضيين هذا الخيار الذي تم مناقشته في إطار داخلي.

وبدورها أكدت لويزة حنون أن المشاورات التي جمعت بينها وبين الوزير الأول حول مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة، قد أبلغت فيها الوزير بأن حزب العمال الذي تمثله غير معني بالحكومة الجديدة، مشيرة في السياق ذاته بأن هذا الأمر الذي نقلته للوزير الأول كان أيضا محور النقاش، الذي جمع بينها وبين رئيس الجمهورية على هامش تأديته لليمين الدستورية حيث نقلت له خيار الحزب وتطلعاته المستقبلة.

حمس: "لن نقبل بالعودة إلى الحكومة والتورط بمشاركة السلطة في الحكم"

 

دافعت حركة مجتمع السلم، عن الخيارات المتاحة أمامها، لرفض العودة إلى الحكومة والمشاركة فيها، من منطلق أن الانخراط في هذا المسعى هو ورطة ليس إلا. وقال رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، إن الحركة المحسوبة على جناح المعارضة، متمسكة بقرار عدم المشاركة في الحكومة، التي ستأتي مع العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وذلك من منطلق أن الرئاسيات التي جاءت في ظروف تشوبها حالات التزوير وغياب الشفافية لا تسمح الحركة بالانخراط فيها مهما كانت الأسباب.

واعتبر مقري أن الحزب بمختلف قياداته، لازال متمسكا بهذا الخيار، ولن يتم في أي حالة من الحالات، وتحت أي ظرف من الظروف أن يكون هناك انخراط في حكومة ما يعرف بـ"العهدة الرابعة"، وجدد المتحدث رفض الحزب الذي يرأسه منطق التحالفات التي تريد السلطة إقحام المعارضة فيها، من أجل كسب الشرعية الغائبة عنها، من خلال مساعيها في الدخول في مشاورات وصفت بـ"الفلكلورية"، والتي لن تقدم أي نتيجة طالما أن السلطة وفي كل الأحوال ماضية نحو مشروعها، الذي يحقق لها الاستمرارية على حساب التغيير الذي يرافع له المعارضون.

جبهة العدالة والتنمية: "حكومة سلال الثالثة لا تعنينا"

 

أوضح القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن حزبه، ماضٍ في مساعيه الرامية إلى عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن السلطة لم تقدم على فتح باب المشاورات معهم عكس المرات السابقة، وهذا دليل على أن الرسالة التي وجهتها قيادات الحزب بدءا من رئيسها عبد الله جاب الله في السابق تجاه السلطة ونتائج الرئاسيات الفارطة واضحة ولا تحتاج إلى شرح أو تفصيل.

واعتبر بن خلاف في السياق ذاته أن تشكيلة حزبه السياسي، التي لم تتلق لحدّ الساعة أي مشاورات بخصوص الحكومة الجديدة التي سيعلن عنها سلال خلال الساعات المقبلة، أن حزبه يرفض مجرد الانخراط في هذه المشاورات التي تهدف السلطة من خلالها إلى جرّ المعارضة إلى صفها ولو مؤقتا، عبر فتح باب النقاش معها حول مسألة الحكومة المقبلة التي قال بأنها ستخدم برنامج السلطة لا برنامج المعارضة التي تحاول اليوم أن تتكتل معا في إطار جامع يهدف للتغيير التي ترافع له المعارضة لا السلطة.

جبهة التغيير: "لا توجد مشاورات رسمية مع السلطة للانخراط في الحكومة المقبلة"

 

رفض رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، أن يخوض في مشاورات السلطة مع تشكيلته السياسية بشكل علني، على اعتبار أن هذه المشاورات التي لم ينف وجودها، قال إنها غير موجودة فقط بشكل رسمي مع الحزب وقياداته. وتوضح هذه الإجابة أن الأنباء التي تتردد من محيط المعارضة والسلطة على حدّ سواء بخصوص مشاورات تمت بين الوزير الأول عبد المالك سلال وعبد المجيد مناصرة بعيدا عن الإطار السياسي الذي يشتغل فيه قد تكون حقيقة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض التشكيلات السياسية عن وجود مشاورات بينها وبين السلطة في الأيام الماضية التي أعقبت تسلم الوزير الأول لمهامه كوزير أول، بعد أن جدد الرئيس ثقته في شخصه، ستكون فيها مشاركة المعارضة من الصف الثاني فقط، طالما أن قيادات المعارضة التي توصف بـ"الجادة" من مصاف الأفافاس، الأرسدي، النهضة، العدالة والتنمية وحمس رفضت الخوض حتى في هذه النقاشات وليس المشاركة في الحكومة الجديدة فقط.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن