الوطن
سعداني يتهم الشخصيات التاريخية بـ"خيانة" بوتفليقة
بهدف قطع الطريق أمام طموح بلخادم في العودة لأمانة الحزب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أفريل 2014
- انشقاقات في جناح بلعياط بعد أن فضل الأغلبية عدم المغامرة بمكانتهم
دفعت حالة الغموض التي تعيشها أحزاب الموالاة وقادتها بخصوص مكانة هذه الأحزاب في الخارطة السياسية للسلطة التي سيشرع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ترتيبها، ضمن أولويات خاصة، محسوبة بعضها على منطق الولاء وأخرى على منطق تطلعات المرحلة المقبلة، التي يراهن عليها الرئيس في العهدة الجديدة له، التي سيشرع اليوم رسميا في العمل ضمن إطارها العام، إلى تريث العديد من الطامحين لتحقيق أهداف سياسية مشروعة حتى الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة قبل الخوض في مسائل حزبية. ويأتي حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعيش منذ الإطاحة بأمينه العام السابق عبد العزيز بلخادم، على رأس هذه الأحزاب، التي تنتظر بشغف ما ستسفر عنه تشكيلة الحكومة المقبلة، والتي يتطلع أنصار الأمين العام الحالي للتواجد ضمنها ومواصلة قيادة الحزب حتى المؤتمر العاشر السنة القادمة. فيما يتطلع المناوؤون له عودة قوية لحليفهم الأول عبد العزيز بلخادم، من أجل المضي قدما نحو مطلب عقد دورة استثنائية للجنة المركزية وانتخاب قيادة جديدة وهي الخطوة التي يتوجه بلعياط للقيام بها مباشرة بعد ترتيب رئيس الجمهورية للحكومة الجديدة.
وفي الوقت الذي يتطلع كل طرف مناوئ للطرف الآخر داخل قيادات الحزب العتيد، الخطوة الأهم من رئيس الجمهورية وهي الإعلان عن تشيكلة الحكومة الجديدة، سارع الأمين العام الحالي للجبهة، عمار سعداني في إحالة العديد من الشخصيات القيادية على لجنة الانضباط، التي كلف بها عضو المكتب السياسي مصطفى معزوزي، حيث طالبه باستفسارات من كل الشخصيات التي رفضت أن تشارك في التجمعات الشعبية التي نظمها الحزب في الحملة الانتخابية الخاصة بمرشحه، ولم يكتف بهذا فقط بل طالب باستفسارات وتوضيحات من القيادات والنواب ومنتخبي الحزب، الذين تخلفوا عن التجمعين الأخيرين الذين نظمهما بكل من مدينة قسنطينة والعاصمة بمناسبة الاحتفال بفوز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة، حيث غابت مختلف القيادات سواء ممن يحوزون على عضوية في اللجنة المركزية أو نواب الحزب في الغرفتين البرلمانيتين، بالإضافة إلى منتخبي الحزب في مختلف المجالس عن هذه التجمعات التي جاءت في شكل احتفالية، وذلك على خلفية الغموض الذي يكتنف مصير القيادة الحالية للحزب التي جاء بها سعداني إلى الواجهة، والتي يرتقب أن تتم الإطاحة بهم بعد أسابيع.
وأشار مصدر من القيادة الحالية للأفالان أن سعداني اتهم صراحة وفي آخر اجتماع جمعه بأعضاء المكتب السياسي، شخصيات قيادية ذات وزن تاريخي محترم بـ"الخيانة"، بسبب رفض هؤلاء المشاركة في التجمعات التي رافع لها الأفالان لصالح برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعتبر الرئيس الشرفي للحزب العتيد، ويسعى خليفة بلخادم من خلال هذه الخطوة إلى القضاء على الشرعية التي يحوز عليها لحدّ الآن الجناح المناوئ له، والذي يقود حملة واسعة للإطاحة به بحسب ما كشف عنه منسق هذا الجناح عبد الرحمان بلعياط في تصريح لـ"الرائد"، حيث قال إن مساعي عودة الشرعية لأصحابها لازالت قائمة وسيتم السعي في تحقيقها مباشرة بدءا من الأسبوع المقبل، الذي تتوقع فيه الطبقة السياسية الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتتوضح معها معطيات جديدة بخصوص الدعم الذي قد يحظى به أحد الأجنحة المتخاصمة داخل تركيبة الحزب العتيد مستقبلا.
وبالمقابل أكدت مصادرنا أن اللقاء الذي جمع نهاية الأسبوع الفارط عبد الرحمان بلعياط بتشكيلة المكتب السياسي القديم، عرف غياب أبرز وجوهه، حيث أعلم هؤلاء بلعياط بأن المشاركة في اجتماعات هذا الجناح في الوقت الحالي غير واردة، في ظل تراجع غالبية أعضاء اللجنة المركزية ممن وقعت على وثيقة الإطاحة بسعداني عن هذه الخطوة، وهي تنتظر فقط نهاية السوسبان الذي سيعيشه الشارع السياسي في الوقت الحالي حول تركيبة الحكومة الجديدة، وإعادة النظر في الخيارات المطروحة أمامهم، وهو القرار الذي لم يعجب المنسق العام للحزب العتيد ودفع به لإصدار بيان سياسي باسمهم يهنئ فيه الرئيس بفوزه بعهدة رئاسية رابعة، فيما تم إسقاط أهم محاور اللقاء الذي جمع الأعضاء الذين حضروا.
خولة بوشويشي