الوطن

العلمانيون والإسلاميون.. مزيد من التقارب و المعارضة تتسع

مع ميلاد قطب جديد تحت مسمى "التحالف الوطني من أجل التغيير"

 

 

تتزايد يوما بعد يوم رقعة المعارضة في الجزائر مع دخول قطب ثالث في جبهة المعارضة المطالبة بالتغيير التي تضم كلا من قطب علي بن فليس، وقطب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، وهذا القطب أعلن عنه قياديون سابقون في الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة ( الفيس )، وآخرون من جبهة القوى الاشتراكية ( أفافاس ) واساتذة جامعيون ووزراء سابقون دخلوا به صف المعارضين تحت اسم " التحالف الوطني من أجل التغيير "، وبذلك تستقوى جبهة المعارضة في الجزائر لتكون أهم ارتدادات العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة التي انطلقت أمس بشكل رسمي بعد أدائه للقسم الدستوري.

ميلاد هذا القطب الذي اختار له مؤسسوه أن يكون "التحالف الوطني من أجل التغيير"  جاء ليكون رقم ثلاثة في أروقة أقطاب المعارضة التي تشكلت كرد فعل تلقائي عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 17 افريل وأفضت إلى فوز الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للمرة الرابعة بكرسي الرئاسة. ووسط كل هذا الحراك، ولد هذا التحالف الذي ضم أمثال أنور هدام ومراد دهينة، وهما قياديان بارزان في الجبهة الاسلامية للانقاذ ( المحظورة- الفيس)، وكريم طابو ( سكريتير أول سابقا لجبهة القوى الاشتراكية- أفافاس) وغازي حيدوسي ( وزير أسبق للاقتصاد )، وشمل القطب الجديد في الساحة السياسية أعضاء آخرين منهم شخصيات ذات مرجعيات فكرية وسياسية مختلفة، حيث يوجد فيهم العلمانيون ( اللائكيون) أمثال قيادات سابقة في الأفافاس، وذوو مرجعية دينية ( اسلاميون كبعض قيادات (الفيس المحظور )، وتدعو المبادرة السياسية الجديدة، وفق البيان الصادر عنها عشية الأحد، إلى "التغيير الشامل والحقيقي والفعلي للنظام الحالي"، كما ضمت صوتها للأصوات المطالبة بمرحلة انتقالية يكون دور المؤسسة العسكرية فيها هو الضامن لأمن المواطنين وسلامة التراب الوطني دون التدخل في الشأن السياسي وفرض خيارات "سياسية أو تعيق التجسيد الكامل والسيّد لما يعبّر عنه الشعب". 

إلى ذلك، دعا المبادرون لهذا التحالف في بيانهم، إلى جمع قوى المعارضة في "تكتل واحد" والهدف هو توحيد الجهود في اتجاه تغيير النظام الحالي الذي اتصف بـ  "الفساد وإرادة الاحتفاظ بالحكم مهما كان الثمن"، وحمل بيان "التحالف الوطني للتغيير" انتقادا للانتخابات الأخيرة التي وصفها بـ "مجرد عملية لإيهام الناس بوجود مؤسسات حقيقية في الجزائر بينما الحقيقة هي محاولة النظام ضمان ديمومة سلطة تحتضر، تُــسيـّرها أقلـيّة مستحكمة وبوليس سياسي يعملان جميعا لإبقاء الشعب في شكل من الصبيانية عن طريق القهر والمحسوبية واصطناع الانقسامات"، بينما ألح هؤلاء على أن تبقى المؤسسة العسكرية  "جيشا وطنيا شعبيا قويّا وموحـّدا وأجهزة أمنية فعّالة هي ضرورة وضمان لدولة القانون".

وكان علي بن فليس المرشح للرئاسيات الأخيرة هو الآخر قد أعلن عن تشكيل قطب معارض يضم 13 حزبا سياسيا ساندوه في حملته الانتخابية الأخيرة، وجمع أنصاره في "قطب قوى التغيير" ، ودعا إلى تشكيل جبهة مضادة للسلطة تكون جامعة لكل القوى السياسية المعارضة للسلطة. وضمّ ذلك القطب في الأول قبل موعد الانتخابات التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي "، وهي تكتل معارض تشكل من أحزاب وشخصيات وطنية مقاطعة للرئاسيات منها حركة حمس، حركة النهضة، وحزب جيل جديد وجبهة العدالة والتنمية، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وأحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن