الوطن

تنسيقية الانتقال الديمقراطي تستعرض محاور التغيير على بن فليس وتدعوه للمشاركة فيها

فيما سيخصص لقاء الغد للمصادقة على أرضية الندوة

 

  • بن فليس مخير بين الدخول لوحده في التنسيقية أو المغامرة مع "قطب قوى التغيير"

إجتمع ظهر أمس، قادة المعارضة المشكلين لتنسيقية"الحريات والإنتقال الديمقراطي"، والممثلين لعدد من الشخصيات الوطنية الحزبية منها والسياسية، بالمترشح الخاسر في الاستحقاق الرئاسي الفارط،  علي بن فليس، الذي جاء برفقة إطارات حملته الإنتخابية وبعض رؤساء الأحزاب السياسية التي ساندته خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية وهم الطاهر بن بعيبش، نور الدين بحبوح، جهيد يونسي، جمال بن عبد السلام، نعيمة صالحي، حيث ناقش هؤلاء في الإجتماع الذي تم بمكتب رئيس الحكومة الأسبق والمنسحب من الموعد الإنتخابي السابق أحمد بن بيتور بمقر إقامته في العاصمة، برنامج ومحاور الندوة الوطنية للانتقال الديمقراطي التي يعتزم هؤلاء تنظيمها شهر ماي الداخل، حيث حددت تاريخ 18 و19 من الشهر المقبل كموعد مبدئي لتنظيم اللقاء فيما سيتم المصادقة يوم غد الثلاثاء في الإجتماع الذي سيجمع أعضاء التنسيقية فيما بينهم على التاريخ والأرضية التي تراهن عليها هذه التشكيلة.

وبعد شرح أصحاب المبادرة الأرضية التي تحضر من أجل الانتقال الديمقراطي، تبادل الطرفان وجهات النظر حول كيفية الدعوة إلى ضرورة العمل المشترك من أجل تحقيق التغيير السلمي والديمقراطي في الجزائر لاسيما بعد عملية التزوير المفضوحة التي شهدتها الرئاسيات الماضية على حدّ ما أوضحه بن فليس بحسب البيان الذي صدر باسمه عقب نهاية اللقاء وتلقت"الرائد" نسخة منه، والتي انتهت بفرض الرئيس المترشح لعهدة رابعة كما اقترح على قادة التنسيقية التفكير في لقاء سياسي جامع يضم جميع القوى السياسية التي تنشد التغيير داعيا إلى تجاوز كل الخلافات استعدادا للمرحلة القادمة، وانتقد المتحدث في السياق ذاته، محاولات السلطة في المدة الأخيرة التي تسعى إلى استدراج كل القوى المعارضة لتمرير مشاريعها المزعومة كتعديل الدستور وتوسيع المشاركة في الحكومة، كما دعا بن فليس هؤلاء إلى تجميع كل الطاقات من أجل تشكيل جبهة ضد النظام القائم بمشاركة جميع التشكيلات السياسية والفاعلين السياسيين، وهو الأمر الذي ستناقشه التنسيقية في الإجتماع المقبل لها يوم غد الثلاثاء، خاصة وأن التنسيقية التي وجهت الدعوة بحسب مصادر قيادية منها، لبن فليس كي يشارك في إطار فردي بعيد عن القطب الذي أنشأه، ، وهو ما حرصت التنسيقية على التأكيد عليه، بحسب ما أوضحته ذات المصادر، التي قالت بأن التنسيقية على أن الحوار مع القوى الوطنية سيكون بشكل فردي وليس ضمن إطار قطبي لضمان تحقيق التوافق في البرنامج التي يرافعون لصالحها.

وأوضح المصدر ذاته، بأن الإجتماع الذي طلب قادة التنسيقية عقده مع رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس بعد إلحاح منه، لعرض تصوراتهم والمحاور التي ستتشكل منها ندوة الانتقال الديمقراطي، كان فرصة للتأكيد على أهمية التشاور الحرّ والتوصل إلى قناعات جماعية تصب في مجملها حول"التغيير" الذي يرافعون لأجله، من خلال إقتراح برنامج سياسي من خلال هذه الندوة الوطنية، للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر بالوحدة في الصفوف بين مختلف القوى الفاعلة في المشهد، كما طرح هؤلاء من خلال الإجتماع ذاته تصورا مبدئيا حول أسس وكيفية تحقيق هذا التغيير الذي ترى قيادات التنسيقية بأنه لن يأتي إلا عبر إرساء نظام جديد مبني على العقلانية من جهة والفعالية من جهة ثانية.

وبدورهم أعضاء التنسيقية الذين يمثلون بالإضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، رؤساء أحزاب يمثلون كل من حركة مجتمع السلم، حركة النهضة، حزب العدالة والتنمية، الأرسيدي وحزب جيل جديد، حرصوا على التأكيد على أن هذه الأرضية التي ناقشوها مع خليفة بن بيتور السابق في قصر الدكتور سعدان علي بن فليس هي تتعلق به وحده ولا تتعلق بالقطب السياسي الذي أنشأه رفقة 13 تشكيلة سياسية ممثلة لما يعرف بـ"قطب قوى التغيير"، حيث سيكون وفق هذا الشرط بن فليس مخير للعمل والمشاركة ضمن التنسيقية في حال ما رغب في العمل معهم والمشاركة ضمن هذه الندوة، بصفة فردية في انتظار فتح باب المشاورات مع قوى سياسية أخرى سواء من القطب الذي أنشأه بن فليس أو غيره من الأقطاب الوطنية الأخرى التي تشتغل على الانتقال الديمقراطي للسلطة، وهو الأمر الذي سيفصل فيه بن فليس في قادم الساعات بعد مشاورات يعقدها مع أعضاء قطب التغيير.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن