الوطن

بلعياط يقود جولة جديدة مع ولاية الجزائر للإطاحة بسعداني

بعد اتساع دائرة المناوئين للأمين العام بسبب قائمة الحزب في الحكومة الجديدة

 

  • بلخادم يمنح الضوء الأخضر لأنصاره لاستقبال قيادة جديدة للأفالان

يسعى، جناح المكتب السياسي القديم المناوئ للأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني إلى الاستثمار في حالة"الغضب" التي تحيط بالمقربين من خليفة عبد العزيز بلخادم على رأس الأفالان، لخوض جولة جديدة من مساعي الإطاحة به، مستغلين هذه المرّة القائمة التي أعدها سعداني والتي تخص الحقائب الوزارية التي ستمنحها السلطة للأفالان، حيث ضمت القائمة أسماء التي وصفها عدد من القياديين بـ"قائمة المتسلقين الجدد"، على اعتبار أن غالبية الأسماء التي تضمنتها هذه القائمة تتعلق بقيادات جديدة على الحزب ولا تملك الرصيد النضالي الذي يؤهلها لتكون في واجهة المشهد السياسي الجزائري باسم الأفالان.

وبحسب ما أكدته قيادات مقربة من الأمين العام للأفالان، فإن القائمة التي يريد عمار سعداني أن تكون في حكومة سلال الثالثة، والمحسوبة على حزب الأغلبية البرلمانية عدد من القياديين يقدر بـ 15 شخص، وهذا ما يوضح بأن طموحات القيادة الحالية للحزب العتيد في التواجد بكثرة في الحكومة الجديدة، كما أوضح في تصريح سابق أدلى به لنا، وأكد من خلاله بأن الحكومة المقبلة لن تكون تيكنوقراطية كما يريد البعض بل ستكون مشكلة من أحزاب سياسية وشخصيات محسوبة على هذه الأحزاب في الغالبية، وهو الأمر الذي اعتمد عليه سعداني في انتقاء قائمة ممثلي الحزب في الحكومة الجديدة والتي تؤكد مصادرنا بأنه بعث لها للوزير الأول عبد المالك سلال بالرغم من أن هذا الأخير قام بالمشاورات حول التمثيل الأفالاني في الحكومة المقبلة بعيدا عن طموحات الأمين العام الذي يتوقع أن تثير الشخصيات التي بعث بها الكثير من الأقاويل في الوسط السياسي خاصة وأنها تعتبر قائمة مرفوضة داخل قيادات الحزب، خاصة وأنها تضم كل من محمد جميعي، بهاء الدين طلبية، خرشي فؤاد، مصطفى معزوزي، موسى بن حمادي، قبي آدم، فوضيل سعد الدين، ويمينة مفتالي.

وأوضح المكلف بالإعلام في الجناح المناوئ لسعداني، قاسة عيسى في تصريح له لـ"الرائد"، أن كل الظروف متاحة اليوم أمام القيادة الحقيقية للأفالان من أجل إعادة الشرعية داخل الحزب العتيد، خاصة وأن الإجراءات التي تقدم بها هذا الجناح لدى مصالح الولاية المخولة قانونا بمنحهم الرخصة لعقد الدورة الطارئة للجنة المركزية التي تنتخب فيها قيادة جديدة للحزب تأتي عن طريق الصندوق، موضحا في السياق ذاته بأن قيادات الحزب المنخرطة في جناح بلعياط، ستجتمع في غضون اليومين القادمين لترتيب إجراءات طلب الرخصة التي تتواجد في الوقت الحالي لدى مصالح ولاية الجزائر، حيث سيتم في هذا اللقاء الذي سيترأسه المنسق العام السابق للحزب عبد الرحمان بلعياط، لتحديد تاريخ جديد لعقد هذه الدورة، وأشار محدثنا في السياق ذاته إلى أن تاريخ عقد الدورة مبدئيا سيكون أواخر الشهر الجاري.

وتأتي هذه الخطوة من قبل الجناح المناوئ لسعداني في ظل مشاورات موسعة جمعت في اليومين الماضيين بين حلفاء الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وبينه في بيت هذا الأخير وتم فيها التأكيد على أهمية إعادة انتخاب قيادة جديدة، خاصة في الوقت الحالي الذي يمر به الحزب، وبحسب ما أشارت له قيادات حضرت اللقاء فإن بلخادم الذي يعتبر في الوقت الحالي مستشار الرئيس قد أكد لهم سعيه لتحقيق الشرعية داخل الحزب وفق الأسس التنظيمية التي يخضع لها هؤلاء، والتي قال بأنها لن تأتي إلا عن طريق عقد دورة اللجنة المركزية وانتخاب أمين عام عن طريق الصندوق، رافضا في الوقت ذاته التأكيد لهم على قبول دعوة المشاركة في هذا اللقاء أم لا وهو الأمر الذي اعتبره هؤلاء بـ"الضوء الأخضر" منه لترتيب بيت الأفالان سواء عن طريق عودته الشخصية للأمانة العامة للحزب أو عن طريق انتخاب قيادة جديدة تلقى القبول لدى جميع الأطراف سواء داخل الحزب أو داخل مؤسسات السلطة التي تحتاج لأمين عام يحوز على كاريزما خاصة يدافع بها عن برنامج السلطة وخياراتها في المرحلة المقبلة، وهو ما حاول الأمين العام السابق للجبهة التأكيد عليه في هذا الاجتماع.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن