الوطن

التطاول على الجزائـر بوابة حكام مصر للوصول للسلطة ؟!

من مشروع التوريث الى عسكرة الحكم

دأب حكام القاهرة في السنين الأخيرة على استفزاز الجزائر في تاريخها وجيشها ورموزها وافتعال الأزمات معها كلما حلت بهم أزمة سياسية أو كانوا مقبلين على استحقاق سياسي هام ومصيري يستدعي حشد الرأي العام وتوجيهه نحو وجهة يراها صناع القرار في عاصمة المعز.

محمد- د

وبينما لا تزال الذاكرة الجماعية للجزائريين حافلة بكل صور وأحاديث إهانة المصريين لرموز الشعب الجزائري وتاريخه الحافل بالبطولات والأمجاد، ولا تزال آثار تلك الأزمة المفتعلة على خلفية مقابلة كرة قدم، قائمة وعالقة، حتى تفاجأ الجزائريون بخرجة جديدة بطلها هذه المرة رمز الانقلاب في مصر  ورجلها القوي الذي تسبب في قتل آلاف المصريين وأحدث انقساما خطيرا في بنية المجتمع المصري بشكل يهدد سلامة النسيج الاجتماعي في قابل السنين، ومن أجل كسب معركة الرئاسيات التي يقبل عليها هذا الاخير يقول انه باستطاعته احتلال الجزائر في ثلاث أيام، وهي وإن كانت تصريحات تعبر عن سيكولوجية صانع القرار المصري في إبراز قوته فإنها أقرب للمحال منها إلى الواقع. و سواء أكان نفي مديرية حملته الانتخابية لتلك التصريحات صحيح أم أنه فعلا قال هذا الكلام فإن الأمر يحمل دلالات وسوابق وقرائن تجعل من هدا الكلام منسوب حقا للمشير السيسي.

يتذكر الجميع تبعات سواء جزائريون أو مصريون تبعات صيف الأزمة الكروية عامي 2009 و 2010 بين الجزائر ومصر وهي أزمة افتعلها نظام المخلوع مبارك ، حيث ثبت بعد سقوطه أن القصد منها تهيئة الأجواء الملائمة لتمرير مشروع التوريث بجعل جمال مبارك يخلف أباه في رئاسة الدولة المصرية،  وكشفت مصادر مصرية أن الحادث الذي تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري في عام 2009 كان من تدبير سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وعلاء مبارك نجل الرئيس المصري المخلوع، مؤكدة أن زاهر اتفق مع بعض الشباب على تدبير حادث الاعتداء على منتخب الجزائر بالاتفاق مع علاء مبارك من أجل إرهاب المنتخب الجزائري قبل خوض مباراة القاهرة. وفي نفس السياق قال حمادة شادي مسؤول العلاقات الخارجية السابق باتحاد الكرة إن هذا الأمر بالفعل تم تدبيره من قبل زاهر وعلاء مبارك،  وكشف أن زاهر اتفق مع مجموعة من الشباب للاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري فور وصولها إلى القاهرة، مؤكدا أنه يمتلك أدلة حقيقية من بعض هؤلاء الشباب على اتفاقهم مع رئيس إتحاد الكرة بتدبير ذلك الأمر. ومن أجل التدليل أكثر وإذا عدنا إلى الوراء قليلا وتحديدا إلى العام 1977 نتذكر عنتريات الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما قام بغزو ليبيا من اجل خلاف بسيط بينه وبين القذافي، ولم تتوقف الأزمة حتى تدخل الرئيس الجزائري هواري بومدين لحلها. الظاهر من كل هذا ان القائمين على دواليب السلطة في مصر وهي الحكومة الانقلابية ممثلة في قائد الجيش المشير السيسي  والذي انقلب  على الرئيس الشرعي محمد مرسي، تريد بصورة او بآخرى إبراز طاقاتها وجعل الجزائر وقودا انتخابية في سبيل الوصول الى سدة الحكم، لكن هيهات وشتان بين الثرى والثريا. في ظل كل هذا لا يزال الموقف الرسمي الجزائري صامتا ولم تصدر وزارة الخارجية أي بيان تطالب فيه المعني بتقديم اعتذار رسمي من الجزائر  عقب هذا التطاول. 

 

مقري : لا نقبل ان تهان الجزائر من طرف دموي وعلى الخارجية الجزائرية الرد

طالب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري أمس، وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بعدم السكوت والرد على التصريحات المنسوبة لوزير الدفاع المصري السابق والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، المشير عبد الفتاح السيسي، الذي قال خلال لقائه بأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية، "بإمكاني غزو الجزائر في ظرف 3 أيام".

وهاجم زعيم حمس، خلال اجتماع مع منتخبي حركته بالعاصمة، المشير المصري عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بــ"الدموي الذي نفذ الانقلاب"، وقال إنه "يهددنا، الله الله، متعاون مع إسرائيل"، وخاطب مقري السيسي قائلا "فليعلم السيسي بأن هذه القضية لا تتعلق بالنظام وحده بل بالشعب كله".  وشدد مقري على رفضه لأن يهان الشعب الجزائري من طرف "شخص مثل السيسي"، وقال في نفس السياق، أن "من باع بلاده وقتل الناس بإمكانه التجرؤ لقول هذه التصريحات"، قبل أن يطالب وزارة الشؤون الخارجية بالرد واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد صاحب هذه التصريحات. محمد دخوش 

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن