الوطن

المعارضة تعتبره لا حدث والموالاة تنوّه بالحدث

مواقف الأحزاب السياسية من تأدية بوتفليقة لليمين الدستورية

 

 

تختلف مواقف الأحزاب السياسية بخصوص قراءتها لحدث تأدية الرئيس بوتفليقة لليمين الدستورية، فمن الأحزاب الموالية له رأت أن الرئيس تمكن من إسكات خصومه ونطق بالقسم وفقا للقانون، وفتح الباب للجميع للانخراط في مساعي مرحلة "توافقية"، مثلما قال بذلك التجمع الوطني الديمقراطي، بينما رأت بعض الأحزاب  المعارضة والتي قاطعت الانتخابات بأن الأمر لا يعنيها وهو لا حدث، ولا تتوقع أن يحدث تغييرا حقيقيا مثل حزب جيل جديد، وجبهة الجزائر الجديدة، ومن بين الأحزاب من ينتظر أن يستجيب الرئيس في عهدته الجديدة إلى تطلعات الجزائريين. وصبت المواقف في مجملها بين مرتاح لأداء الرئيس للقسم وبين معارض غير مهتم للحدث.

 

بالنسبة لرئيس جبهة الصحوة الحرة فإنه قبل أن يؤدي الرئيس بوتفليقة اليمين على المصحف، كان الحزب قد طالب "أن يقسم الرئيس على المصحف ليطبق ما جاء في  المصحف لا أن يقسم على المصحف ليحترم الدين الإسلامي ويمجده، بل هو مسؤول عن الحكم بأحكام الله في المصحف". وأضاف حمداش في السياق أنه لا يعقل أن نرى شخصا مريضا وهو يحمل على الرئاسة حملا، فلا يطيق القيام ولا الكلام، وبما أنه قرر البقاء في الرئاسة وفي الحكم حتى آخر لحظة من عمره ليلقى الله رئيسا، ففي هذه الحالة عليه أن يتقي الله في الشعب. وعن المرحلة المقبلة من عمر حكم الرئيس يرى رئيس جبهة الصحوة، أن الأولوية ينبغي أن تخصص لتحصين المجتمع من الفساد وأن يحاربه ويبطل كل ظلم وعدوان وينشر الفضائل والمكارم، وأن يعمل على حماية الدولة من كل سيطرة أجنبية، وتحقيق المزيد من الرعاية للمهمشين في الحصول على كل حقوقهم الدستورية، لكن أبرز مطلب للجبهة هو أن يصدر الرئيس عفوا شاملا للخروج من المأساة القديمة. والمطلوب منه أيضا تعديل الدستور وفق تطلعات الشعب الجزائري، بالحفاظ على الدين والهوية والسيادة ويحمي دستورية الإسلام ويجعل الشريعة مصدر التشريع ويحمي قانون الأسرة ويحصنه.

المعارضون... لا حدث

من جانبه، استبعد حزب جيل جديد الذي يقوده جيلالي سفيان أحد قادة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، أن يحدث تغيير بعد تأدية اليمين الدستورية وشروع بوتفليقة في مهامه كرئيس للجمهورية لعهدة رابعة، وقال سفيان فخري الناطق الرسمي للحزب، إن الحدث المتعلق بتأدية اليمين الدستورية هو مهزلة أخرى تضاف إلى مراحل من المهازل منها الانتخابات التي "قلنا إنها مزورة"، ويعتقد جيل جديد أن المرحلة المقبلة التي ستعرفها الجزائر في عهدة بوتفليقة الرابعة، هي خلوده للراحة وترك محيطه يسيّر البلاد، وهؤلاء كما يقول المتحدث، "سيدخلون الجزائر في مرحلة من التناقضات والتصادم فيما بينهم بسبب المصالح"، وقد ينجر عن ذلك مزيدا من الضعف في الدولة والنظام الحاكم، وحتى وإن كانت المعارضة ستعرف المزيد من المضايقات ومحاولة احتواءها ببعض المزايا، كالحقائب الوزارية، إلا أن ما يروج له البعض من أن الرئيس سيقدم على اجراء اصلاحات، فهذا لن يفيد ما لم يغير في الأمر شيئا على حد قول المتحدث. 

ويعتبر جمال بن عبد السلام مرور مراسيم أداء اليمين الدستورية بأنها لا حدث بالنسبة لجبهة الجزائر الجديدة، وجدد موقفه بخصوص ما نتج عن الانتخابات بأنها مزورة، ولا يهم إن أدى الرئيس القسم أم لا، فهو في نظره لم يفز بالإرادة الشعبية، وكل الحديث عن المنجزات والمشاريع والإصلاحات التي ستأتي في العهدة الرابعة، هي حسب بن عبد السلام، مجرد مسلسل يتكرر الحديث عنه في كل مناسبة سياسية، ولا يعتقد أن يحدث تغييرا بل عكس ذلك. ويقول المتحدث إننا سنشهد مزيدا من الانحطاط، ولا يجدي الحوار نفعا ما دامت السلطة لا تأخذ برأي الأحزاب.

الأحزاب المساندة للرئيس تعتبر الحدث مهمّا 

 

عكس مواقف أحزاب المعارضة، يرى التجمع الوطني الديمقراطي أن أداء الرئيس لليمين الدستورية هي أفضل رد على كل المشككين في الوضع الصحي للرئيس، وقالت الناطقة الرسمية باسم الحزب نوارة جعفر في تصريح لها لـ"لرائد"، إن حزبها يجدد ثقته ودعمه للرئيس، ومتأكد من أن بوتفليقة سيفي بوعوده، والدليل حسبها هو اعلانه فتح ورشة للحوار من أجل تعديل الدستور، ويشمل الحوار كل اطياف الطبقة السياسية. 

ويرى الأرندي أن بوتفليقة فور أدائه لليمين الدستورية اصبح رئيسا لكل الجزائريين، وما على المعارضة إلا الخضوع لقواعد اللعبة الديمقراطية، وأن تشارك برأيها داخل المنابر المتاحة منها البرلمان، وينبغي عليها أن تساهم في بلورة تصور لشكل الدستور والاستجابة لدعوة الرئيس في المشاورات حول الإصلاحات التي أعلن عنها في حملته الانتخابيىة. ويعتقد التجمع الوطني الديمقراطي أن المرحلة المقبلة من عمر حكم الرئيس بوتفليقة ستعرف تغييرات لصالح الشعب الجزائري.

هذا  وقال أمس بلقاسم ساحلي الأمين العام لحزب التحالف الجمهوري عبر "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، إن الخطاب الذي ألقاه رئيس الدولة "يعبر عن التزامه لتجسيد الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية لرئاسيات السابع عشر أفريل". في حين اعتبر عمار سعداني أمين عام حزب حبهة التحرير الوطني أن خطاب الرئيس بوتفليقة قد "تضمن محاور هامة"، منها "مراجعة الدستور وفتح المجال للمعارضة ودعم الديمقراطية وحرية الصحافة واستقلالية القضاء والفصل مابين السلطات، والعمل على تسريع وتيرة التنمية المستدامة في شمال وجنوب البلاد". وأكد عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير الوطني أن المرحلة القادمة تتطلب وجود "توافق" بين المعارضة والسلطة، وتستوجب تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة وترقية المصالحة الوطنية، وتعزيز الحريات الفردية والجماعية واحترام الرأي والرأي الآخر. أما رئيس أمل الجزائر، عمار غول، فاعتبر الانتخابات الرئاسية الأخيرة عرسا للديمقراطية، وخطاب الرئيس يحمل دعوة للجميع للانفتاح والعمل من أجل المصلحة العليا للوطن.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن