الوطن

بوتفليقة يحسم العهدة الرابعة من بوابة "اليمين الدستورية"

فيما استقبلت الجزائر رئيسها الجديد وسط غياب لافت للرئيس الأسبق اليمين زروال

 

تجديد الثقة في عبد المالك سلال وإعادته لمنصب الوزير الأول

 

حسم أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، العهدة الرئاسية الرابعة له، بعد أدائه اليمين الدستورية كما ينص عليه الدستور من خلال مواده التي تخوله قانونيا ليكون رئيسا للجمهورية بعد هذه الخطوة "الهامة"، التي نجح الرئيس في حسمها لصالحه واقتطاع من خلالها تأشيرة العهدة الرابعة له التي أثارت الكثير من الجدل في الوسط السياسي الوطني والدولي على مدار الأشهر الماضية وحتى الساعات القليلة التي تلت الحدث، الذي غاب عنه الرئيس الأسبق للجمهورية اليمين زروال الذي عارض ترشح الرئيس في بيان تاريخي أصدره للأمة عشية تنظيم الرئاسيات الفارطة، وعارض نتائج هذا الاستحقاق أيضا بغيابه اللافت عن الحدث الذي جرت مراسيمه بقصر الأمم بالعاصمة، وهي النقطة التي ستبقى تاريخية في مسار الاستحقاقات الانتخابية الكبرى في الجزائر.

وأدى الرئيس اليمين الدستورية عقب فوزه بخامس انتخابات رئاسية تعددية في الجزائر، بنسبة فاقت الـ 81.53 بالمائة، وسط حضور إطارات الدولة الذين يمثلون طاقم الحكومة وقيادات المؤسسات العسكرية والقضائية والإدارية العليا، بالإضافة إلى الوفود الدبلوماسية المعتمدة، كما لم يفوت خصوم الرئيس ممن نافسوه على كرسي الرئاسة يوم 17 أفريل الفارط، المناسبة وحضر كل من المترشح عبد العزيز بلعيد، ولويزة حنون فيما غاب باقي منافسيه لأسباب تتعلق بـ"عدم رضاهم عن النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع"، حيث استهلت مراسيم أداء اليمين الدستورية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن يتقدم رئيس المحكمة العليا سليمان بودي، الذي أشرف على مراسيم اليمين الدستورية، حيث قرأ أمام الحضور النص الخاص باليمين الدستورية المحدد في المادة 76 من الدستور، ثم ردد بعده الرئيس النص الذي كان أمامه وهو يضع يده اليمنى على المصحف الشريف، وهو الإجراء الذي خوله منذ تلك اللحظة ليصبح رئيسا للجمهورية، وبعد أن فرغ الرئيس من هذا الإجراء، ردد رفقة الفرقة النحاسية التابعة للحرس الجمهوري، النشيد الوطني.

كما حاول الرئيس أن يلقي خطابا للأمة عقب هذه المناسبة التي اعتبرها فرصة مناسبة لمخاطبة الشعب بعد صمت دام أشهرا عديدة، تسبق تعرضه للوعكة الصحية التي تعرض لها السنة الفارطة، لكنه اكتفى بخطاب مقتضب جدا، بسبب التعب الذي بدا واضحا على محياه، بسبب المراسيم التي قام بها منذ اللحظة التي وصل فيها إلى مكان الحدث والتي بدأها بتحية العلم الوطني ثم متابعة استعراض لفصيلة من الحرس الجمهوري وأسلاك الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية التي أدت له التحية الشرفية قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، حيث قرأ الرئيس صفحة ونص فقط من الخطاب الذي وزع قبل ذلك مكتوبا على الحضور، وقدرت صفحاته بـ 10 صفحات تناول فيها أهم الرهانات التي تنتظر عهدته الرئاسية الرابعة، ومن الخطاب الذي سمعه الشعب عبر شاشات التلفزيون العمومي التي نقلت الحدث الذي تابعته وسائل الإعلام العالمية باهتمام كبير، شكر فيه الهيئة الناخبة التي منحته بأغلبية الأصوات العهدة الرئاسية الرابعة، كما شكر مؤسسات الدولة التي حرصت على توفير الظروف المناسبة لتنظيم هذا الاستحقاق في جو من الهدوء والاستقرار، كما شكر الرئيس بالمناسبة المنظمات الدولية والدول التي شاركت في مراقبة سير عملية الاقتراع يوم 17 أفريل الفارط، وبعد نهاية المراسيم توجه الرئيس نحو مقبرة العالية حيث ترحم بمربع الشهداء على أرواح شهداء الثورة التحريرية حيث وضع إكليلا من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب، ورافقه في ذلك كبار مسؤولي الدولة وأعضاء من الحكومة، وقد قبّل الرئيس الراية الوطنية لدى وصوله الى المقبرة وأيضا عند مغادرته المكان.

وعين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مباشرة بعد إعادة انتخابه، عبد الملك سلال وزيرا أولا خلفا ليوسف يوسفي الذي كان يشغل هذا المنصب بالنيابة حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية، وجاء في البيان أنه طبقا لأحكام المادة 77 الفقرة 5 من الدستور أنهى فخامة رئيس الجمهورية عبد مهام الوزير الاول بالنيابة التي كان يتولاها يوسف يوسفي، وخلص البيان الى أن رئيس الجمهورية عين سلال وزيرا أولا.

 

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن