الوطن

النهضة: سنقبل بـ"الحوار" وفق شروط خاصة بنا

الطبقة السياسية تتوقع تغييرا سريعا في الحكومة لتغطية الصورة التي ظهر بها الرئيس !

 

بدأت الطبقة السياسية، ترتقب التغيير الحكومي المقبل الذي سيأتي عقب تقديم حكومة يوسف يوسفي للاستقالة رسميا ، حيث ستوضح ملامح الحكومة المقبلة طبيعة المرحلة التي ستميز العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس الذي تولى أمس بصفة رسمية مهامه كرئيس للجمهورية، حيث يتوقع المراقبون للشأن السياسي أن يكون التعديل الحكومي سريعا وفي أول خطوة يقوم بها بوتفليقة، لضمان تغطية إعلامية أهم للحدث والتغطية على الصورة التي ظهر بها رئيس الجمهورية أمام وسائل الإعلام.

وقال في هذا الصدد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس في تصريح له لـ"الرائد"، أنّ الصورة التي ظهر بها الرئيس وهو يؤدي اليمين الدستورية أمس كانت"مهينة" على حدّ تعبيره، خاصة وأن الوضع الصحي للرئيس وهو يؤدي أهم شرط لإعتلاء سدّة الحكم كان أمام أنظار العالم، وتوقع أن تدفع هذه الصورة التي ظهر بها الرئيس أمام العالم بالقيام بإجراءات سريعة قد تكون من خلال التعجيل بالإعلان عن بعض أوجه الحكومة المقبلة.

واعتبر رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، في تصريح له لـ"الرائد"، أنّ الأهم بالنسبة لهم ليس الخطوات المقبلة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أو التغطية على الحدث الذي شاهده العالم عبر شاشات التلفزيون، حيث قال بأن لا حدث يعلو على ما رآه الملايين عبر شاشات التلفزيون من رئيس منتخب حديثا لم يكن قادرا على آداء أهم شرط من شروط توليه لمسؤولياته كرئيس للدولة، وانتقد المتحدث الصمت الذي تنتهجه الطبقة السياسية عندنا تجاه ما يحدث من تجاوزات وصفها بـ"الخطيرة"، داعيا الجميع إلى أن يتحمل كل طرف مسؤولياته، من خلال اتخاذ موقف التغيير.

وقال المتحدث، في تعقيب له على السياق العام للحدث الذي عاشته أمس الجزائر، بأن حركة النهضة تابعت حفل مراسيم آداء اليمين الدستورية واعتبرته فصلا من فصول مسيرة سياسية خاطئة غيبت فيه الإرادة الشعبية مرة أخرى، وقد أرادت السلطة بحسب_ذويبي_،  أن تسوق لهذا الحدث على أنه خلاصة لعملية انتخابية"سليمة"،  غير أن واقع مجريات رئاسيات 2014 تثبت غير ذلك، كما أشار المتحدث، إلى أن الخطاب الكتابي لرئيس الجمهورية والموزع على الحضور في هذه المناسبة أعاد عجلة الزمن إلى الوراء بالكلام عن قضايا تم استهلاكها في الماضي، واعتبر المتحدث أن هناك ازدواجية في الخطاب إذ عشية الانتخابات اعتمدت السلطة أسلوب التخويف والترعيب للمشهد الجزائري وممارسة الضغط النفسي والإكراه المادي، أما اليوم فهي تتحدث على "العرس الديمقراطي"، وقال ذويبي ردا على دعوة الرئيس للحوار السياسي بالقول بأنه لن يذهب إلى التغيير والحوار إلا بشروط تحددها الحركة بمشاركة شركائها السياسيين الآخرين المنضوون تحت جناح تنسيقية"الإنتقال الديمقراطي"، وأوضح في السياق ذاته أنّ الحديث عن أي إصلاح يجب أن يكون بمحتوى سياسي وبأهداف واضحة وضوابط معلومة وآليات متفق عليها، ودون ذلك يبقى هذا الكلام بغير جدوى. وتظهر هذه الآراء أن الحديث عن التغيير الحكومي الذي عجلت الصورة التي ظهرت بها الرئيس وهو يؤدي اليمين الدستورية، قد جاء مبكرا جدا هذه المرّة ولم يعد مرتبطا بالتجاذبات التي تحدث بين أنصار ومحيط الرئيس بل أصبحت مرتبطة الآن بالترويج لصورة جديدة للرئيس الذي تولى أمس مهامه بشكل رسمي كرئيس للجمهورية، أمام الرأي العام الخارجي أكثر منه القوى الوطنية التي صدمتها الصورة كما صدمتها يوم 18 أفريل الفارط نتائج الإقتراع الذي فاز به بوتفليقة بالأغلبية المطلقة لأصوات الناخبين.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن